أكد النائب عن “حزب الله” في البرلمان اللبناني، حسن فضل الله، أنه “على أبواب وصول الباخرة الإيرانية الأولى المحملة بالوقود (إلى لبنان)، بدأت تتكسر أبواب الحصار الأمريكي”.
وفي تصريح له، قال حسن فضل الله: “بينما يستعد اللبنانيون لاستقبال المازوت الإيراني، وعلى أبواب وصول الباخرة الأولى، بدأت تتكسر أبواب الحصار الأمريكي، وتنفتح خيارات أمام لبنان للتخفيف من وطأة أزمته، بعد اضطرار الإدارة الأمريكية إلى التراجع عن تهديداتها وضغوطاتها القصوى أمام إرادة مقاومة لبنانية صلبة، لا تؤخذ بلغة التهديد، ولا تخضع للضغوط”، لافتا إلى أن “تلك الإدارة حاولت استخدام الحصار لفرض إرادتها على اللبنانيين، قبل أن تكتشف الارتدادات السلبية والعكسية لسياساتها الفاشلة، واصطدامها بوقائع لبنانية لم تكن بحسبانها، لتكون أمام هزيمة سياسية جديدة فرضتها معادلة الباخرة هي أرض لبنانية”.
وأشار فضل الله إلى أن “حمولة هذه الباخرة ستكون طلقة دقيقة تكسر الحصار المالي والاقتصادي والسياسي المفروض على شعبنا، خصوصا أنها ستصل إلى مستحقيها بآلية شفافة معلنة لا مكان فيها للمحتكرين والمهربين وسماسرة السياسة وجمعيات الاستثمار الأميركي، المتاجرين بآلام الناس”، لافتا إلى أن “الفوائد التي حملتها الباخرة الأولى لم تقتصر على المازوت فحسب، فجردة سريعة تبين أنها حملت معها أيضا إسقاطا أميركيا للفيتو المفروض على التواصل الرسمي اللبناني مع سوريا، كجزء من مندرجات الإقرار الأمريكي بالتراجع عن منع استجرار الكهرباء والغاز عن طريق سوريا، فأعيد هذا التواصل بعد طول تمنع، وهو الفيتو الذي طالما طالبنا بتحديه، لأن الخضوع له يتسبب بأضرار بالغة لاقتصاد لبنان ومصالحه الوطنية، وبالمقابل روّجت له جهات لبنانية هي نفسها التي تروج اليوم لمتغيرات الموقف الأمريكي”.
وأكمل النائب في البرلمان اللبناني قائلا: “كما حملت الباخرة معها مسارعة وفد الكونغرس إلى بيروت لحجز موقف على عتبة وصول طلائع قافلة البواخر، في محاولة بائسة للتعويض عن الخيبة الأمريكية، وكذلك مسارعة الأمم المتحدة إلى تخصيص مبلغ عشرة ملايين دولار لتزويد المستشفيات ومصالح المياه بالمشتقات النفطية، وأيضا التراجع المؤقت في لبنان عن قرار رفع الدعم الكامل عن المحروقات، الذي قرره المصرف المركزي، وغيرها من النتائج الاقتصادية والسياسية التي تظهر تباعا، لتحقق الباخرة مزيدا من الأهداف لمصلحة اللبنانيين جميعا”.
وأضاف: “إن مبادرة “حزب الله” الإنسانية هي واحدة من أوراق القوة الكثيرة التي تمتلكها المقاومة للدفاع عن حقوق اللبنانيين بالحياة الكريمة، وقد شكلت مفاجأة غير متوقعة ومربكة للإدارة الأميركية وممثليها في لبنان، وكشفت عن خواء التهويل بالعقوبات الذي لا ينفع مع مقاومة مصممة على منع إسقاط شعبها، وهو تهويل تنخرط فيه أصوات لبنانية اعتادت تقديم أوراق اعتماد بالية “للسفارة”، فلا تكترث لمعاناة الشعب الذي أيد بغالبيته تلك المبادرة، لأنه تواق للخروج من الاصطفافات الطائفية والسياسية إلى رحاب المعالجات الوطنية، وتلك الأصوات لم تتعلم بعد من دروس خيانات أميركا لجماعاتها، كما حصل مؤخرا في أفغانستان”، مؤكدا أن “لبنان أمام فرصة حقيقية لاستثمار عناصر القوة التي يمتلكها، والاستفادة من موقف المقاومة لفرض الخروج من حالة الانهيار، وكسر الحصار، والحصول على المساعدات، وهو ما يتطلب من جميع الحريصين على بلدهم عدم تضييع هذه الفرصة، وملاقاة ما تنجزه المقاومة بخطوات داخلية لإخراج لبنان من ازمته، ومفتاحها تشكيل الحكومة العالق في أقفال الحسابات الضيقة، وأوهام المكاسب السياسية، وتفكيكها يحتاج إلى صدق النوايا، والارتقاء بالحس الوطني حيال مخاطر ما وصل إليه لبنان، والخروج من أي اعتبارات مهما علا شأنها، لأنها لا تستوي في أي حال من الأحوال مع واقع الحال الذي يعيشه اللبنانيون”.
المصدر: “الجديد”