موقع مصرنا الإخباري:
جريمة تلفظها الإنسانية، قبل أن تحرمها الأديان السماوية.. ويرفضها العقل البشرى ويهتز لها الرأى العام لبشاعتها.. هى جريمة التحرش الجنسى والاغتصاب للأطفال .. جريمة ترتكب يومياً من وحش غير آدمى, يطفئ شموع البراءة بيديه ويقتل ضحكاتهم ويفترس مستقبلهم ويحطم أحلامهم ، وحوش بشرية حكمت على آلاف من أطفالنا بحاضر أليم ومستقبل معقد, حكموا عليهم بحياة معقدة وأمراض نفسية، تلازمهم باقى حياتهم فى مسارهم المهني بسبب الإضطرابات النفسية التي يخلفها هذا الإعتداء، وتترك بهم جراحاً لاتشفيها الأيام، فيخافون للتعرض للإعتداء مستقبلاً فيعيشون في ألم وخوف دون أى أمان..
ومن ناحية أخرى كشفت دراسة صادرة عن منظمة اليونيسيف عن أن 83% من الأطفال ضحايا الاعتداء الجنسي في العالم لا يبلغون عن الجريمة وقت حدوثها، كما أن منظمة الصحة العالمية أكدت أن هناك نحو 40 مليون طفل يعانون العنف بشكل عام في منطقة الأمريكتين والبحر الكاريبي, وكشفت أول دراسة عن حوادث التحرش للأطفال صادرة عن معهد الدراسات العليا للطفولة بجامعة عين شمس وخلصت فيها إلى أن «الاعتداء الجنسي» يمثل حوالى (18%) من اجمالى الحوادث المتعلقة بالطفل وأن فى (35%) من الحوادث يكون الجانى له صلة بالطفل, وأن (82%) من الاعتداءات حدثت فى أماكن من المفترض أن تكون أمنة للطفل وحدثت من أناس الطفل يثق فيهم و(77%) من المعتدين يحبهم الأطفال.
الأخبار المسائى ترصد فى التقرير التالى الجرائم التى يرتكبها الذئاب البشرية ضد زهور الانسانية والطفولة البريئة, وترصد طرق الوقاية من خلال الخبراء والمتخصصين لمواجهة هذه الجريمة التى ترتكبها وحوش بشرية.
فقبل جريمة المعادى للوحش الذى هتك عرض الطفلة فى مدخل العمارة , هناك وحش هتك عرض 3 أطفال فى سيارته بالقاهرة الجديدة، ومن أبرز القضايا التي هزت الرأي العام ليس لبشاعتها ولكن لصغر عمر المغتصبة والتي أطلق عليها طفلة «البامبرز» كانت لطفلة عمرها عام وثمانية أشهر، قام شاب ثلاثينى بخطفها من أمام بيتها بإحدى قرى مركز الدقهلية، مستغلا انشغال أسرتها بصلاة الجمعة، وداخل عشة مهجورة بدأ فى ممارسة هوسه الجنسي، غير عابئ بصراخ البريئة وآلامها الشديدة، حتى فقدت الوعى من تأثير الألم والنزيف، الواقعة تم اكتشافها واعترف المتهم.
وهناك قضية «حمزة» الذي كان يجلس بأحد شوارع المطرية حيث تسكن أسرته بانتظار شقيقه الذى ذهب لشراء بعض الحلوى من الكشك القريب، فإذا بأخيه يكتشف اختفاءه بعد عودته، ليتم العثور عليه جثة هامدة ترقد بالشارع، بلا ملابس باستثناء «حفاض» يستر عورته، كشفت التحريات أن الطفل حمزة تعرض لعملية خطف من عاطلين، ولما منعهما صراخه المستمر وتعرفه عليهما من إتمام واقعة الاغتصاب قررا إلقاءه من فوق سطح أحد العقارات.
و«ترزي» السويس الذى هتك عِرض طفلة عمرها 10 أعوام داخل أحد العقارات، ومن القضايا المحزنة التي هزت محافظة الدقهلية، عثور مباحث شربين، على جثة الطفل «أحمد. ي» 6 سنوات، في بيارة صرف صحي بعد ساعات من اختفائه، من أمام بيته في قرية «كفر الدبوسى» وتبين أنه تعرض لمحاولة اغتصاب من أحد أقاربه وخنقه, وفى مركز شرطة قليوب تم القبض على 4 متهمين لقيامهم بالتعدي جنسيا على طفل بالصف الثاني الإعدادي، وتصويره بالهاتف المحمول في أثناء قيامهم بذلك، بعد استدراجه إلى إحدى الأراضي الزراعية والتعدي عليه جنسيًا… وغيرها من القضايا التي هزت المجتمع المصرى لبشاعتها.
