قال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الأميركية إن استقالة أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية يجب أن تنبه الموجودين في إسرائيل أكثر من الأميركيين.
ونقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل” عن المسؤول، الذي لم تكشف عن اسمه إلا أنها وصفته بأنه يعمل بشكل كبير في ملف إسرائيل، أن ميلر يحظى باحترام كبير في تل أبيب ويدعم العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل.
وأضاف المسؤول “ليس هناك شك في أن استقالة ميلر يجب أن تكون بمثابة دعوة للاستيقاظ للمسؤولين الإسرائيليين”. وأنه “إذا كانت الحكومة الإسرائيلية تخلق بيئة يستقيل فيها أشخاص مثله، فمن الواضح أنهم يفعلون شيئا خاطئا للغاية”.
وأشار المسؤول الكبير في الخارجية الأميركية إلى مقطع الفيديو الذي نشره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الثلاثاء الماضي واتهم فيه الولايات المتحدة باحتجاز شحنات أسلحة إلى إسرائيل. وقال المسؤول إن “مثل هذا السلوك يتسبب في خسارة إسرائيل للأصوات الأكثر دقة في الإدارة”.
واعتبر المسؤول أن نتنياهو “يعمل بنشاط على دق إسفين أكبر بين الولايات المتحدة وإسرائيل، وهذا يقود أشخاصا مثل ميلر إلى الشعور بأنه ليس لديهم خيار سوى الاستقالة”، وفق تعبيره.
أعلى مسؤول مستقيل
وذكرت مصادر أميركية للجزيرة أمس الجمعة أن أندرو ميلر نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي للشؤون الإسرائيلية الفلسطينية استقال من منصبه، في أحدث حلقة من سلسلة الاستقالات من الإدارة الأميركية على خلفية موقفها من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
وقالت المصادر إن استقالة ميلر وصلت إلى مكتب وزير الخارجية أنتوني بلينكن، وستكون سارية في 30 يونيو/حزيران الجاري.
وكشفت المصادر أن ميلر كان يعتزم الاستقالة منذ فترة على خلفية موقف الإدارة الأميركية من حرب غزة.
وذكرت المصادر للجزيرة أن ما عزز قرار ميلر هو موقف الإدارة الأميركية من الهجوم الإسرائيلي على مدينة رفح وإخفاقها في معالجة موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المتعنت.
ووفقا للمصادر، فإن ميلر هو أعلى مسؤول في الدبلوماسية الأميركية على اتصال بسياسة الحرب يستقيل من منصبه.
وكان ميلر يأمل في تحول ملموس في موقف إدارة الرئيس جو بايدن، وسعى لاعتدال السياسات من داخل الحكومة.
ووفقا للمصادر، فقد قدّم ميلر أسبابا عائلية مبررا خروجه من منصبه وتقديم استقالته.
ولاحقا، قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية لشبكة “سي إن إن” إن المسؤول المستقيل صاحب خبرة عميقة ويقدم يوميا آراء ثاقبة للوزارة. وأضاف المتحدث أن “جميع العاملين في وزارة الخارجية متأسفون لاستقالة ميلر، ونتمنى له التوفيق”.
سلسلة استقالات
وفي أواخر مايو/أيار الماضي، اختار ألكسندر سميث، أحد المقاولين لدى الوكالة الأميركية للتنمية الدولية (يو إس إيه آي دي)، الاستقالة بعد أن تم تخييره بينها وبين الفصل بعد إعداد عرض تقديمي حول وفيات الأمهات والأطفال بين الفلسطينيين.
وفي استقالة أخرى، أرسلت مسؤولة وزارة الخارجية من مكتب السكان واللاجئين والهجرة، ستايسي غيلبرت، رسالة بالبريد الإلكتروني إلى زملائها توضح فيها أنها ستغادر بسبب تقرير رسمي للوزارة بأن إسرائيل لم تعرقل الغذاء أو المساعدات الأخرى إلى غزة.
وفي الثامن من مايو/أيار أيضا، استقالت لِيلي غرينبرغ، وهي مسؤولة يهودية شغلت منصب مساعد خاص لرئيس الأركان بوزارة الداخلية الأميركية، احتجاجا على دعم إسرائيل.
وفي 26 أبريل/نيسان الماضي، أعلنت المتحدثة الناطقة بالعربية باسم وزارة الخارجية الأميركية هالة غريط استقالتها، اعتراضا على سياسة واشنطن تجاه الحرب على غزة، لتكون الاستقالة الثالثة على الأقل في الوزارة بسبب هذه القضية.
وقبل ذلك بشهر تقريبا، أعلنت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية استقالتها، كما استقال المسؤول بوزارة الخارجية جوش بول في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
واستقال طارق حبش، المسؤول الكبير في وزارة التعليم الأميركية، وهو أميركي من أصل فلسطيني، من منصبه في يناير/كانون الثاني الماضي.
وقبل أيام، قالت شبكة “سي إن إن” الأميركية إن مجموعة من المسؤولين في إدارة بايدن الذين استقالوا بسبب تعاملها مع العدوان الإسرائيلي على غزة، يعملون معا لدعم الأصوات المعارضة للحرب والضغط على واشنطن لتغيير مسارها.
وقال هؤلاء إنهم شعروا بأن وجهات نظرهم وخبراتهم ومخاوفهم لم يتم الالتفات إليها، وإن الإدارة الأميركية تتجاهل الخسائر الإنسانية الناجمة عن الحرب الإسرائيلية. وتحدثوا عن عدم انتباه الإدارة لتأثير الحرب على مصداقية واشنطن.
المصدر : الجزيرة + وكالات + الصحافة الإسرائيلية