موقع مصرنا الإخباري:
على قدم وساق تعمل أجهزة الدولة ليل نهار من أجل تغيير وجه العاصمة لتتزين وتتجمل وتعود إلى سابق عهدها، آخر هذه المشروعات التى تكلفت بها وزارة الإسكان ممثلة فى هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة بالتعاون مع محافظة القاهرة بالبدء فى تطوير منطقة سور مجرى العيون تلك المنطقة التى عانت الإهمال طوال عقود من الزمن دون تدخل حيث شمل التطوير إخلاء المنطقة الواقعة خلف السور بمساحة 90 فدانا والتى كان يسكنها عمال وورش المدابغ ونقلهم لسكن وورشة بديلة فى الروبيكى بمدينة بدر كما يتم إنشاء 70 عمارة سكنية وتم بالفعل البدء فى إنشاء حوالى 50 عمارة بالمشروع ووصلت نسبة التنفيذ إلى حوالى 70% وجار الانتهاء من تنفيذ أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية لعمارتين من العمارات الجارى تنفيذها بالمشروع لتكون نموذجا لباقى العمارات.. «الأخبار» رصدت العمل فى هذا المشروع المهم المقرر الانتهاء من أعمال الإنشاءات والبنية الأساسية له فى نهاية يونيو المقبل.
«مجرى العيون» هو سور أثرى يبلغ طوله 3500 متر يمتد من مصر القديمة وحتى السيدة عائشة ورغم تاريخه الطويل إلا أنه وقع تحت طائلة الإهمال سنوات طويلة حتى نجحت القيادة السياسية فى تدارك المشهد وبدأت الأجهزة التنفيذية مشروعا لتطوير منطقة سور مجرى العيون بعد انتهاء أعمال هدم المدابغ والمبانى غير الآمنة فى المنطقة على مساحة 90 فدانا كما تم الانتهاء من تسكين 780 أسرة من أهالى المنطقة فى مدينة بدر بعد توفير 1008 وحدات سكنية لهم بديلا عن المبانى غير الآمنة التى تم هدمها بمنطقة مجرى العيون وذلك منذ انتهاء أعمال نقل مدابغ السور إلى مدينة الجلود فى الروبيكى والتى انطلقت فى سبتمبر 2016.
وتأتى أولى خطوات تطوير سور مجرى العيون بتحويله فى القريب العاجل إلى قبلة أثرية وإعادته لمكانته الحقيقية من خلال إنشاء متحف للمنشآت المائية الإسلامية ملحق بالسور بهدف خلق محور خدمى وترفيهى عمودى على السور ويضم أنشطة لخدمات المال والإسكان الإدارى ومسارح وسينما وسوق كتاب وتعليم عال خاص وخدمات صحية استثمارية وشركات سياحة ومنطقة إسكان اقتصادى ومتوسط وفوق المتوسط وذلك فى إطار مشروع مُخطط ومُتكامل لتطوير منطقة السور وتحويلها لمنطقة تراث حضارى للقاهرة.
إخلاء الموقع
وأكد د. عاصم الجزار وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، أنه تم التغلب على جميع العقبات التى واجهت تنفيذ المشروع الذى يضم عمارات سكنية ومنها ارتفاع نسبة المياه الجوفية وإحلال التربة فى أجزاء متعددة من الموقع وإزالة بعض العقبات من الموقع، وأوضح د. عاصم الجزار أنه من المقرر مع نهاية شهر فبراير الحالى الانتهاء من حوالى 70٪ من أعمال الهيكل الخرسانى للعمارات السكنية وحوالى 20٪ من أعمال التشطيبات الداخلية والخارجية، مشيرا إلى أن الوزارة تتولى تنفيذ مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون بمساحة 90 فداناً حيث تشمل أعمال التطوير تنفيذ عمارات سكنية ومسرح مفتوح ومول تجارى وفندقى ومطاعم وكافتيريات وبازارات سياحية وغيرها وتبلغ مساحة المرحلة الأولى بالمشروع 16 فداناً.
وكشف المهندس علاء عبد العزيز مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية، تفاصيل مشروع تطوير سور مجرى العيون الذى يأتى ضمن خطة الدولة لتطوير ورفع كفاءة المناطق العشوائية فى القاهرة كمثلث ماسبيرو وبحيرة عين الصيرة والقاهرة الخديوية وغيرها لتتواكب هذه المشروعات مع انتقال الحكومة للعاصمة الإدارية الجديدة ولتكون خير دليل وردا على ما تروج له جماعات الشر بإهمال الدولة للقاهرة بعد الانتقال للعاصمة الإدارية.
