تعمل الدولة كل ما فى وسعها حفاظًا على صحة المواطنين لعدم إصابتهم بفيروس كورونا المنتشر فى جميع أنحاء العالم، فنلاحظ انتشار التوعية المستمرة عبر وسائل الإعلام المختلفة سواء فى الصحف أو التليفزيون، بارتداء الكمامة والحفاظ على نظافة اليد وتطبيق التباعد الاجتماعى.
كما تشدد الدولة على الالتزام بتطبيق الإجراءات الاحترازية خلال التوعية المستمرة للتحفيز على أخذ لقاح فيروس كورونا، وتؤكد أنه ليس معنى أن الشخص قد تم تطعيمه أن يتخلى عن تلك الإجراءات الوقائية التى تحميه من الإصابة، لأن اللقاح بطبيعة الحال ليس علاجًا لكنه يقلل من الأعراض التى تظهر على الإنسان حال إصابته بفيروس كورونا المستجد.
لكن هل يلتزم المواطنون بهذه التعليمات؟ فخلال سيرك فى الشارع ستجد معظم الناس تخلوا عن ارتداء الكمامة وكأن العالم تخلص من هذا الفيروس اللعين، ورغم التشديد والرقابة على عدم ركوب وسائل النقل العام أو دخول أى مؤسسة إلا بارتداء الكمامة، فإن الناس يستخدمونها وكأنها كارنيه أو تصريح للدخول فقط، فيقومون بارتداء الكمامة لعبور بوابات الدخول للمصالح أو الشركات أو ركوب المواصلات، لكن بمجرد دخولهم تتزحزح الكمامة إلى أسفل الذقن، أو يتم وضعها في جيوبهم.
لماذا لا يفكر هؤلاء الأشخاص أنهم بتصرفاتهم هذه قد يؤذون الآخرين؟ فبهذه الطريقة لا يستبعد إصابتهم بالفيروس لا قدر الله، ليتم انتقاله إلى الأبناء أو الأب أو الأم أو الأشقاء أو حتى الأصدقاء، بمجرد التعامل معهم، وقد يكون منهم صاحب مناعة ضعيفة لا يتحمل الإصابة فتودى بحياته.
الفيروس ما زال ينتشر في جميع دول العالم، ويجب أن نأخذ دولة الهند عبرة أمام أعيننا، فقد أدى عدم اهتمامهم بالإجراءات الاحترازية بالشكل الأمثل إلى إصابة آلاف البشر يوميًا إلى جانب زيادة عدد الوفيات، ولم يتوقف الأمر عند ذلك فقط، بل ظهرت سلالة جديدة تسمى “دلتا”، وهي تثير الذعر والقلق في بعض الدول الأوروبية إزاء هذا المتغير في الوقت الذي تستعد فيه للعودة إلى الحياة الطبيعية وفتح الحدود وعودة السياح من جديد.
ويجب على الناس أن يكونوا رقباء على أنفسهم والتفكير في الآخرين ودفع الأذى عن الناس، فأنت لا تملك الآن حرية عدم تطبيق كل القواعد المطلوبة لعدم انتشار الفيروس، فاليوم نحن مجبرون على ذلك خوفًا على أنفسنا وعلى من نحبهم أو حتى من لا نحبهم، نعرفهم أو لا نعرفهم، فكما يؤجر الإنسان من الله عز وجل على الفرائض والطاعات، فإنه كذلك يؤجر على كف الأذى وصرف الشر عن الناس.
بقلم
أحمد منصور