في البداية يطالب الدكتور أيمن أبوالعلا وكيل لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب، بضرورة تعديل تشريعي، لتشديد عقوبة التحرش بالأطفال، بعد واقعة المعادى الشهيرة وفي ظل تكرار حوادث التعرض للأطفال، وما يترتب عليه من أذى بدني ونفسي للمجني عليهم, وقال أبوالعلا في المذكرة التي تقدم بها لمجلس النواب ، إن مقترح التعديل ينص على إضافة فقرة جديدة لنص المادة 306 مقرر (ب) من قانون العقوبات وتنص على: وتكون العقوبة السجن مدة لا تجاوز 7 سنين إذا كان عمر من وقعت عليه الجريمة لا يزيد على 12 سنة ميلادية كاملة «الطفل».
وقال في المذكرة إن الدولة المصرية تولي اهتماما بالطفل، وفقا لما نص عليه الدستور والقوانين المتعاقبة للطفل واتفاقية حقوق الطفل والتي كانت مصر من أوائل الدول التي صدقت عليها، مما يعني اهتمام الدولة بالأطفال والالتزام بحمايتهم من أي اعتداء، وخاصة الاعتداءات الجنسية والجسدية لما تخلفه من أضرار نفسية بالغة.
ووفقا لما جاء في المذكرة الإيضاحية لمشروع القانون، قال النائب: دعما للدولة في هذا المجال تدخلنا بعمل تعديل تشريعي بنص المادة 306 مكرر فقرة (ب) والخاصة بتجريم التحرش الجنسي، لاسيما في ظل تعدد هذه الظواهر في الفترة الأخيرة. ويقضي التعديل بإضافة فقرة جديدة بنص المادة بتشديد العقوبة، أي إضافة ظرف مشدد جديد لجريمة التحرش وهو صفة المجني عليه قياسا للنهج الذي انتهجه المشرع الجنائي في قانون العقوبات في المادة 267 والتي أحالت إليها المادة 306 مكرر (ب).
ومن جانبه يوضح الدكتور جمال فرويز استشارى الطب النفسى أن التحرش بالأطفال اضطراب جنسى وليس مرضًا نفسيًا, صاحبه مسؤول عن تصرفاته , ويحدد فرويز أهم أسباب التحرش الجنسى والتي تتمثل في نظرية تدعي أن صاحب الاضطراب يشعر بالدونية وانه أقل من أقرانه لذا يلجأ الي التعامل مع الأطفال جنسيًا بالإضافة إلى نظرية أخري تدعي أن صاحبها تعرض للتحرش في صغره فيعيد الكرة انتقاما من المجتمع الذي لم يحميه.
ولفت الاستشاري النفسي إلي أن هناك نظرية ظهرت 2008 في كندا تدعي أن ليس هناك خلل في خلايا المخ, ولكن اضطراب في الأداء الوظيفي للخلايا فتجعل الإنجذاب للأطفال وحتى الآن لم يستقر علي أسباب واضحة, ويذكر فرويز أنواع التحرش الجنسي وهي البيدوفيليا حب التحرش الخارجى بالأطفال الأصغر 5 سنوات عن المتحرش علي الأقل أما بالعضو الذكرى أو بأصابع اليد بملامسة الأعضاء التناسلية للطفل.
ويضع فرويز روشتة علاج تتمثل في أنه كلما بدأ العلاج في سن مبكرة تكون النتيجة طيبة جدا أي شفاء تام, والمراحل المتأخرة يأخذ علاجًا معرفيًا سلوكيًا ودوائيًا.
وتقول سمر يسرى مدرس الإعلام جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا إن التحرش الجنسى والاغتصاب معلناً كان أو خفياً هو جريمة ترتكب يومياً فى المجتمعات العربية, لافتة إلى أن المغتصب وحش غير آدمى يطفئ شموع البراءة بيديه ويقتل ضحكاتهم ومستقبلهم ويحطم أحلامهم، وحوش بشرية حكمت على آلاف من أطفالنا بحاضر أليم ومستقبل مؤلم،حكموا عليهم بحياة معقدة وأمراض نفسية قد تلازمهم باقى حياتهم فى مسارهم المهني بسبب الاضطرابات النفسية التي يخلفها هذا الإعتداء، وتجعل بهم جراحاً لاتطيبها الأيام، فيخافون التعرض للإعتداء مستقبلاً فيعيشون في ألم وخوف دون أى أمان.
