أكد السفير أحمد عبداللطيف مدير مركز القاهرة الدولى لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام أن المشاركة الواسعة فى النسخة الثانية من منتدى أسوان للسلام والتنمية جاء تقديراً للدور الكبير الذى يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسى فى تفعيل العمل الأفريقى المشترك، وأضاف فى حوار خاص لـ “الأخبار” أن المركز قدم دورات فى مجالات حفظ وبناء السلام استفاد منها ٢٠ ألف شخص منذ عام ٢٠١٤.
ما ردود الأفعال على النسخة الثانية من منتدى أسوان داخلياً أو من الشركاء الدوليين؟
تلقينا ردود أفعال إيجابية للغاية بعد انتهاء فعاليات النسخة الثانية من منتدى أسوان تشيد بمستوى المشاركة والإعداد المتميز وثراء المناقشات وتوقيت انعقاده حيث تسعى القارة الأفريقية إلى توظيف ما لديها من إمكانات وثروات لتجاوز التداعيات الصحية والاقتصادية والاجتماعية لجائحة كورونا، كما كانت هناك إشادة بمساهمة المنتدى فى رفع صوت أفريقيا تجاه عدد من القضايا الدولية ذات الصلة خاصة الحصول العادل والمنصف على اللقاحات.
ويعكس المنتدى دور مصر النشط على السياحة الافريقية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحرصها على تعزيز العمل الأفريقى المشترك لمعالجة التحديات التى تواجه القارة بالتعاون مع شركاء التنمية.
منتدى أسوان
هل عقد المنتدى افتراضياً عبر الإنترنت لم يؤثر على نجاح النسخة الثانية ؟
كانت هناك بالفعل تخوفات من تأثر المنتدى بعقده افتراضياً، فالتحدى لم يكن فقط عقد النسخة الثانية، وإنما عقدها بشكل متميز بما يحافظ على الزخم الذى حققته النسخة الأولى التى عقدت فى عام 2019، وهو ما تحقق بفضل رعاية الرئيس السيسى للنسخة الثانية ودعوته القادة الأفارقة للمشاركة بكلمات مسجلة، بالإضافة إلى الحرص على عقد الجلسة الافتتاحية وجها لوجه بمشاركة وزير الخارجية والمجتمع الدبلوماسى فى القاهرة مع اتخاذ كافة الاجراءات الاحترازية.
وشملت المشاركة رفيعة المستوى فى النسخة الثانية توجيه 18 رئيس دولة رسائل مسجلة للمنتدى بما فيهم الرئيس الحالى للاتحاد الأفريقي(رئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية) تجاوبوا مع دعوة الرئيس السيسي، بالإضافة إلى سكرتير عام الأمم المتحدة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، .. ومن المخطط أن تعقد النسخة الثالثة من المنتدى وجها لوجه إذا ما سمحت ظروف الجائحة بذلك.
هل تم تقديم استخلاصات المنتدى للجهات والدول ذات الصلة؟ وكيف يتابع المركز التنفيذ؟
جار تعميم استخلاصات المنتدى على نطاق واسع ومتابعة تنفيذها بالتعاون مع كافة شركاء المنتدى، الدول الأفريقية وشركاء التنمية والمنظمات الدولية والإقليمية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقى ومراكز الأبحاث بالإضافة إلى الخبراء فى مجال السلم والأمن والتنمية المستدامة، وبالرغم من أن الاستخلاصات تخاطب كافة هذه الأطراف، فإنه يقع على عاتق مركز القاهرة الدولى مسئولية خاصة فى تنفيذها باعتباره السكرتارية التنفيذية للمنتدى ويتم ذلك من خلال خطة عمل متكاملة ـشمل أنشطة محددة يقوم بها فى مجالات عمله مثل التدريب وبناء القدرات.
كيف ساهم المنتدى فى توصيل صوت القارة بتخفيف العبء الاقتصادى الذى خلفته كورونا؟
حظيت فعاليات المنتدى بتغطية إعلامية واسعة واهتمام كبير على مواقع التواصل الاجتماعى نتيجة لمشاركة الرؤساء الأفارقة فيها ومشاركة الوزراء وكبار المسئولين فى مجال الاقتصاد والتجارة والقطاع الخاص واحتلت مسألة تخفيف العبء الاقتصادى الذى خلفته الجائحة على الدول الأفريقية مكانة متقدمة فى المداخلات خلال جلسات المنتدى، كما تجدر الإشارة إلى أن شركة تويتر العالمية كانت من ضمن شركاء المنتدى لأول مرة، وهو ما ساهم فى زيادة الوعى تجاه القضية وقضايا أخرى على نطاق دولى.
من بين استخلاصات المنتدى التوصية بزيادة التعاون الأفريقى فى المجال الصحي.. ماذا يمكن للمركز أن يقدم فى هذا الشأن؟
جعلت جائحة كورونا التعاون فى مجال الصحة هو موضوع الساعة ولذلك تم تناوله باستفاضة فى مداولات المنتدى، وحرص كل من مدير منظمة الصحة العالمية ومدير المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها على المشاركة فى جلسات المنتدى، وسيعمل المركز على دعم التعاون الأفريقى فى المجال الصحى من خلال رفع الوعى حول الأهمية المحورية للصحة بالنسبة لأمن وسلامة المجتمعات الأفريقية ولجهودها من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
فى النسخة الأولى من المنتدى تم توقيع اتفاقية استضافة مصر مقر مركز إعادة الإعمار بعد النزاعات التابع للاتحاد الأفريقى.. كيف يتكامل عمل مركز القاهرة معه ؟
استضافة هذا المركز يعد إنجازاً كبيراً لمصر فى ضوء ريادة الرئيس السيسى لملف إعادة الإعمار والتنمية ما بعد النزاعات فى الاتحاد الأفريقى ويتم حالياً اتخاذ الإجراءات اللازمة لتفعيله فى أقرب فرصة، وسيتعاون مركز القاهرة مع هذا المركز الجديد بشكل وثيق نظرا لأن بناء السلام من مجالات عمل مركز القاهرة.
أنشطة المركز
كم عدد المستفيدين من نشاطات مركز القاهرة منذ إنشائه ؟
تم تأسيس المركز عام 1994 كمركز اقليمى للتدريب على حفظ السلام فى أفريقيا لكن مجالات عمله توسعت وصدر قرار رئيس الوزراء فى عام 2017 ليتبع مباشرة وزير الخارجية كما تم توسيع نطاق نشاطه ليصبح دولياً وإن ظل الاهتمام الأول هو القارة الأفريقية. وقد استفاد 20 ألف متدرب من أنشطته منذ عام 2014 وحتى اليوم يمثلون 92 دولة منها 42 دولة أفريقية.
كما يقوم المركز أيضا بعقد الاجتماعات الدولية وورش العمل والأبحاث حيث نظم منذ 2014 وحتى الآن أكثر من 40 ورشة عمل ومؤتمرا دوليا فى مجال حفظ وبناء السلام بالتعاون مع الجهات المصرية وعلى رأسها وزارة الخارجية بالإضافة إلى جهات أجنبية عديدة.
وتركز أنشطة المركز على موضوعات حفظ وبناء السلام ومكافحة الاتجار بالبشر والهجرة غير الشرعية، ودعم دور المرأة فى السلم والأمن، ومنع التطرف المؤدى إلى الإرهاب، ونزع السلاح والتسريح والدمج ومؤخراً اهتم المركز بموضوع تغير المناخ وارتباطه بالسلم والأمن.
مصر السابع دولياً فى مجال عمليات حفظ السلام.. كيف ينعكس ذلك على دورها فى المنظمات الدولية ؟
مصر من الدول الرائدة فى مجال حفظ السلم والأمن الدوليين واحتلالها المركز السابع دولياً من حيث المساهمة بقوات فى عمليات حفظ السلام الأممية يجعلها تحظى بتقدير كبير فى المحافل الدولية مثل الأمم المتحدة والاتحاد الافريقى وينعكس ذلك فى انتخابها لعضوية الأجهزة الدولية المعنية بقضايا السلم والأمن مثل انتخابها فى مجلس الأمن الدولى خلال الفترة 2016 − 2017، وانتخابها هذا العام بالإجماع لرئاسة لجنة بناء السلام فى الأمم المتحدة، بالإضافة إلى عضويتها الحالية فى مجلس السلم والأمن الأفريقي.
