موقع مصرنا الإخباري:التقى رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي مع مانفريد فيبر، رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي في البرلمان الأوروبي، يوم الثلاثاء في القاهرة، لمناقشة التحديات الاقتصادية والأزمات الإقليمية وتعميق الشراكة بين مصر والاتحاد الأوروبي.
وأبرز مدبولي التزام الحكومة المصرية بالإصلاحات الاقتصادية، مؤكدًا على ضرورة استمرار الدعم الأوروبي لتنمية البلاد. وأشار إلى مؤتمر الاستثمار المصري الأوروبي الذي عقد في يونيو الماضي، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين، كدليل على تعزيز الشراكة.
وقال مدبولي إن “هذا المؤتمر كان أول حدث رئيسي في إطار الشراكة الاستراتيجية الجديدة، حيث أرسل رسالة واضحة إلى الجهات الفاعلة في القطاع الخاص الأوروبي بأن مصر وجهة حيوية للاستثمارات الأوروبية، خاصة في ظل الإصلاحات الاقتصادية البنيوية التي قامت بها الحكومة المصرية في الآونة الأخيرة”.
وأقر مدبولي بتأثير الأزمات الإقليمية والدولية على الاقتصاد المصري، وخاصة انخفاض عائدات قناة السويس بسبب الصراع الدائر في غزة ولبنان.
وقال مدبولي: “تسببت هذه الأزمات في خسارة مصر ما يقرب من 7 مليارات دولار في أقل من عام بسبب انخفاض عائدات قناة السويس، وعلى الرغم من ذلك، لم تحيد الحكومة المصرية عن خطتها الطموحة للتحديث الشامل والتزامها بتحقيق أهداف الإصلاح الاقتصادي”.
كما أكد مدبولي على ضرورة قيام الاتحاد الأوروبي بالإسراع بصرف حزمة مالية بقيمة 5 مليارات يورو تعهد بها لدعم الاقتصاد المصري.
وقال بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء المصري “أعرب عن أمله في دعم فيبر في سرعة صرف الشريحة الأولى من الحزمة، بقيمة مليار يورو، قبل نهاية العام”. “كما أعرب عن أمله في دعم فيبر ودعم مجموعته السياسية في البرلمان الأوروبي للتصويت لصالح الشريحة الثانية البالغة 4 مليارات يورو للفترة 2025-2027”.
كما تناول مدبولي التحديات التي يفرضها تدفق اللاجئين والمهاجرين إلى مصر، الذين تجاوز عددهم 9 ملايين، وأكد التزام مصر بمنع الهجرة غير الشرعية والتعاون مع الاتحاد الأوروبي في معالجة أسبابها الجذرية.
وقال مدبولي “إن مصر ملتزمة بمنع جميع أشكال الهجرة غير الشرعية”.
كما تطرق الاجتماع إلى الصراعات الجارية في الشرق الأوسط، وخاصة في غزة ولبنان، حيث أكد مدبولي على الجهود النشطة التي تبذلها مصر للتوسط في وقف إطلاق النار، وتأمين إطلاق سراح الرهائن والسجناء، وتوصيل المساعدات الإنسانية. كما أكد على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية كحل للسلام والاستقرار في المنطقة.
وأكد مدبولي أن مصر لم تدخر جهدا في محاولة التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، وتأمين إطلاق سراح الرهائن والأسرى، وإيصال المساعدات الإنسانية إلى المنطقة. وأكد على أهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية للحفاظ على حل الدولتين، الذي يظل الحل الوحيد القابل للتطبيق لتحقيق الأمن والسلام في المنطقة.
وأعرب رئيس مجموعة حزب الشعب الأوروبي فيبر عن دعم الاتحاد الأوروبي لجهود الحكومة المصرية، معترفا بالتحديات التي تواجه البلاد، ومؤكدا التزام الاتحاد الأوروبي بالشراكة الاستراتيجية.
وناقش فيبر الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين مصر والاتحاد الأوروبي، مؤكدا التزام الجانبين بتعزيز هذه الشراكة وتنفيذ مكوناتها. وأبرز التزام الجانب الأوروبي بدعم الاقتصاد المصري من خلال الحزمة المالية التي تهدف إلى توفير الدعم الفني اللازم لخلق اقتصاد أكثر مرونة.
وفي لقاء منفصل مع الرئيس السيسي، أكد ويبر التزام الاتحاد الأوروبي بالشراكة ودعمه لدور مصر في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة السفير أحمد فهمي: “أعرب ويبر عن تقدير الاتحاد الأوروبي الكبير لمصر وأكد التزام مجموعته السياسية بتعزيز التعاون المشترك في جميع المجالات”. وأضاف: “كما أشار إلى العلاقات الاقتصادية المتوسعة بين الجانبين، بما في ذلك زيادة الاستثمارات الأوروبية في مصر للاستفادة من جهود التنمية في البلاد وتحقيق المصالح المتبادلة”.
وشدد الرئيس السيسي على ضرورة التعاون الدولي لمعالجة الصراعات الحالية في المنطقة.
وأكد الرئيس السيسي على ضرورة تضافر جهود جميع الأطراف الدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي، للدفع بقوة نحو خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في غزة ولبنان، وإنهاء الهجمات في الضفة الغربية، ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.
وقال فهمي “لقد أكدنا على ضرورة إيصال المساعدات الإنسانية بشكل كامل وفوري”، مشددا على أن حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وفقا للشرعية الدولية هو الطريق لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.