نقل مركب الشمس قرار صائب

موقع مصرنا الإخباري:

نقل مركب خوفو الأولى، والمعروفة بمركب الشمس، من مكانها الواقع أمام الهرم الأكبر ليس بالأمر السهل، والقرار فيه لم يتخذ بين يوم وليلة، لكن لإيمان الدولة بالحضارة المصرية القديمة، أخذت على عاتقها الحفاظ على تلك الثورة القيمة التي تسجل تاريخًا عريقًا لحضارة من أعظم الحضارات في العالم.

لكن من المؤكد أن هناك من يسأل لماذا يتم نقل المركب إلى المتحف المصرى الكبير؟ فكان السبب الرئيسى فى اتخاذ ذلك القرار هو إزالة التشويه البصرى لمبنى المركب الذى يبلغ عمره أكثر من 40 عامًا، فى الضلع الجنوبى للهرم الأكبر، وهو ما كشفه اللواء عاطف مفتاح المشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة.

قرار نقل المركب الأولى للملك خوفو لم يتخذ في يوم وليلة، بل قدم المشروع والرؤية والاقتراح يوم 23 يونيو من عام 2019، وتم عرضه على الرئيس عبد الفتاح السيسى ثلاث مرات حتى اطمأن، وذلك يدل على الاهتمام بما يخص الحضارة المصرية وتاريخنا القديم، والقرار فيما يخص هذا الشأن يجب دراسته جيدًا، وبالفعل أكد الرئيس الدراسة العلمية الدقيقة لفكرة النقل، كما كلف الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار واللواء عاطف مفتاح، بأن تكون هناك مراجعة بحثية مع المعاهد العلمية ومع استشاريين متخصصين، للفكرة المصرية التي طرحت، وإذا كان لديهم أفكار أفضل تنفذ الأفكار الأفضل.

فما معنى “إن كان لديهم أفكار أفضل تنفذ الأفكار الأفضل؟”، يعنى أنه ليس هناك تحيز للفكرة التي عرضت، وذلك لأن سلامة الأثر هي الأهم، والحفاظ على تاريخنا هو تأكيد لهويتنا المصرية، وبالفعل تحقق ذلك، وكان هناك اهتمام كبير من الدولة بهذا الأمر، وبعدها بـ48 ساعة قام المهندس مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، برفقة الدكتور خالد العناني، والمشرف العام على مشروع المتحف المصري الكبير والمنطقة المحيطة، بعرض الفكرة، وبدء العمل علميًّا على الفكرة.

وتضمنت عملية النقل عدة خطوات يتم العمل عليها بعناية كبيرة جدًّا، كما اتضح أنه خلال أعمال التحضيرات والتجهيزات لنقل المركب عن مفاجأة كبيرة، وهي أن المركب كانت معرضة للانهيار.. كيف؟ ذلك لأن المصطبة التي كانت تحمل المركب عندما أزيلت الكسوة الخشب من عليها تم اكتشاف أنها غير مثبتة بمسامير، والمسامير التي توجد بها غير مربوطة، كما أن كل التوصيلات “اللحام” متفتتة ومتآكلة ووضعها خطير جدًّا، وبالفعل كانت ستنهار.

وذلك يدل على العقلية الفذة للمصريين أحفاد الفراعنة، وأن أي قرار يتخذ ويساعد على تنمية الدولة والحفاظ على هويتها المصرية لا بد من دراسته أكثر من مرة للتأكد من صحة ما يقدم من اقتراحات ونظريات، ولا يتبقى إلا أن نقول إن أعمال نقل مركب خوفو الأولى “مركب الشمس” سوف يسجلها التاريخ بحروف من الذهب، والتي سيشاهدها زوار المتحف المصري الكبير مع المركب الثانية، خلال افتتاحه المرتقب.

بقلم
أحمد منصور

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى