موقع مصرنا الإخباري:
عندما نسترجع كل ما قرأناه عن رفاعة رافع الطهطاوى وتأثيره العميق فى تأسيس المعرفة المصرية الحديثة، خاصة أنه جمع بين قطبى الأصالة والمعاصرة، نُدرك من أين نبدأ استفاقتنا الحضارية، ونعلم أن الشخصية المصرية لا تزال قادرة على الحركة الفاعلة والإبداع المستمر من خلال إدراكها لإمكاناتها وللواقع المحيط بها فإذا كان هذا الشاب الأزهرى قد استطاع إحداث فارق كبير فى المنافحة عن شخصية وطنه وتخليصه من عوالق الأتراك وإبراز معدنه الصلب، فلا شك أننا نحتاج الآن إلى مليون «رفاعة» لنحصل على مكانتنا اللائقة بين الأمم. كانت تلك أبرز الأفكار التى راودتنى عن نفسى طوال رحلتى إلى حى السادس من أكتوبر لإجراء حديث مع حفيدة رفاعة، د. علياء رضاه رافع،أستاذ علم الاجتماع بكلية البنات- جامعة عين شمس، ومديرة مؤسسة البناء الإنسانى والتنمية، والتى تؤكد دومًا أن المصرى قادر على المبادرة وإحداث فارق فى العالم الحديث مثلما فعل فى العالم القديم، وأن ذلك إنما يبدأ من إدراك قيمتنا الحضارية ومكاننا الحقيقى من كتاب التاريخ.. المزيد من التعمق فى الشخصية المصرية ومستقبلها فى هذا الحوار:
بدأنا خطوات كبيرة لتطوير التعليم.. وواجبنا استغلال ثروتنا البشرية
بالعودة إلى الوراء.. ما القيمة الحقيقية التى أسهم بها جدك رفاعة رافع الطهطاوى فى دعم روافد العقل المصرى فى سعيه نحو التنوير؟
− بدأ جدى رفاعة الطهطاوى رحلته عندما صاحب البعثة التى أرسلها محمد على باشا إلى فرنسا إمامًا لها، خاصة أن الشباب الذاهب إلى أوربا سيختلط بثقافة جديدة تمامًا عليه ويحتاج إلى مَن يُساعده فى المحافظة على دينه والتمسك بعاداته وقد نصح الشيخ حسن العطار جدى رفاعة، وكان شيخه بالأزهر، وقال له: “أنت ذاهب إلى بلد غير بلدك، وكل شيء تراه هناك يجب أن تُسجله وتنتبه إليه”، وبالفعل أنفق رفاعة أمواله فى تعلم اللغة الفرنسية على يديْ مُعلم فرنسى مُتخصص، ثم أخذ يقرأ ويدرس ويُسجل ويكتب، ومن ثم تحوَّل من إمام للبعثة إلى عضو دارس فيها له كل مهام الأعضاء الدارسين ولهذا رجع إلى مصر بزاد كبير من الأفكار التنويرية فأنشأ مدرسة الألسن وترجم القانون الفرنسي وكتب تخليص الإبريز فى تلخيص باريز، وهو كتاب وصف أنثربيولوجي، كما كان رائد الليبرالية فى ذلك الوقت من ناحية التفكير وفى الوقت نفسه كان ذا فكر اشتراكى اجتماعي، فقد كان شابا يريد أن يقوم بدور نهضوى لخدمة وطنه.
انغلاق عثمانلي
وكيف أسهمت المهارات الشخصية والملكات الفردية لهذا الشاب الأزهرى فى الارتقاء به من مجرد “شيخ” إلى رمز كبير للتنوير؟
− كان أزهريا لا يعرف التعصب، كما كان شيوخه متفتحين ويُدركون مهمة الاطلاع على ثقافة وعلوم أوربا، ولهذا نصحوه بدراسة هذه العلوم عن طريق التفكير الحر كل هذا فى وقت التعصب والانغلاق العثمانى الذى وضع مصر فى الحضيض، ثم ورث الإخوان عنهم هذا الانغلاق.
