موقع مصرنا الإخباري:
بمجرد أن تطأ قدمك السجون تجدهن يتحركن بملابسهن البيضاء، ملامح الحزن مرسومة على الوجوه، قبل أن تسألها عن سبب سجنها، تبادرك بالإجابة: “أنا مسجونة فى قضية شيكات بدون رصيد.. أنا غارمة.. لا سرقت ولا قتلت ولا مشيت بطال لا سمح الله”
عشرات من السجينات تركن الأهل والأقارب، إلى خلف أسوار عاتية تمنعهن من رؤية فلذات الأكباد، يحلمن باليوم الذى يتنفسن فيه هواء الحرية، تتعدد القصص و”الحواديت” داخل كل زنزانة، ويبقى سبب السجن قاسمًا مشتركًا بينهن، عدم قدرتهن على سداد الديون.
قصص عديدة ومتنوعة عن سيدات دخلن السجن بسبب تجهيز البنات للزواج، وشراء كميات ضخمة من الأجهزة الكهربائية، وعجزن عن سداد الأموال فدخلن السجن.
العديد من قصص وحواديت الغارمات داخل السجون، يمل القلم من سردها.. قصص لأمهات دخلن السجن بسبب ثمن ثلاجة أو تليفزيون، “حواديت الصبر” منقوشة على جدران الزنازين، تتلهف إلى قلوب رحيمة لانتشالها من غيابات السجون.
للآسف، يوجد بعض التجار الجشعين الذين يضعفون ثمن الأجهزة على السيدات، لدى شرائهن جهاز البنات، لتجد السيدة نفسها عاجزة عن سداد كل هذه الأموال، لتدخل السجن بعدما منحت التجار ايصالات أمانة على بياض يضع فيها ـ أحيانا ـ مبالغ خرافية.
بعض السيدات رغم رثاثة حالهن، يكابرن ويقررن شراء أجهزة كهربائية عديدة، وبدل الجهاز اثنين وربما ثلاثة، مما يزيد من سعر الفاتورة، لتكون النهاية في السجن، فبينما ترتدي الابنة الفستان الأبيض ترتدي الأم ملابس السجن البيضاء.
الأمر يحتاج لتوعية الأمهات ـ خاصة غير القادرات ـ بعدم شراء أجهزة كثيرة، حتى لا تتراكم الديون ويكون السجن الملاذ الأخير، فسعادة العروسين لن تكون بكثرة الأجهزة التي يشتريها كل طرف، بقدر حاجتهم لمزيد من الحب والتفاهم.
أعتقد، أن شهر رمضان فرصة طيبة، حتى يوجه القادرين جزءً من أموالهم للغارمات لسداد ديونهن، حتى يقضين العيد مع ذويهن.