قالت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- إنها قصفت اليوم الثلاثاء تل أبيب وضواحيها بصاروخين من طراز “إم 90″، وذلك “ردا على المجازر الصهيونية والتهجير المتعمّد بحق شعبنا”.
وأكد مصدر قيادي في كتائب القسام -للجزيرة- أن صاروخين انطلقا من منطقة توجد فيها آليات جيش الاحتلال.
من جهتها، أفادت القناة الـ13 الإسرائيلية بسماع أصوات انفجارات في تل أبيب وبأن التقديرات تشير إلى احتمال إطلاق صاروخين من غزة.
بدوره، قال الجيش الإسرائيلي إن قذيفة أطلقت من جنوب قطاع غزة سقطت بالبحر قبالة سواحل تل أبيب وأخرى لم تتجاوز حدود إسرائيل.
وعلقت إذاعة الجيش الإسرائيلي بالقول إن عملية إطلاق الصواريخ من قطاع غزة باتجاه تل أبيب هي الأولى منذ مايو/أيار الماضي.
وأضافت أن القذائف أطلقت من منطقة بني سهيلا في خان يونس على بُعد 1.5 كيلومتر من تمركز الفرقة 98.
وارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي فجر السبت الماضي مذبحة داخل مدرسة التابعين التي تؤوي نازيحن بمدينة غزة راح ضحيتها أكثر من 100 شهيد وأوقعت عشرات الإصابات.
وأقرّ الجيش الإسرائيلي بقصفه المدرسة، زاعما أن عناصر حماس استخدموا المدرسة مقر قيادة “للاختباء والترويج لاعتداءات إرهابية مختلفة ضد قوات جيش الدفاع وإسرائيل”.
وبدعم أميركي، تشن إسرائيل منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023 حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 131 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة.
وفي استهانة بالمجتمع الدولي، تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.
رسائل مهمة
وعن دلالة إطلاق هذه الصواريخ على تل بيب اليوم قال الباحث والمحلل السياسي أسامة خالد -في تصريحات للجزيرة نت- إن ذلك يحمل عدة دلالات سياسية وعسكرية، ومنها ما يتعلق بسير المعركة أو يبعث رسائل قبيل انعقاد مفاوضات وقف إطلاق النار الخميس القادم، وذلك على النحو التالي:
أولا– من الناحية السياسية، أن الإطلاق جاء بعد 312 يوما على اندلاع الحرب في قطاع غزة، وأبقى المقاومة ضمن مربع المبادرة ومحاولة التأثير على الجبهة الداخلية للكيان الإسرائيلي، وتشكيل ضغط على المستويين السياسي والأمني الإسرائيلي.
ثانيا- وفي ما يتعلق بالدلالة العسكرية، فإن المقاومة أرادت القول إن لديها مخزونا إستراتيجيا من الصواريخ والنيران بعيدة المدى التي تحتفظ بها لمواصلة المواجهة والحرب، مع اغتنام الظروف العملياتية لاستخدامها بلا تردد ضمن عقيدة الدفاع التعرضي.
ثالثا– ومن ناحية ميدان المعركة، فإن المقاومة أرادت الحفاظ على ديمومة العمل العسكري ضمن سياق واضح ومعد مسبقا عبر خطط عملياتية لها علاقة بإدارة معركة النيران وتشغيلها، وما حدث غير مفاجئ في ظل حالة الإبداع العسكري التي تبديه المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، ونعتقد أنها تعتمد مبدأي “الاقتصاد في القوة” و”التأمين” في ظل إطالة أمد الحرب وتصاعد الضغط العسكري عليها وعلى حاضنتها الشعبية.
رابعا– أما ما يتعلق بالمفاوضات المرتقبة فإن المقاومة الفلسطينية ترسل رسالة مفادها أنها حاضرة وجزء أساسي من التأثير في المشهد، وأن تجاوز دورها في وضع حلول للأزمة الحاصلة هو ضرب من الخيال، وأن فعلها الميداني سيبقى مؤثرا رغم المحاولات المستمرة للقفز فوق مفاعيلها الميدانية التي أدهشت المتابعين والمراقبين.
المصدر: الجزيرة