بصفتك حفيدة رفاعة من الجيل الرابع.. فهل ترين أن رحلة رفاعة فى التنوير بمثابة نهضة فكرية أيقظت مفاهيم أصيلة، وكيف تصفين استكمالك لتلك المسيرة الفكرية؟
− هى رسالة ممتدة عبر الأجيال، هدفها الأوحد الوصول لبناء إنسانى قويم، وتعتبر كتابات الطهطاوى نبراسًا مضيئا عن مفهوم الوطن واحترام حرية العقل عبر التواصل بين الأجيال، ومواصلة رسالته فكريا بمفهوم عصرى جديد، ولقد استقر فى وجدانى منذ الطفولة ما سمعته من أبى وأجدادى للعديد من القصص المتوارثة عنه والتى كان يغلفها الإحساس أننا أحفاد لهذا الرجل العظيم.
هل حملت أفكار رفاعة محاولات لتمصير الثقافة وإبراز هويتنا الشخصية فى وجه العثمانيين؟
− كان رفاعة يملك يقينًا فى أن مصر دولة لها جذور عميقة وحضارة راسخة وتجب إعادة هويتها، خاصة أن الدولة العثمانية قد حاولت إلغاء الخصوصية الثقافية للبلاد التى احتلتها وحاولت تتريك الدول العربية تحت اسم الإسلام والخلافة ومن يرجع إلى خطبة مرسى الأولى حين تولى الحُكم يجد أنه تحدَّث عن إمارات متفرقة، وهذا دليل على أنه لا يفهم فكرة الدولة الحديثة، وهى فكرة كانت غائبة عند الأتراك وعند الإخوان والسلفيين، حيث لا يُدرك هؤلاء أهمية الشخصية المصرية التى حاولت ثورة 1919م الليبرالية تأصيلها.
رغبة نهضوية
كيف انتقلت فكرة خدمة الوطن والنهضة بأبنائه إلى حفيدة رفاعة وما الدور الذى قمت به فى هذا الأمر؟
− لقد ورثت تلك الرغبة وأحاول إكمال الرسالة النهضوية لرفاعة، لأن مصر تستحق منا الكثير لأنها ليست بلدًا من البلدان ولكنها أم الدنيا، وهذا ليس شعارًا عاطفيا وإنما حقيقة تاريخية ثابتة، وهذا ما كنتُ أقوله لطلابى بالولايات المتحدة أثناء عملى هناك أستاذا زائرا، كنتُ أقول لهم إنه لولا أن مصر بدأت التاريخ الإنسانى ما كانت أمريكا موجودة الآن، لأن الحضارة المصرية أحدثت تغييرًا فى الوعى الإنساني، وقبل ذلك كانت الجماعات الإنسانية تبحث فقط عن البقاء، وعندما استقر المصريون بجوار النيل نشأت الحضارة وبدأ المصرى يُفكر فى معنى الحياة، ولذلك فإن مصر ليست هبة النيل فقط كما قال هيرودوت وإنما أيضًا هبة المصريين، لأن حضارتنا قامت من خلال العمل الجماعي.
ضرورة حياتية
وكيف رأيت أفكار الإخوان فى السنة التى حكموا فيها وهل أفادوا هذا السياق الحضارى المصري؟
− الإخوان منذ نشأتهم كانوا سدا أو “طوبة∪” أمام تدفق نهر الحضارة المصرية، ولهذا فإننى أعتقد أن ثورة 30 يونيو كانت ثورة شعب وأيدها جيش وطني، كما كانت ضرورة حياتية دون مبالغة، ومن يُريد أن يتأكد من ذلك فعليه أن يُتابع تاريخ الإسلام السياسى وكيف يتمسك بالحُكم مدى الحياة ونحن نرى هذا فى إيران مثلا، كما أعلن المرشد عن ذلك، ولذلك فإن إجلاء الإخوان عن الحُكم بعد عام واحد كان معجزة مصرية وفضلا كبيرا من الله، وقد حدثت لأن الشعب كله رفض هؤلاء، كما أنه من فضل الله علينا وجود رئيس مصرى شجاع استطاع أن يتحدى حُكم هذه الجماعة وأن يضع حياته فداء لإنقاذ مستقبل وطنه، وهذه تضحية يجب أن يُدركها الجميع.
