محاور الشر الثلاث.. تفاصيل العملية الإسرائيلية للاستيلاء على غزة في 6 أشهر

موقع مصرنا الإخباري:

محاور الشر الثلاث.. تفاصيل العملية الإسرائيلية للاستيلاء على غزة في 6 أشهر

 

بين دخان الحرب الذي لا ينقشع، تتكشف ملامح حملة الاحتلال الإسرائيلي القادمة تحت اسم “عربات جدعون”؛ في صورة حملة من ثلاثة محاور، عسكرية ومدنية وسياسية، ترسم ملامح مرحلة فاصلة في واحدة من أعقد النزاعات وأكثرها احتدامًا في الشرق الأوسط.

وحسب صحيفة “يديعوت أحرنوت” العبرية، فإن الخطة الإسرائيلية ليست مجرد عملية عسكرية تقليدية، بل تتضمن أدوات ضغط دولية، وتحركات سياسية قبل زيارة تاريخية مرتقبة للرئيس الأمريكي إلى المنطقة في مايو الجاري.

سموتريتش يعد بتدمير غزة بالكامل

في خطاب أدلى به وزير المالية ووزير الدفاع بتسلئيل سموتريتش، خلال مؤتمر الاستيطان الذي نظمته منظمة “ماكور ريشون” زعم الوزير الإسرائيلي المتطرف أنه “بعد ستة أشهر، لن يكون هناك شيء اسمه حماس في غزة”، وحين سئل عن شكل “النصر”، أجاب: “عندما يتم تدمير غزة بالكامل، ويتم حشر مواطنيها جنوب محور موراغ، ويبدأون بالمغادرة بأعداد كبيرة إلى دول ثالثة”.

أوضح “سموتريتش” أن هدف الحملة القضاء التام على حماس، مؤكدًا أنه خلال هذه المدة “لن تكون هناك أي جهة تعرف كيف تدير شيئًا، لا حكومة، ولا رواتب، ولا حتى تنظيم اجتماعي”، ويضيف أن السكان سيتم حشدهم في “منطقة معقمة خالية من حماس، حيث يمكن تقديم استجابة إنسانية”.

ثلاث مراحل لـ”عربات جدعون”

الخطة التي تحمل اسم “عربات جدعون”، تم تصميمها بشكل يقلل خطر المساس بالمحتجزين إلى أدنى حد ممكن، لكنها تظل معرّضة لتعقيدات ميدانية لا يمكن التنبؤ بها، إذ تهدف الحملة إلى تحقيق هدفين متوازيين هما الضغط على حماس والجهاد الإسلامي للموافقة على صفقة تبادل المحتجزين بشروط مقبولة إسرائيليًا، وتوجيه ضربة قاصمة للبنية التحتية العسكرية والتنظيمية لحماس، تمهيدًا لترتيب “اليوم التالي” في القطاع، بحسب الصحيفة.

الخطة تشمل تفكيك الحركة بالكامل، عبر نزع سلاحها، وشلّ قدرتها على السيطرة على مجموعات صغيرة قد تلجأ إلى حرب عصابات محلية ضد قوات جيش الاحتلال.

وبدأت هذه المرحلة فعليًا وستستمر لعشرة أيام إضافية على الأقل، حتى تنتهي زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط في 16 مايو، وربما تمتد بعدها، ويجري خلالها نقل سكان غزة المدنيين تدريجيًا إلى مناطق رفح التي باتت خالية تقريبًا من السكان بعد حملة “تعقيم” واسعة النطاق.

وتشمل هذه المرحلة إنشاء مراكز لوجستية بإشراف شركة أمريكية، لتوزيع مساعدات إنسانية ومراقبة تحركات السكان، وستدخل المساعدات عبر معبر كرم أبو سالم، ثم يتم فحصها ومرافقتها من قِبل جيش الاحتلال إلى مناطق “آمنة”.

كما سيقوم جيش الاحتلال بالتعاون مع “الشاباك” بإنشاء نقاط تفتيش ذكية تهدف إلى تصفية مرور عناصر حماس بين المدنيين، وتُستخدم في هذه النقاط تكنولوجيا متقدمة لكشف وتصفية عناصر حماس والجهاد.

المرحلة الثانية

في هذه المرحلة، يبدأ جيش الاحتلال بإطلاق نار كثيف يستهدف مواقع حماس، يتزامن مع دعوات واسعة للمدنيين بمغادرة مناطقهم إلى الملاجئ الآمنة في رفح جنوب قطاع غزة، وتستهدف هذه المرحلة عزل المدنيين عن عناصر حماس، وممارسة ضغط شعبي على حماس لوقف القتال والقبول بصفقة المحتجزين.

كما تأمل إسرائيل بأن يقود الضغط النفسي والاقتصادي والإنساني، إلى دفع السكان الطوعيين للهجرة إلى دول ثالثة، في تطبيق فعلي لخطة ترامب لغزة، إذ تجري مفاوضات مع عدد من الدول لاستقبال الراغبين في المغادرة، وتوفير حوافز اقتصادية لجعل هذه الدول جاذبة للمهاجرين الغزيين.

المرحلة الثالثة

تتضمن هذه المرحلة اجتياحًا تدريجيًا لقطاعات محددة من غزة، في مسعى للسيطرة العسكرية الطويلة، وسيُستبدل الجنود النظاميون بوحدات احتياطية لحماية الجبهات الشمالية والشرقية، بينما تنزل القوات الأساسية إلى قطاع غزة.

تشمل هذه المرحلة استخدام استخباراتية دقيقة لتحديد أماكن وجود القيادات الميدانية لحماس، والاشتباك مع ما تبقى من مقاومة داخل الأحياء.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى