موقع مصرنا الإخباري:
أدوات تراثية ومقتنيات أثرية داخل كوخ قديم من الطين في مدينة غزة تعيش فيه المسنة أم محمد الفقيه، تراها بأناملها المجعدة تقوم بترتيب تلك الأدوات في مكانها الصحيح، منعاً لتلفها وللمحافظة على بقائها وبقاء حياتها الجميلة داخل الكوخ.
استطاعت أم محمد إعادة الحياة إلى الكوخ، من خلال ترميمه هي وابن شقيقها الشاب محمد، مستخدمين بعض المواد المحلية التقليدية لتقويته وتمكينه، وذلك للتأكيد على ضرورة الاهتمام بالأماكن التراثية والأثرية التي تعبر عن الحضارة والتراث الفلسطيني، وتقول إنها تفضل العيش داخل هذا الكوخ عن أي بيت حديث، لأنه يذكرها في الحياة البدائية البسيطة التي كانت تعيشها منذ سبعين عاماً مع عائلتها.
الكوخ يحتفظ بالمقتنيات والأدوات الأثرية والتراثية التي تعود إلى عدة حضارات، حيث يتواجد بداخله طاحون، محراث، أواني فخارية، لمبة كاز، ببور، سِراج، مكنسة قديمة، جرن الكبة، وتزين جدران الكوخ كثير من هذه المقتنيات التي كانت تستخدم قديمًا في الحروب والتجارة، والحياة المنزلية، وتقول أم محمد إن ابن شقيقها يساعدها في جلب القطع والأدوات الأثرية والتراثية إلى الكوخ، وتضيف بأنها تستطيع تصليح الأدوات ووضعها بشكل منظم داخله.
هنا تهرب أم محمد من أعباء الحياة وتعود إلى ذكريات الطفولة، وتستقبل كثيرا من الضيوف المحبين للجلوس في الكوخ الطيني، وتتمنى أم محمد المحافظة على هذا المكان وتوريثه لأبنائها والأجيال الشابة، كي يبقى جزءا من تراث فلسطين وشاهدا على حقب زمنية قديمة.