تساءل تقرير لصحيفة “لو موند” الفرنسية، عن هدف “الحملة العسكرية” التي تشنّها حكومة الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، وما إذا كان الهدف “تدمير حماس أم تدمير غزة”؟ متحدثة عن أنه “بعد أكثر من شهرين، لم تحقّق إسرائيل أي نجاح حاسم ضد حماس، بينما يتمّ تدمير قطاع غزة بشكل منهجي بتكلفة بشرية باهظة للسكان”. وذكر التقرير الفرنسي أنّ “بنيامين نتنياهو اندفع بتهور إلى الفخّ الذي نصبته له حماس في غزة.. وبعد 70 يوماً من الحرب، منذ بدأت هجوماً يهدف إلى استئصال حماس، لم تنجح إسرائيل في القضاء سوى على قائد واحد مهمّ فقط، وهو أحمد الغندور، القائد العسكري لشمال غزة”. وبيّنت الصحيفة أنه “في حين أن مدينة غزة في الشمال تمّ تدمير نصفها بالفعل، فإن القصف الإسرائيلي مستمر في زرع بذور الدمار والموت في وسط وجنوب القطاع”. وأوضحت أنّ “الخريطة التي وزّعها الجيش الإسرائيلي لتحديد المناطق المستهدفة، لإعلام السكان إلى أين يفرّون، تستند إلى وثيقة عمرها نصف قرن. تمّ وضعها في عام 1971 تحت سلطة أرييل شارون”. واعتبرت أنّ “إعادة تدوير خريطة 1971 لتأطير” الهجوم الحالي على غزة، يوضح إلى أي مدى “ظلّ التفكير العسكري في إسرائيل مجمّداً في إنكار الواقع الإنساني في هذه المنطقة”. وأشار التقرير إلى أنّه “ليست فقط الضربات أصبحت أكثر فتكاً ضدّ السكان مما كانت عليه في الهجمات السابقة، ولكن الجيش الإسرائيلي لا يبالي بتعرّض عشرات المدنيين لأضرار جانبية عند استهداف مسؤول واحد في حماس، حتى أولئك الأقلّ رتبة”. وكان كبار الضباط العسكريين الإسرائيليين قالوا لـ Financial Times إنّ حملة غزة يمكن أن تستمر لعدة أشهر أخرى، حتى القضاء على يحيى السنوار ومحمد الضيف ومروان عيسى نائبه، يتابع التقرير. ويعتبر أنّ “كون هؤلاء الرجال الثلاثة هم وحدهم المستهدفين، من قبل أقوى جيش في الشرق الأوسط، أمر مثير للقلق في حد ذاته، أما بالنسبة لرقم 7000 من مقاتلي حماس، الذين تدّعي إسرائيل أنها قتلتهم، فيبدو هذا الرقم مبالغاً فيه إلى حد كبير”. وأكّد أنّ “هذا الرقم يعكس حجم جميع الذكور البالغين الذين قتلوا منذ بدء الهجوم، الذي كان 70% من الضحايا فيه من النساء والأطفال، وهذا يعزز المخاوف من أن وراء الرغبة المعلنة في الانتقام تكمن الرغبة في القضاء ليس على حماس فحسب، بل على قطاع غزة”. وأشار تقرير “لوموند” الفرنسية إلى أنّ “نتنياهو يقول إنه يريد تقليص سكان قطاع غزة، حيث سيتمّ اقتطاع مناطق عازلة واسعة، بينما كان الرئيس المصري السيسي والملك عبد الله الثاني، ملك الأردن، حازمين على نحو غير عادي في لهجتهما منذ بداية الأزمة بسبب خطاب مثل هذا، وذلك لسبب وجيه هو أنه إضافة إلى الاضطرابات الداخلية، فإن التهجير القسري ولو لجزء من سكان غزة من شأنه أن يؤدي إلى مخاطر غير مسبوقة من التصعيد الإقليمي في مصر والأردن”. وختمت الصحيفة بأنه “ربما لم يفت الأوان بعد لمنع مثل هذا السيناريو الأسوأ”.