“عايز أتعرف عليه .. أكيد ده ملحن شاطر جدا، ومسرحية فيرز شاه فيها حاجات معمولة حلو جدا”، وفى مكان آخر يجلس ذلك الملحن الشاطر يفكر فى الكلمات البديعة التى نشرتها مجلة السيف الأسبوعية، ويذهب إلى آلاته يلحن الأغنية، وكلا منهم يبحث عن الآخر، أو بالأدق يبحث عن الشخص الآخر المميز، وكلاهما مصريان يعشقان مصر وأرضها، ويعشقون وحدة مصر والسودان.
الأول هو بديع خيري و الملحن الشاطر هو سيد درويش، والأغنية هى “دنجى دنجى”، وللأغنية قصة عظيمة حدثت ماقبل ثورة 1919، حيث يذكر بديع خيرى أنه كان يبحث عن سيد درويش الذى وضع موسيقى وأغانى مسرحية فيروز شاه بمسرح جورج أبيض، ويقول بديع خيرى فى لقاء مسجل له :”بمجرد أن ذهبت له و قلت اسمى أخذنى بالحضن، وقال أنا لحنتلك حاجة كانت منشورة فى جريدة السيف الإسبوعية وعجبتنى”.
الأغنية التى لحنها سيد درويش هى ” دنجى دنجى”، وتقول كلماتها التى أدعوك عزيزى القارئ لتتأملها بعناية :”جالت لى هالتى ” خالتى” أم أهمِد ” أحمد” كلماية فى متلاية..سرجوا ” سرقوا” الصندوق يامهمِـد “محمد” لكـــن مفتاهه ” مفتاحه” معايا.. إينايا شنجى كريكرى، مافيش هاجة اسمه مصرى ولا هاجة اسمه سودانى.. نهر النيل راسه فى ناهيه، و رجليه فى الناهية التانى.. فوقانى روحوا فى داهية إذا كانوا سيبوا التحتانى، أسود أبيض يا بوراما، عايشين ويا بعضينا، اتنين جيران بلدنجي والهيطة جنب الـــهيطة، الناس دي بلاوي كالنجي أيزين هلينا شكانيطة”.
والأغنية غناها سيد درويش للمصريين والسودانيين فى وقت من الأوقات لدعم العلاقات بين البلدين وقتها، و لعل الظروف الآن مناسبة لنتذكر الأغنية ونسمعها.
بقلم زكي القاضي