لقاء جنيف: بين آمال السودانيين ومخاوف الفشل بقلم أحمد آدم

موقع مصرنا الإخباري:

لقاء جنيف: بين آمال السودانيين ومخاوف الفشل

 

في ظل الأوضاع المضطربة في السودان، جاءت دعوة وزير الخارجية الأمريكي لقيادة كل من القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع لعقد محادثات في جنيف منتصف الشهر الجاري كمحاولة جديدة لإنهاء النزاع الدامي. وعلى الرغم من ارتفاع مؤشر الأمل لدى السودانيين بتحقيق انفراجة، إلا أن هناك العديد من المخاوف والتحديات التي تثير القلق حول نجاح هذه المفاوضات.

يسيطر القلق والخوف من الفشل على السودانيين، نتيجة لتجاربهم السابقة مع مفاوضات مشابهة لم تفضِ إلى نتائج ملموسة. إنَّ الدعوة الأمريكية لعقد المحادثات في جنيف قد تعزز تعدد المنابر التفاوضية، مما يضر بالقضية السودانية ويشتت الجهود المبذولة لإحلال السلام. هناك قلق من إلغاء دور منبر جدة، الذي بادر ببحث وقف القتال ونجح في انتزاع موافقة الأطراف على عدد من الهدن، وإن لم تُحقق تلك الهدن على أرض الواقع.

تعيين السعودية كوسيط مشارك بدلاً من وسيط أصيل في محادثات جنيف قد يؤثر على مستوى التنسيق المطلوب لضمان نجاح المفاوضات. إشراك مصر والإمارات في المحادثات بصفة مراقبين قد لا يكون كافياً، نظراً لأهمية دورهما وعلاقتهما الوطيدة بما يجري في السودان.

المحادثات السابقة في جدة افتقدت إلى آلية مراقبة وتحقق قوية لضمان تنفيذ الاتفاقات، مما يجعل الحاجة ماسة لتوفير آلية فعالة في محادثات جنيف. طلب قائد القوات المسلحة السودانية إجراء لقاءات تشاورية مع الولايات المتحدة قبل لقاء جنيف يشير إلى تحفظات على كيفية تنظيم اللقاء وأجندته، ما يعكس نقصاً في التشاور الفعلي.

محاولات المبعوث الأمريكي زيارة بورتسودان تشير إلى أن التشاور مع الأطراف لم يكن كافياً وأن التواصل تم عبر اتصالات هاتفية فقط، مما يتطلب لقاءات مباشرة لتحقيق التشاور الفعلي. رفض الجانب السوداني للاجتماع في مطار بورتسودان لدواع أمنية مبرر ويعكس مخاوف حقيقية بشأن الأوضاع الأمنية هناك.

يتطلع السودانيون إلى نجاح المفاوضات لتحقيق وقف إطلاق النار وتمكين وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المحاصرين. يجب النظر إلى لقاء جنيف كامتداد لمنبر جدة وعدم إلغائه، مع الاستمرار في دور السعودية كوسيط أصيل. ضرورة مشاركة مصر والإمارات في المحادثات نظراً لأهمية دورهما وعلاقتهما الوطيدة بالأطراف المتنازعة في السودان.

يجب التأكيد على أهمية وضع آلية مراقبة وتحقق قوية لضمان تنفيذ أي اتفاق يتم التوصل إليه في جنيف، وضرورة إجراء لقاءات تشاورية مع الولايات المتحدة قبل لقاء جنيف لبحث الصيغة والأجندة لضمان نجاح المفاوضات وتحقيق السلام في السودان.

 

أحمد آدم

 

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى