وسط توقعات بانفجار الأوضاع في القدس غداً بسبب “مسیرة الأعلام” الاستفزازية بمناسبة ذكرى ضم القدس، قررت شرطة الاحتلال إغلاق عدد من الشوارع الرئيسية في القدس المحتلة، خاصة في محيط البلدة القديمة مساء غد الثلاثاء، فيما دعت حراكات شبابية ومرجعيات دينية للتصدي لاقتحامات المستوطنين وحماية المسجد الأقصى المبارك.
وقررت شرطة الاحتلال إغلاق شوارع بالقدس غدا من الساعة الرابعة عصراً ولغاية الساعة التاسعة مساءً، بما يشمل محطات الباصات، إضافة لتقييد حركة المركبات بالكامل، فيما ستؤدي هذه الإجراءات إلى عزل كامل لمعظم أحياء القدس الفلسطينية.
ولتأمين هذه المسيرة الضخمة التي من المتوقع أن يشارك فيها قرابة 70 ألف مستوطن وفق تقديرات الأوساط الإسرائيلية، تعتزم شرطة الاحتلال نشر أكثر من خمسة آلاف من عناصرها في المدينة المقدسة، من بينهم ألفا عنصر سيواكبون مسار المسيرة لتأمين الحماية للمشاركين فيها، في حين ستتولى الأعداد الأخرى من عناصر الشرطة مواجهة المقدسيين.
بدوره، أعلن عومر بارليف وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي الجديد في الحكومة الإسرائيلية الجديدة برئاسة نفتالي بينت، أن حكومته ستسمح لليهود باقتحام الأقصى غداً قبيل انطلاق المسيرة، وتمكين المشاركين فيها من الوصول إلى تخوم المسجد خاصة ساحة البراق، حيث سيقام هناك الاحتفال المركزي الضخم بمشاركة وزراء وأعضاء كنيست وكبار الحاخامات.
وحذرت حراكات شبابية وقوى وطنية وإسلامية من “مسيرة الأعلام” داعية للتصدي لها، كما حذرت من مغبة السماح للمستوطنين غداً باقتحام المسجد الأقصى، مؤكدة أن قيود الاحتلال المشددة التي أعلنتها شرطة الاحتلال لن تمنع الشبان من مواجهتها والحيلولة دون المس بالمسجد الأقصى.
في السياق، قال مدير المسجد الأقصى الشيخ عمر الكسواني إنَّ إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس اتخذت كافة التدابير اللازمة للقيام بواجباتها ومسؤوليتها حيال الدفاع عن الأقصى ومنع أي تعديات عليه، محذرًا من أن الأوضاع في القدس والأقصى تنذر بمخاطر كبيرة، محملًا الحكومة الإسرائيلية تبعات ونتائج أي تصعيد يشنه المستوطنون يوم غد.
من جهته، أكد رئيس الهيئة الإسلامية العليا في القدس الشيخ عكرمة صبري على وجوب الدفاع عن المسجد الأقصى الذي يشكل جزءاً هاماً ورئيسياً من عقيدة المسلمين في العالم قاطبة.
وأضاف أن هذه “المسيرات الاستفزازية لن تنشئ حقاً للمحتل ولا لمستوطنيه، وواجبنا جميعاً الدفاع عن الأقصى والرباط فيه، وإعماره بصورة دائمة”.
وقال القيادي في حركة فتح حاتم عبد القادر إنَّ حركته وكافة أبناء شعبنا سيقومون بدورهم في الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى.
بدورها، قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، اليوم الإثنين، “إن مسيرة الأعلام التي ينوي اليمين المتطرف تنظيمها يوم غد الثلاثاء، في شوارع القدس المحتلة، بما فيها البلدة القديمة من القدس، تهديد مباشر للجهود المبذولة لوقف العدوان على الشعب الفلسطيني”.
وحذرت الوزارة، في بيان، من مغبة إجراء هذه المسيرة الاستفزازية ومخاطرها، ونتائجها على الجهود المبذولة لتثبيت التهدئة ووقف العدوان وجهود إحياء عملية السلام، معتبرة تلك المسيرة بأنها امتداد لعدوان الاحتلال المتواصل ضد المدينة المقدسة ومقدساتها ومواطنيها، وجزء لا يتجزأ من عمليات أسرلة وتهويد القدس المحتلة.