جاء القلق العالمي من متحور أوميكرون والذعر من ارتفاع في الإصابات والوفيات بجائحة كورونا ليزيد أزمات إكسبو دبي المعرض الدولي المقام في الإمارات منذ شهرين.
ووصفت منظمة الصحة العالمية المتحور الجديد بأنه “مثير للقلق”، علما أنه تم اكتشاف السلالة الجديدة أيضا في بلجيكا وبوتسوانا وهونج كونج وإيطاليا وألمانيا وبريطانيا وأثارت قلقا عالميا وموجة من القيود على السفر.
وأغلقت 22 دولة حدودها، في محاولة لمنع انتشار المتحور الجديد لفيروس “كورونا”، وهو أحدث تحرك ضمن جهود مكافحة الوباء المستمرة في الدول كافة منذ نحو عامين.
ولم تتخذ الإمارات أي إجراء معلن في مواجهة المتحور الجديد وسط إحباط عام في الدولة على خلفية تأثير انتشار المتحور الجديد والقلق منه في إضعاف أكبر لحركة زوار إكسبو دبي.
ومنذ افتتاحه، لجأ النظام الإماراتي إلى تضخيم أرقام زوار معرض إكسبو دبي 2021 والمبالغة فيها بهدف التغطية على الفشل الكبير الحاصل في المعرض والخسائر الذي لحق بالدولة.
وروجت وسائل إعلام إماراتية أن إكسبو دبي حقق في الشهر الأول لفعالياته أكثر من 2.35 مليون زيارة خلال الفترة الممتدة من 1 إلى 31 أكتوبر الماضي.
وادعت صحيفة البيان الرسمية أن الرقم المذكور من الزوار يعد رقما قياسيا جديدا في أعداد الزوار من كل أنحاء العالم.
غير أن الصحيفة لم تقدم أي أدلة على العدد المذكور مع وضوح التضخيم والمبالغة فيه، رغم فإن ذلك حقائق الأرقام المعلنة نفسها تثبت حدة الترويج الدعائي.
إذ أن 17% فقط من زوار إكسبو دبي وبحسب الأرقام الرسمية المعلنة نفسها هم من السياح الوافدين إلى الإمارات ما يعني أن الحضور في غالبيته العظمى اعتمد على سكان الدولة والعمال المهاجرين إليها.
وأوضحت الأرقام الرسمية المعلنة أن 28% من الزوار ينتمون إلى الفئة العمرية تحت 18 عاما، و17% من خارج دولة الإمارات، وأكثر من 53% زاروا إكسبو دبي بتذاكر موسمية.
وسق أن كشفت مصادر إماراتية ل”إمارات ليكس”، أن النظام الإماراتي أصدر أوامر بتفريغ عمال الشركات من أصحاب الوظائف الوسطى والعليا الزيارة معرض إكسبو مع أسرهم وأصدقائهم للتغطية على الإخفاق الحاصل، على أن يكون هناك تنسيق لزياراتهم نهار ومساء.
وبحسب المصادر فإن مكافآت تشجيعية من لجنة إكسبو دبي تم رصدها لكل من يقدم أفكارا متميزة تشجع على قدوم الزوار طيلة افتتاح المعرض الممتدة ستة أشهر.
ولجأت شركات طيران الامارات وفلاي دبي تقديم المزيد من تخفيضات أسعار التذاكر للقادمين لزيارة معرض إكسبو دبي، ورفع نسبة الوزن لحقائب المسافرين، ورفع نسبة النقاط في خدمة التذاكر، بهدف التشجيع على زيارة المعرض بحسب المصادر.
كما عمدت سلطات دبي زيادة تخفيض أسعار الغرف وتأجير السيارات، والخدمات المرافقة بهدف زيادة الزائرين لمعرض إكسبو دبي وبلورة خطة إنقاذ للوضع المتدهور في الإقبال على المعرض.
يأتي ذلك فيما يخنق الركود اقصاد دبي المتعثر في وقت لا تسجل عوائد استضافة معرض إكسبو الدولي تناسبا مع التطلعات والتكاليف المالية الهائلة لتجهيز منشآته والتحضير له.
وأعلنت وكالة “ستاندرد أند بورز غلوبال” الدولية للتصنيف الائتماني أن دبي مقبلة على تعاف “طفيف” هذا العام، لكن ضعف نشاط السياحة الدولية سيؤثر على الاقتصاد حتى أواخر 2022.
وقالت وكالة التصنيف الائتماني في تقرير لها إن اقتصاد دبي، انكمش 10.9% العام الماضي، إذ أسهم الركود بقطاع السياحة الناجم عن جائحة فيروس كورونا بنسبة 56% من إجمالي التراجع.
وذكرت الوكالة أن “مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي تراجعت إلى حوالي 13% في 2020 من 18% في 2019. وجاءت 30% أخرى من التراجع البالغ 10.9% في 2020 من قطاعي تجارة الجملة والتجزئة”.
وتوقعت “ستاندرد أند بورز” نمو اقتصاد دبي 3.5% هذا العام، وهو ما يعود في الأساس إلى معدل التطعيم المرتفع في الإمارات، إذ تلقى أكثر من 85% من سكان البلاد جرعتين، وتخفيف القيود المرتبطة بـ”كوفيد-19″ عالميا.
وأضافت الوكالة أن معرض “دبي إكسبو 2020” العالمي، الذي تأجل عاما بسبب الجائحة وانطلق هذا الشهر، ينظر إليه على أنه يقدم دعما للاقتصاد أقل مما كان متوقعا قبل “كوفيد-19”.
وأردفت: “نتوقع ألا يعود عدد الزائرين الوافدين إلى دبي إلى مستويات 2019 حتى أواخر 2022 على الأقل. ومع ذلك، فمن وجهة نظرنا، سيؤدي الحدث الذي يستمر ستة أشهر إلى تحسين إشغال الفنادق وزيادة الإقبال في مراكز التسوق، مما يعود بالنفع على قطاع التجزئة”.
وتوقعت “ستاندرد أند بورز” أن يبلغ متوسط نمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي لدبي حوالي 2% بين عامي 2022 و2024.