سأتحدث بمقال اليوم عن مستشفي الدمرداش الجامعي التابعة لجامعة عين شمس والتي تعد أحد الصروح الطبية الحكومية المجانية العتيقة، كنوع من أنواع الشكر لمستحقيه وإشادة عن تجربة شخصية تستحق الرواية من باب العدل والإنصاف .
” بدأت القصة منذ أن فوجئنا كأسرة بشقيقتنا في أول أيام عيد الفطر قد ظهر عليها طفح جلدي و بقع دموية دون سابق إنذار أو حتي مرض ما، وما أن قامت بعمل صورة للدم بناءً علي نصيحة أحد الأطباء المقربين حتي انزعج ونصحنا بالتوجه الفوري لأحد المستشفيات لنقل صفائح الدم التي انخفضت لمعدل غير مسبوق علي الإطلاق بحسابات الأرقام، وما قد يودي بحياتها نظراً لحتمية النزيف بأي مكان داخل أو خارج الجسم.
وعلي الفور اصطحبناها لأحد المستشفيات الفاخرة ذات الأرقام المادية المخيفة، لكنهم رفضوا استقبالها لخطورة الحالة، وبعد بحث وسؤال قوامه ليلة كاملة في شوارع القاهرة والجيزة بحالة لا تحتمل الانتظار، نصحنا الطبيب المقرب بمستشفي عين شمس التخصصي، وبالفعل توجهنا لعين شمس وتم استقبال الحالة وطمئنتنا بتوافر صفائح الدم المطلوبة، وأثناء إجراءات الدخول التقليدية تم عمل مسحة كورونا للاطمئنان أن المريضة غير مصابة بها، إذ أن المستشفي غير مخصصة للعزل، وكانت المفاجأة أن المسحة إيجابية علي غير المتوقع مما دفعهم لعدم قبولها لعلاج صفائح الدم.
ولكن :
لم ترفض المستشفي دخول الحالة لإصابتها بكورونا وتدير ظهرها وتتخلي عن مسؤوليتها تجاه المرضي، لكنها خصصت عربة إسعاف علي الفور لنقل المريضة لأحد المشافي التابعة لها والمخصصة للعزل وهي مستشفي الدمرداش .
وبعد أن كنا علي أتم استعداد للتضحية بأي مبالغ مادية بأي مستشفي خاص ممن أغلقوا أبوابهم بوجهنا، كما لم تكن عين شمس التخصصي مجانية بل جامعية و لكن بمقابلات مادية محتملة، إذ تم عزل شقيقتي بمستشفي الشهيد “أحمد شوقي” الجديدة التي تم إنشاؤها منذ عامين داخل هذا الصرح الطبي الجامعي المسمي بالدمرداش .”
لا أخفيكم سراً :
أن الفكرة التي تم ترويجها عن مشافي الحكومة أصابتنا ببعض القلق، وكنا نرغب بنقلها لمكان آخر، فضلاً عن عدم السماح لنا بالدخول كي نطمئن علي مستوي النظافة و الخدمات لأنها مخصصة للعزل، وهذا ما دفعني لكتابة هذا المقال، لأعترف أنني و غيري كنا علي خطأ و أنه وجب علي أن أشهد شهادة حق سأحاسب عليها أمام الله، فقد علمنا من خلال متابعة الحالة تليفونياً أن هذه المستشفي المجانية تقدم الخدمات الطبية كما لم يقدمها أحد، ناهيك عن كونها من حيث النظام والنظافة والرعاية والمتابعة تضاهي فنادق الخمس نجوم كما أكدت لنا شقيقتي، والتي فور دخولها قام الأساتذة الجامعيين من الأطباء بتوفير أكياس الصفائح الدموية و تعليقها واحداً تلو الآخر ووضع برنامج العلاج الفوري، إذ أن هناك بنك للدم بالدمرداش.
وقضت المريضة سبعة أيام تتلقي بهم خدمة ممتازة علي كافة المستويات من طعام لأدوية لمتابعة غير منقطعة لنظافة ونظام لا مثيل له، هي وكل مريض أكرمه الله بهذه الأيادي الأمينة التي تعمل بأزهد الأجور والتي تتقي الله بهؤلاء الذين لا حول لهم و لا قوة كما ينبغي أن يكون و أكثر .
وعند خروجها بفضل الله الذي كتب لها مزيداً من العمر بحالة نادرة من نوعها كما ذكر كل الأطباء، لم تدفع حتي جنيه واحد .
في حين أن أي مكان آخر غير مشافي الدولة لم تكن لتقل تكلفة علاجها آنذاك عن مئات الآلاف، وربما لن تكون الخدمة المقدمة علي نفس المستوي و بكل تأكيد لن تكون مصلحة المريض في الأولوية لكنها المادة أولا وأخيراً .
نهاية :
أناشد أهل الخير ممن يبحثون عن فعله بحق لمن يستحقه، أن يخصصوا جزءاً من تبرعاتهم لمستشفي الدمرداش الجامعي المجانية التي لا تخصص ميزانية للحملات الإعلانية كما يفعل الكثير غيرها .
شكراً من القلب لمستشفي الدمرداش الجامعي و مثيلاتها ممن علي نفس المستوي الراقي المبهر بجميع أنحاء جمهورية مصر العربية .
شكراً وزارة الصحة المصرية والجامعات الحكومية المصرية التي تتبعها تلك الصروح العظيمة .
شكراً سيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي وضع ملف صحة المصريين و القضاء علي الأمراض المزمنة و تقديم الرعاية الصحية المجانية لكل مواطن بأولي أولوياته منذ قيادته للبلاد .
اللهم بلغت اللهم فاشهد
بقلم
دينا شرف الدين