وأوضحت يسرى أن آلاف من النصوص التشريعية والمنظمات الحقوقية وضعت لتدافع عن الطفل ومازلنا نعانى من تلك المشكلة والذى يثبت أن حلها ليس بيدى القوانين فقط ولكننا نحتاج إلى التوعية للأطفال والأسر من خلال منابر عدة كدور المدرسة مع الأسرة مطالبة بضرورة تفعيل دور الإعلام فى التنوير والتوعية بالسلوكيات الصحيحة للحفاظ على أطفالنا، مرتكب هذه الجرائم لايحمل من صفة الانسان إلا رقم بطاقته التى كتب عليها اسمه وتاريخ ميلاده وجنسيته، لكن فى الحقيقة هى مجرد بطاقة تعريف لوحش ادمى لو عاد به التاريخ لأعاد نفس الكرة مرة أخرى واعتدى على الطفولة والإنسانية مراراً وتكراراً، الطفولة التى أغتصبت وحرمت ذلك الكائن البرىء الطامح إلى عيش طفولة جميلة، تلك المرحلة العمرية المليئة بالسلم والسلام والتى نستغل كل دقيقة وكل ثانية فيها لنكتشف العالم من حولنا ، أصبحت فى بلادنا وعدة بلدان عربية وإسلامية تنتهك ويقع الإعتداء عليها بالفاحشة.
وتضع أستاذ الإعلام بجامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا روشتة للاباء والأمهات عن كيفية التصرف حال تعرض الطفل للتحرش الجنسي وذلك عن طريق إننا نصاحب أولادنا نكون أقرب أشخاص لديهم وخلق لغة حوار ومد جسور الألفة ،لكي نتمكن من معرفة مشاكلهم وماحدث معهم عشان يحكولنا اللى بيحصل معاهم لكي نستطيع الحصول علي حقوقهم كاملة.
وطالبت يسري الأسرة بعد حادثة التحرش بضرورة الإبلاغ لكي ينال المتحرش عقابه وعدم السكوت أبداً أو الخوف من الفضيحة بالإضافة إلي لجوء الأب والأم إلى طلب المساعدة من متخصص نفسى للطفل حتى يساعده على تجاوز المشكلة، ورسالة لكل أم وأب أن تعرض ابنك أو بنتك للتحرش سواء من مدرس أو سائق أو زميل لابد من مواجهة المتحرش والإبلاغ لحمايتهم مستقبلاً، حتى لو فهمناهم كيف يحافظون على نفسهم هيكون الخطر مازال محيطًا بهم فمن الضرورى التعاون بين الأسرة والمدرسة والإعلام كاداة للتنوير للأطفال كيف يفهمون جسدهم وماهو مسموح أو غير مسموح، ونحن الآن فى أزمة كورونا نجد بسبب الاعلانات التوعوية فى الإعلام طفلًا عنده 5 أو 6 سنوات عارف إن فيه كورونا ومينفعش يقرب من أى شخص ولازم يكون فيه مسافة فتربى أطفالنا بسبب هذه الأزمة على عادات صحية جيدة خوفاً من الكورونا، وهذا مايؤكد دور الإعلانات التوعوية فى التليفزيون لحماية أطفالنا من التحرش مع دور الأسرة هو رقم 1 فى تثقيف أطفالنا وحمايتهم ثم تأتى مظلة القوانين للحفاظ على الحقوق ومعاقبة الجانى.
ومن ناحية أخري أصدر مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب أن التحرش بالأطفال سلوك منحرف محرم تأباه النفوس السوية وتجرمه الشرائع والقوانين كافة , وشدد علي أن هذا الشعار المحموم والمذموم الذي بات ينتشر واقعيا وافتراضيا يستوجب أشد العقوبات الرادعة وتجريمه يجب أن يكون مطلقا ومجردا من أي شرط أو سياق.
وأشار المجمع إلي أن التحرش بالأطفال ظاهرة كريهة منافية للإنسانية والسلام والمروءة وكمال الرجولة مهيبا بالمجتمع تشديد الرقابة علي المتحرشين والإبلاغ عنهم وتوعية الأطفال بأفعالهم الإجرامية ورفع الوعي بجريمة التحرش كسلوك مشين يستوجب مواجهته بشكل صارم.
كما أكدت دار الإفتاء أن التحرش الجنسى بالأطفال كبيرة من كبائر الذنوب تنأي عنها كل الفطر السوية وانتهاك صارخ للقيم الإنسانية في المجتمع فهو قتل للطفولة وانتهاك البراءة وهو إلي كونه فعلا فاحشا غدرًا وخيانة.
وأضافت أنه علي أولي الأمر أن يتصدوا لهذه الجرائم النكراء بكل حزم وحسم وأن يأخذوا بقوة علي يد كل من تسول له نفسه تلويث المجتمع بهذا الفعل المشين.