متى تم إنشاء مؤسسة البناء الإنسانى والتنمية وما أبرز الأهداف التى تسعى لتحقيقها؟
− تم تأسيس المؤسسة بعد يناير فى 2011م، التى حرَّكت الإحساس بضرورة وجود دور للمجتمع المدنى فى نهضة الوطن، وكان أبرز أهدافها وضع بذرة لحضارة مصرية قادمة أساسها الإنسان المتكامل البنيان: فكرًا وقدرة، ومساواة كاملة بين الرجل والمرأة، الإنسان المتسلح بالعلم والإيمان والمبادئ الروحية كما أننا ننظر إلى الإنسان فى إطار شامل ومتكامل تحت مظلة عدد من المشروعات، مثل مشروع: أصل ووصل، بهدف توعية الشباب بحضارته التى نحن امتداد لها وإقناعه أننا نستطيع إنشاء حضارة تلعب دورها العالمى كما حدث من قبل، وهذا لن يحدث إلا إذا عرفنا أنفسنا أولًا.
أصيل ومعاصر
وما دور المؤسسة فى إبراز شخصيتنا المصرية فى البناء الحضارى الإنساني؟
− عندنا بالفعل مشروعات متعددة منها القيام برحلات إلى أماكن الحضارة المصرية وندوات توعية لإخراج المصرى القابع داخل كل واحد منا، لنعرف أنفسنا لا لنقلد الآخرين، وبناء إنسان معاصر وأصيل قادر على بناء وطنه من خلال إدراك المفهوم الأكبر للوطن، مع محاولة إعادة القيم التى نشأت عليها حضارتنا السابقة، ومنها وحدة الهدف فى الاتجاه نحو العلم والحضارة والعلوم الاجتماعية، إضافة إلى الدين الذى كان جزءا مهما من حضارتنا السابقة، ولكن ليس الدين الأيديولوجى الذى يُفرق بين البشر، وإنما الدين الذى يجعلنى أنسى نفسى من أجل تحقيق الهدف، فنحن نتحدث عن الدين من خلال قيمته الإنسانية، تلك القيم التى تجسدت فى حياة الرسول وليس فى تاريخ المسلمين.
ألا ترين أن تلك أفكار وجودية وفلسفية من الصعب تحقيقها فى ظل التحديات الحالية؟
− مهمتى تتمثل فى المحاولة لوضع بذرة جديدة مثلما فعل جدي، ثم يأتى من بعدى من يُكمل الطريق، مثلما فعلت الأجيال اللاحقة لرفاعة التى تأثرت بأفكاره وقامت بالبناء عليها، لأن الأمور الكبيرة تبدأ من البذرة الصغيرة، ولكننى لا أدعو إلى تقليد الأجيال السابقة التى أدت دورها وفق ظروف بيئتها ولحظتها الحضارية ولا أدعو إلى تقليد الغرب وإنما أدعو إلى إنشاء نموذج تنموى خاص بنا قائم على مبادئنا وأفكارنا وتاريخنا دون حصر أو تقييد، مع التفاعل مع العالم من حولنا.
