احتشد آلاف التونسيين، اليوم الأحد، في شارع الحبيب بورقيبة وسط تونس، مطالبين بسقوط الانقلاب، ورافضين الاستفتاء والدستور الجديد الذي يستعدّ رئيس الجمهورية قيس سعيّد للإعلان عنه، ووضع اللمسات الأخيرة عليه.
ورُفعت خلال المسيرة شعارات مثل “ارحل، ارحل”، و”يسقط يسقط الانقلاب”، و”دستور حرية كرامة وطنية”.
وأكد رئيس جبهة الخلاص أحمد نجيب الشابي، في كلمة أمام المحتجين، أن “جبهة الخلاص ستشدّ الرحال، بعد زيارات إلى الجنوب، إلى باجة والكاف والوطن القبلي، لتكون قوة وازنة في بناء تونس”، لافتاً إلى أن “الجبهة ستواصل نضالها”.
وأوضح الشابي أن “تونس تشهد أزمة اقتصادية واجتماعية غير مسبوقة، بدأت بوادرها تزداد حدة”، مبيناً أن بواخر عدة راسية وبعضها عادت أدراجها لعجز الحكومة عن سداد ثمنها.
بدوره، قال عضو المكتب التنفيذي لجبهة الخلاص جوهر بن مبارك إن “الشارع الإقصائي حاول التظاهر لكنه فشل، لأن الشارع الديمقراطي بيّن أنه أقوى”، لافتاً إلى أن “جبهة الخلاص بكل قيادييها لن تتنازل عن المطالبة بسقوط الانقلاب والمنقلب، ونحن اليوم نؤكد أن سقوط الانقلاب يعني سقوط سعيّد”، مشيراً إلى أن “المنقلب ليس منا ولا يحاورنا ولا نحاوره”.
واعتبر بن مبارك أن “من أقسم على احترام الدستور انقلب عليه، وهو اليوم في عزلة، وقد تمكن الشارع الديمقراطي من زعزعة هذا النظام، وسيدفعه نحو السقوط”، مشدداً على أن “الديمقراطية ستعود، وستجرى محاسبة كل من انقلب على الدستور، ولكنّ طريق العودة صعب، وكل من احترف مساندة الانقلاب سيحاسب”.
وبيّن أن “جبهة الخلاص هي أكبر تجمع ديمقراطي سياسي، ولن ترد على من هاجم هذه الجبهة مشوهاً إياها ومندداً بتحركاتها بالداخل والخارج”، في إشارة لتصريحات قياديين من اتحاد الشغل التونسي.
وشدد بن مبارك، في تصريح لـ”العربي الجديد”، على أنه “لا حوار مع المنقلب، فقد انقلب على المنظومة القانونية، وأقصى نفسه بنفسه، وأخرج نفسه من الحوار”، مؤكداً أنه “رفض سابقاً الحوار مع الطبقة السياسية، وكان يرفض أي مبادرة تُقدَّم، وها هو يضع حواراً يضم أصدقاءه فقط”، مؤكداً أن “هذا الدستور مرفوض”.
وذكر المتحدث أن “مسار قيس سعيّد فاشل، فبعد فشل الاستشارة الوطنية، وفشل الحوار الوطني الذي رفضت أغلب المنظمات الوطنية الوازنة المشاركة فيه، يستعدّ الآن للاستفتاء، وبناء على ما سبق، سيكون فاشلاً أيضاً”.
ولفت إلى أن “الدستور الذي يجرى إعداده خلال سويعات، إما أنه دستور جاهز، أو أنه يكتب الآن في مسرحية هزيلة”، مضيفاً أن “كل هذا لإيهام التونسيين بوجود مسار”.
من ناحيتها، أكدت نائبة رئيس مجلس نواب الشعب سميرة الشواشي أن “أول رسالة أننا متمسكون بالدستور، وأن سعيّد يسعى إلى تغيير الدستور ووضع دستور جديد على مقاسه”، معتبرة أن “ما يحصل لم تشهده تونس سابقاً”.
وأوضحت الشواشي، في تصريح لـ”العربي الجديد”، أن” الخوف اليوم ليس على الدستور، بل على تونس والشعب التونسي، لأن سعيّد يستهدف القضاء حتى لا يكون للشعب صوت يدافع عنه”، مبينة أنه “حتى الحق في انتخابات نزيهة تم ضربه، وهذا الاستفتاء باطل”.
وإذ لفتت إلى أنهم “يرفضون الاستفتاء كما سبق ورفضوا الاستشارة”، أكدت أن “حوار سعيّد باطل، ودستوره الجديد كذلك”.
أمّا القيادي في حركة النهضة محمد القوماني فأشار، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أن “مسيرة اليوم هي للاحتجاج على الانقلاب الذي ينتفض من حوله الجميع، وأنه بعد مرور سنة على الانقلاب، فإن تونس تمرّ من الأزمة إلى الأسوأ”، مؤكداً أن “الوضع يتعقد على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والدبلوماسي، وأصبحت تونس مهددة بالإفلاس”، مبيناً في المقابل أن “للديمقراطية أنصارها، وأن التونسيين متمسكون بمكاسبهم”.
وتلفت الثمانينية فاطمة، التي قدمت من قفصة واضطرت للخروج من منطقتها منذ الفجر للمشاركة في المسيرة، في تصريح لـ”العربي الجديد”، إلى أنهم “يريدون أن تعود تونس كما كانت، لأن الوضع يزداد سوءاً وتعقيدا”، مؤكدة أن “صوتهم اليوم هو لنصرة المظلوم، ونصرة الديمقراطية، وعودة الدستور”.
المصدر: العربي الجديد