العلاقات الأفريقية
كيف انعكس اهتمام مصر بعلاقاتها الأفريقية منذ تولى الرئيس السيسى على عمل المركز ؟
الأولوية التى يوليها الرئيس لدعم التعاون مع أفريقيا أعطت دفعة قوية لأنشطة المركز باعتباره إحدى أدوات السياسة الخارجية المصرية تجاه افريقيا الذى يتبع وزير الخارجية ويعمل تحت اشرافه، ويجسد منتدى أسوان هذا الاهتمام بالعمل الأفريقى حيث أنشيء بمبادرة من الرئيس السيسى خلال تولى مصر رئاسة الاتحاد الأفريقى عام 2019 وافسح المنتدى مجالات جديدة للتعاون مع أفريقيا سياسيا واقتصاديا، ويقوم مركز القاهرة بمهام السكرتارية التنفيذية للمنتدى، وهى مسئولية دعمت من دور المركز وأسهمت فى توسع شبكة علاقاته وأثرت أنشطته المختلفة من الناحية الموضوعية.
دعم الدولة
أزمات أفريقيا تحولت فى السنوات الأخيرة من خلافات بين الدول لتكون داخل الدول.. كيف يكيف مركز القاهرة عمله للتعامل مع ذلك؟
أشار الرئيس السيسى فى النسخة الأولى من منتدى أسوان إلى أن بناء دولة قوية قادرة على حفظ الأمن ومواجهة التهديات والمخاطر الأمنية مثل الإرهاب يعد من أهم التحديات فى القارة الأفريقية، ومن هذا المنطلق، يعمل مركز القاهرة على تعزيز قدرات الدول الأفريقية من أجل بناء الدولة القوية بمؤسساتها المختلفة القادرة على التغلب على الأزمات الداخلية وتـقدم مصر من خلال المركز خبراتها إلى الدول الأفريقية فى مجالات منع النزاعات وحفظ وبناء السلام ومكافحة الإرهاب.
الأمن المائى
قضايا الأمن المائى وارتباطه بتغير المناخ من المجالات الجديدة على الساحة الأفريقية.. كيف يعمل المركز فى ذلك المجال؟
حرص منتدى أسوان على تخصيص جلسة حول تغير المناخ لأول مرة، وركزت على التكيف مع تغير المناخ والصمود أمامه نظرا لأهمية تلك القضية بالنسبة لأفريقيا، ولظاهرة تغير المناخ تداعيات ضارة على استدامة السلم والأمن فى أفريقيا وتؤثر على قدرة دول القارة على توفير وتأمين احتياجات شعوبها من المياه، ويجب أن تتعاون الدول المتشاركة فى أحواض الأنهار الدولية من أجل الإدارة الرشيدة والمستدامة لموارد هذه الأنهار، طبقاً لقواعد القانون الدولي، وأن تبتعد عن منهج الهيمنة على الموارد المائية المشتركة، لما لذلك من تأثير سلبى على السلم والأمن، وما يمكن للمركز القيام به هو المساهمة فى طرح قضية تغير المناخ وعلاقتها بالأمن من وجهة نظر إفريقية وبلورة أجندة أفريقية حول هذا الموضوع.
ما دور الشركاء الدوليين فى دعم عمل مركز القاهرة لتسوية النزاعات؟
يتعاون مركز القاهرة مع عدد من الشركاء الدوليين فى تنفيذ أنشطته وتعد اليابان داعما رئيسيا لمركز القاهرة ومنتدى أسوان، بالإضافة إلى عدد من الدول مثل سويسرا والسويد والمملكة المتحدة وهذا الدعم الدولى يعكس التقدير الكبير لدور مصر فى أفريقيا .
المصدر بوابة الاهرام