على الورق مصطفى محمد لاعبا بصفوف جالاتا سراى، ولكن الواقع الفعلى يشير إلى عكس ذلك وبات مستقبل المهاجم الواعد على المحك ولا ندرى إلى أين سيذهب به.
فكرة سعى مصطفى محمد للانتقال إلى بوردو الفرنسى مؤكد جعلته خارج حسابات مدربه فاتح تريم.. وإعادة تصحيح الأوضاع لن يكون سهلا عليه، ويحتاج مزيدا من الكياسة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.
مشكلة مصطفى محمد تكمن فى عقليته وسعيه إلى تحقيق مكاسب سريعة دون دراسة خطواته بالفكر والتخطيط المطلوب، وهو ما برز فى مسيرته القصيرة.. فبعد أن جاءته الفرصة ليكون مهاجم الزمالك الأول لم يصبر لتقديم المزيد وتحفيق نجاحات أكثر تساعد فى ثقل خبراته، ونظر إلى ما هو أكثر من ذلك والخروج إلى الاحتراف بإلحاح شديد على إدارة الزمالك، ليرحل إلى جالاتا سراى يناير الماضى على سبيل الإعارة بنية البيع، وظهر أنه غير مؤهل لذلك فنيا وقبلها شخصيا.
مع تجربة الدورى التركى ظهر تسرع مصطفى محمد مجددا ولم يصبر ولم يمنح مدربه الفرصة لتطويره بالشكل الذى يجعله الاختيار الأول فى هجوم الفريق، ويكسب رهان المدرب التركى الشهير الذى كان يتوقع له الانفجار فى الملاعب الأوروبية، قبل أن يصدمه بقرار عدم الاحتياج لوجوده فى الأيام الأخيرة.
الغرابة أكثر فى تصرفات مصطفى محمد، سفره إلى فرنسا بحثا عن عقد احترافى جديد، فى الوقت الذى كان مفترضا فيه أن ينضم إلى المنتخب للمشاركة فى مباراتى أنجولا وتوجو.. وهنا ربما أراد أن يرد على مدربه بعناد من نوع آخر وتأكيد أنه يملك عروضا ومرغوبا فيه من أندية أوروبية مثل بوردو الفرنسى، ولكن حساباته جاءت مخطئة وعاد من حيث أتى بخفى حنين.
وبعيدا عما حدث.. وجب على مصطفى إعادة حساباته من جديد والعودة لجالاتا سراى، كونه ليس أمامه سوى ذلك، وتجاوز ما فات وبدء مرحلة جديدة ومختلفة يعوض فيها خسائره الفنية ويستعيد مستواه العالى سريعا ويجبر مدربه على الاستفادة منه مجددا، وذلك لن يكون إلا بتقديم فروض الولاء والطاعة لناديه ومدربه.. فهو ليس أمامه سوى ذلك إذا أراد حماية مستقبله الكروى، ولننتظر ماذا سيفعل.
بقلم كمال محمود