عبد العزيز: رفع مليون متر مخلفات وإنشاء مول تجارى ومسرح مكشوف
وأوضح المهندس علاء عبد العزيز، أن مشروع سور مجرى العيون يقع على مساحة حوالى 90 فدانا ويشمل تنفيذ 70 عمارة سكنية تم البدء بالفعل فى موقع 60 عمارة منها بعد إنتهاء محافظة القاهرة – شريك وزارة الإسكان فى المشروع – من إخلاء الموقع حيث تم رفع حوالى مليون متر مكعب مخلفات منها ونقلها للمقالب العمومية ليتبقى موقع الـ 10 عمارات الأخرى التى يجرى حاليا هدمها وإخلاؤها من المخلفات، وأشار إلى إنه تم بالفعل البدء فى تنفيذ حوالى 50 عمارة بينما يجرى تخطيط 10 عمارات أخرى للبدء فى تنفيذها.
ماكيت لأحد الأبواب التراثية بالسور
وأضاف مساعد نائب رئيس هيئة المجتمعات العمرانية، أن المشروع يشمل أيضا تنفيذ منطقة تجارية بمسطح حوالى 51 ألف متر مربع وسيتم تنفيذها على غرار العبق التاريخى للمنطقة المتاخمة للأثر المهم وهو سور مجرى العيون، وأشار إلى أن نسب التنفيذ فى المشروع متقدمة وتم تجاوز الجدول الزمنى حيث تم الوصول فى الإنشاءات إلى الطابق السادس فى بعض العمارات ويجرى تجهيز أحد العمارات كنموذج وتشطيبها فى انتظار زيارة مرتقبة لرئيس مجلس الوزراء لزيارتها وذلك بعد تنفيذ بعض التعديلات المعمارية فى هذه العمارة والتى كلف وزير الإسكان بتضمينها فى انتظار الاعتماد النهائى من رئيس الوزراء ليتم تعميمها على باقى العمارات.
وأوضح عبد العزيز أن العمارات التى يجرى تنفيذها سبقها دق 450 خازوقا من أصل 3500 خازوق سيشملهم المشروع وتم تنفيذها بشكل متدرج لتكون جميعها تطل على سور مجرى العيون ومن المقرر أن يتم طرح هذه العمارات بالنظام الاستثمارى وستتضمن محلات تجارية أسفلها ضمن الـ 51 ألف متر تجارى وستختص هذه المحلات بنشاط المشغولات اليدوية وأعمال السجاد والذهب والنحاس لتتماشى مع طبيعة المنطقة ولتكون على غرار منطقتى الأزهر والحسين كما ستشمل المنطقة كافيتريات ومطاعم ومول تجارى ومسرح مكشوف فى مواجهة سور مجرى العيون.
خلية نحل العمل يجرى على قدم وساق فى تطوير منطقة سور مجرى العيون
وفى مشهد يشبه خلية نحل تجد العمال داخل مشروع تطوير سور مجرى العيون يعملون بكامل طاقتهم حيث وقف كل منهم على قدم وساق يباشرون عملهم دون كلل ولا مبالاة لظروف الطقس فالكل يعمل بلا توقف والكل رفع شعار العمل فتم تقسيم العمال إلى مجموعات منهم من يقوم بعمل الجسات ومنهم من يصب الأعمدة الخرسانية ومنهم من يشرف على تحميل اللوادر بأكوام الردش والمتخلفات تمهيدا لتسوية الأرض فالمشهد يكشف حرص الجميع على إنجاز المشروع، فداخل سور مجرى العيون الكل يعمل بلا توقف من أجل إنهاء هذا المشروع المهم فلا صوت يعلو فوق صوت البناء وأصوات الكراكات والأوناش وهمة العمال شاهد عيان على نجاح المشروع، ووسط هذه الحالة من البناء والتشييد ارتفعت العمارات السكنية عن سطح الأرض فى وقت قياسى ولم يكتفوا بذلك فالمهندسون أيضا قسموا أنفسهم إلى قسمين منهم من يقوم بمتابعة عمليات البناء ومنهم من يراقب تشطيب الوحدات السكنية.
وأوضح د. محمد الخطيب استشارى مشروع تطوير سور مجرى العيون، أن العمارات السكنية الجارى إنشاؤها خلف سور مجرى العيون سوف يتم طرحها بشكل استثمارى لتغطية نفقات المشروع وستقع على أطراف مشروع التطوير لتحيط بالمنطقة الجارى تطويرها خلف السور التراثى، وأشار إلى أن العمارات السكنية ستبدأ من طريق صلاح سالم حتى سور مجرى العيون وستكون بارتفاعات تدريجية أرضى و6 أدوار من ناحية طريق صلاح سالم وتنخفض باقترابها من سور مجرى العيون لتكون أرضى و5 أدوار ثم أرضى و4 أدوار ثم أرضى و3 أدوار حتى لا ترتفع عن السور.