ما المقصود ببرنامج “نحو التحقق” الذى تقوم مؤسسة البناء الإنسانى بتقديمه كشكل من أشكال التنمية الذاتية العميقة؟
− رحلة التحقق هى رحلة حياة لكل مولود على هذه الأرض يشكلها من خلال وعيه بالهدف من وجوده وتخلصه من الأوهام الثقافية التى تكبل قدرته على التكامل النفسي، وتأخذ رحلة حياة كل منا طريقها الخاص جدا والمتفرد والمتناغم مع الشخصية الفريدة غير المتكررة التى يحملها كل فرد مثل بصمته التى لا يمكن أن تتكرر أبدا، ومع ذلك فيجتمع الكل تحت لواء إنسانية واحدة، ونتجه نحو هدف واحد وهو أن تكون حياتنا مثمرة على أحسن صورة ممكنة وهو مشروع علمى يتحدث عن الإنسان، حيث يرتبط كل إنسان بشيء أكبر منه، وهو يعتمد على علم النفس التحليلى الذى أنشأه كارل جوستاف يونج، وهذا ليس كلاما أكاديميا وإنما هى دورات لتعليم الشباب حقيقة أنفسهم وأنهم غير مفصولين عن التراث الروحى الإنساني، وهو ما يُؤهله لمعرفة ماذا يعنى الانتساب لمصر، وهو ما ظهر جليا فى بدايات ثورة 25 يناير.
دعم المرأة
نمر هذه الأيام بمناسبات نسائية متعددة، ما أهم إسهامات المؤسسة فى دعم المرأة المصرية؟
− المرأة بطبيعتها مخلوق قوى بالرحمة وليس بالسيطرة، وتُمكن من هم تحت قيادتها، ومن المعروف أن رمز الحق فى الحضارة المصرية كان يمثل فى صورة امرأة وهو ما يدل على تعلية شأن المرأة وواضح أن النظام السياسى الحالى يعمل بكل طاقته لإنشاء نظام اجتماعى عادل، كما أن الرئيس السيسى يعطى دعمًا قويا واهتماما كبيرًا لقضايا واحتياجات المرأة، سواء باختياراته للوزيرات أو وقوفه بجوار المرأة العاملة والمعيلة، ونستطيع أن نقول إن المرأة “شمت نفسها” فى عهد السيسي، وعلينا أن ندفع أكثر فى هذا الاتجاه إلى الأمام، لأنه اتجاه محمود ونحن نحتاج إليه، وأعتقد أن المرحلة المقبلة ستحمل قيادات نسائية مصرية فى أغلب المواقع القيادية، لأننا نحتاج إلى أسلوب مختلف فى القيادة، وهذا ما ذكرته فى كتابى الأخير “القوة الأنثوية”.
سافرت حول العالم فى مؤتمرات علمية متعددة، وكذلك مع المبادرة العالمية النسائية للسلام GPIW، وألقيت كلمة فى الأمم المتحدة عام 2012م، كما حصلت على جائرة من الرابطة الدولية للمرأة، ما رؤيتك لحقوق المرأة ومكتسباتها فى مصر؟
− على المستوى المجتمعى حققت المرأة العديد من النجاحات ومثلت مصر فى محافل دولية عديدة على المستوى القيادى وفى طبقات المجتمع المختلفة، ولكن لا نزال نحتاج إلى قوانين لحماية حقوقها، فلا تزال المرأة ضعيفة من الناحية القانونية.
يعانى المجتمع من سلوكيات خاطئة منها قضية التحرش.. من منطلق نشاط مؤسسة البناء الإنسانى كيف يمكن تقويم مثل تلك السلبيات؟
− تلك السلوكيات تعكس عدم وضوح فى الرؤية للنفس والذات اللذين يمثلان أساس البناء الإنسانى الذى نتحدث عنه، وإلقاء المسئولية الكاملة على المرأة هو أمر غير مقبول، إنما الظاهرة تحتاج إلى تحليل مجتمعى من الناحية الاجتماعية والنفسية، وكذلك إذا تحدثنا عن العنف المنزلى فجزء منه يرجع للقوانين والجزء الثانى يرجع للمرأة نفسها وإحساسها بالضعف والاحتياج، مما يجعلها تفقد قدرتها على أن تصبح كيانا مستقلا يستطيع القيام بذاته والقضية تحتاج لإعادة رؤية شاملة بدءًا من القوانين والتعليم والنواحى الاجتماعية والتوعية بنفسها وبالمفاهيم الدينية ووصولا إلى شعور المرأة بنفسها.