وأضاف استشارى المشروع، أن العمارات السكنية ستكون ذات طراز معمارى يناسب المنطقة التاريخية المحيطة بها بالإضافة إلى تنفيذها على أكثر من نموذج فمنها غرفتان وصالة و3 غرف وصالة لتناسب الجميع، وأشار إلى أن المخطط العام للمشروع يهدف إلى إقامة منطقة للثقافة والفن تتيح مساحات تستخدم كمسرح مفتوح ومسارح وسينمات بالإضافة إلى متحف ومعارض للفنون التشكيلية ومكتبة عامة وقاعة للندوات والمؤتمرات إلى جانب أماكن مخصصة للعروض الفلكلورية ومركز للفنون الحركية فضلاً عن إقامة منطقة للخدمات الترفيهية والسياحية تشتمل على عدد من المطاعم وفراغات وساحات مفتوحة مع التركيز على جذب نوعية المطاعم التى تقدم المطبخ المصرى التقليدى هذا إلى المطابخ الاخرى العربية والعالمية
العمارات السكنية تظهر للنور
بينما أكد المهندس صلاح نصحى مدير المشروع، أنه سيتم تنفيذ 70 عمارة فى المشروع بواقع 1300 شقة سكنية حيث تم تنفيذ عدد كبير من العمارات وتشطيب جزء منها، وأشار إلى أنه مستهدف تطوير المنطقة بعد سنوات من الإهمال عبر تنفيذ هذه المبانى على الطراز التراثى إلى جانب منطقة خدمات ومنطقة انتظار سيارات فضلاً عن منطقة تراثية تضم مراكز للحرف التراثية ومعارض لعرض المنتجات الحرفية بجانب مسرح مغلق بطاقة استيعابية 450 شخصاً بالإضافة إلى مسرح مفتوح يتسع إلى 1400 شخص.
أما المهندس ميلاد حبيب المدير التنفيذى لمشروع المول التجارى، فقال إنه يجرى العمل على إنشاء مول تجارى كبير على مساحة 16 فدانا يتكون من أرضى وأول وثانى وروف، وأوضح أن المول سيشمل جراجا ومطاعم وكافيهات بالإضافة إلى 5 شاشات عرض سينما ومسرح داخلى وخارجى بشكل رومانى، وأشار إلى إن العمل يجرى دون توقف حيث تم تقسيم العمال على ثلاث ورديات لضمان استمراره رغم الظروف الصعبة.
وأضاف المهندس محمد محمود مهندس بالمشروع، أنه بالرغم من وباء كورونا إلا أنه تم أخذ جميع الإجراءات الاحترازية والمحافظة عليها والعمل على المشروع طوال الـ 24 ساعة، وإشار إلى أن المنطقة ستتغير معالمها بعد أن يسودها الإهمال والعشوائية ليقام فى المنطقة مسارح مكشوفة وأخرى مغطاة ومحلات تجارية وصناعات حرفية.
الأيدى الشقيانة
ويقول محمد سعيد − نجار − إن المشاريع القومية ومنها مشروع سور مجرى العيون جاء ليفتح بيوت الكثير من العمال الذين كادوا يفقدون الأمل فى حياة آدمية يستظلون بها حيث أنه يعمل فى المشروع وردية واحدة لمدة 8 ساعات يومياً ولو استطاع لقام بالعمل طوال اليوم ليكون أحد المشاركين فى إنجاز هذا المشروع الضخم الذى تبناه الرئيس السيسى ليخرج إلى النور.
وأضاف أحمد محمد − حداد – أنه يعمل بالمشروع منذ بدايته وهو مشروع رائع سوف يتم إنجازه فى وقت قصير ورغم أن ورديته تستمر لحوالى 8 ساعات لكنه يعمل بدون أى تعب فى هذا المشروع الكبير الذى سيغير المنطقة ويحولها إلى جنة وتصبح الحياة فى وضع أفضل لا تختلف عن باقى المناطق بل أفضل، وأشار إلى أن العمل بالمشروع قدم لهم الكثير بداية من فرصة العمل التى توفرت لنا ونحن من سكان القاهرة بعد أن كنا نهاجر إلى محافظات أخرى كى نجد عملا.
بينما يقول أحمد صالح أحد العمال: لم أر مشروعا بهذه الكفاءة مثلما رأيت فالمهندس يباشر عمله طول الوقت ويتابع كل صغيرة وكبيرة بنفسه للتأكد من دقة العمل وحثنا على إنجازه فى أسرع وقت، لافتا إلى أنه يعمل فى مهنته منذ فترة طويلة ولم ير من قبل مشروعات وشغل مثلما التى يراها الآن.