هناك مناقشات كثيرة تدور الآن حول قانون الأحوال الشخصية.. ما أبرز النقاط التى تتمنين إضافتها إلى هذا القانون؟
− أرجو عدم تقليل قدرة المرأة فى اتخاذ القرار، ولا تزال هناك احتياجات كثيرة للمرأة تسعى للحصول عليها، فمثلا قانون الخلع جيد، لكن هناك نساء فقيرات ولا يستطعن الإنفاق، ولذلك أرجو أن يكون هناك اهتمام بالأرامل والمطلقات والمعيلات والضعيفات من النساء.
تحقيق التوازن
تركز الدولة دوما على الحد من ظاهرة الزيادة السكانية باعتبارها خطرا يُهدد التنمية.. هل ترين أن الإجراءات الحالية كافية لهذا التوجه؟
− المشكلة أننا لا نستطيع تحقيق التوازن بين التعداد السكانى والخدمات، ومشكلتنا الرئيسية فى الفقر وقلة الوعي، لأن الفقير هو الذى يُنجب أكثر وعلينا التفكير أيضًا فى طرق أخرى لاستغلال الثروة البشرية استغلالا يُساعد على النهضة، لأن شبابنا ثروة قابلة للتصدير مثل أى ثروة أخرى فقط إذا قمنا بتوفير التدريب والتعليم الجيد، والحقيقة أن لدينا خطوات مشهودة لتطوير التعليم، خاصة الجامعي، ومعظم بلاد أوربا التى يُسمونها القارة العجوز تبحث عن استيراد الشباب للعمل عندها، وما علينا سوى تأهيل شبابنا تأهيلا جيدا ومناسبا لأسواق العمل العالمية.
وما تقييمك لأداء منظمات المجتمع المدنى فى دعم التوجهات الحكومية لتوفير هذا التأهيل المطلوب؟
− المجتمع المدنى له دور كبير وحيوى فى دعم توجهات الدولة نحو التنمية، كما أنه يتقاسم مع الحكومة مشكلات المجتمع ويُسهم فى حلها، والقانون الحالى للجمعيات ممتاز، لكن معظم مؤسسات المجتمع المدنى تتجه إلى الأعمال الخيرية لأن ذلك الأسهل فى جمع التبرعات، ويقل من بينها من تهتم بزيادة الوعى والثقافة العامة، والإسهام فى التجديد الفكرى والدينى الذى هو ليس حكرا على الأزهر وحده، أو تبصير الشباب بدوره الفاعل الذى يقوم على المشاركة الفاعلة فى بناء مستقبله، بعيدا عن الانتقاد والاعتراض الذى لن يُقدم جديدا.
رؤيتك عن دور الفلاح فى الحفاظ على قطاع الزراعة برزت فى موضوع رسالتك للدكتوراه..ما أبرز أهداف تلك الرؤية؟
− لقد كان أحد أهداف رسالتى دراسة قيمة العمل المنتج كقيمة للانتماء وكيفية تعميق أهمية العنصر البشرى للنهوض بمصر، وإزالة العوائق التى تباعد بين المواطن وبين المساهمة الإيجابية فى خدمة نفسه والمجتمع على حد سواء، وركزت فى دراستى التمهيدية على القراءة التاريخية للسياسات الزراعية والعلاقات الطبيعية والزراعية التى زخرت بهما الحضارة المصرية العريقة، وبشكل عام فلقد آثرتنى رسالة الدكتوراه ثراء معرفيا وإنسانيا، وأهم مدرك أننى أوليت للفلاح احترامًا وتقديرًا عظيمين عندما أدركت معاناته وصموده على مر التاريخ.