كاتب إسرائيلي: نتنياهو اختار الحرب قبل أسابيع من 7 أكتوبر

موقع مصرنا الإخباري:

كاتب إسرائيلي: نتنياهو اختار الحرب قبل أسابيع من 7 أكتوبر

 

نشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مقال رأي للكاتب الإسرائيلي ألوف بن، كشف فيه عن أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، اختار الحرب قبل أسابيع فقط من كارثة 7 أكتوبر، حين تجاهل تحذيرات كبار قادة الدفاع والاستخبارات الإسرائيليين في يوليو 2023، بأن الحرب باتت وشيكة.

وقال ألوف بن في مقاله إن المؤرخ الإسرائيلي موتي جولاني، الذي قُتل بشكل مأساوي نهاية الأسبوع الماضي؛ بسبب سقوط شجرة عليه أثناء تنزهه في شمال إسرائيل، رفض قبول حروب إسرائيل باعتبارها مصيرًا لا مفر منه.

وأضاف أن جولاني أظهر في أبحاثه أن الصهيونية لم تكن مجرد ضحية بريئة للكراهية العربية، كما تُصوّرها الروايات الإسرائيلية السائدة، بل إن إسرائيل غالبًا ما اختارت الحروب والعمليات العسكرية ضد جيرانها، بدلًا من السعي إلى السلام والتسوية.

وأشار ألوف بن إلى أن جولاني، في كتابه المعنون “الحروب لا تحدث من تلقاء نفسها”، والذي نُشر في ذروة الانتفاضة الفلسطينية الثانية، وصف التاريخ الإسرائيلي بأنه “تفضيل لاستخدام القوة”.

وقال ألوف بن إن بنيامين نتنياهو، بعد 50 عامًا، واجه قرارًا مماثلًا. ففي يوليو 2023، عشية التصويت على مشروع القانون الرئيسي في انقلابه القضائي، لإلغاء “شرط المعقولية” – وهو تشريع يمنع المحكمة العليا من عرقلة قرارات الحكومة التي تراها غير منطقية – تلقى نتنياهو تحذيرًا من وزير الدفاع ورئيس الأركان ورئيس جهاز الأمن العام (الشاباك) ورئيس المخابرات العسكرية، بأن أعداء إسرائيل يرون في الخلاف الداخلي المتفاقم فرصة للهجوم.

ورفض نتنياهو مناقشة تحذيراتهم أو تأجيل قانون “الانقلاب القضائي”، وتجاهل تلك التحذيرات دون دراسة أو التفكير في كيفية منع حرب متعددة الجبهات. ويبدو أن رئيس الوزراء اعتقد أن رؤساء المؤسسة الأمنية يدعمون المتظاهرين المناهضين للحكومة، وبالتالي فإن تحذيراتهم كانت سياسية الدوافع وعديمة الأساس.

وأضاف ألوف بن أنه إذا تم تشكيل لجنة تحقيق وطنية في إخفاقات 7 أكتوبر، فمن المرجح أن يدعي نتنياهو أن شكوكه كانت مبررة، إذ تم إقرار مشروع قانون “المعقولية”، وعادت أجهزة الأمن والجيش إلى العمل كالمعتاد، إلى أن فاجأتهم حماس بالهجوم. فلم يتم إعلان حالة الطوارئ، ولم تُلغَ الإجازات، ولم تُعزز الدفاعات على طول حدود غزة.

بحسب المقال، فإن المسؤولية الثقيلة التي يتحملها وزير الدفاع آنذاك يوآف جالانت، ورئيس الأركان هيرتسل هاليفي، ورئيس الاستخبارات العسكرية أهارون هاليفا، ورئيس الشاباك رونين بار، لا تُعفي نتنياهو من المسؤولية.

وخلص ألوف بن إلى أن نتنياهو، بصفته رئيس الحكومة، هو المسؤول الأول، مرجعًا ذلك لأن الخيار كان بيده، وفضّل المضي قدمًا في الانقلاب القضائي رغم خطر الحرب، وضاعف من هذه المغامرة عندما أعلن في الجمعية العامة للأمم المتحدة، قبل أسبوعين فقط من الكارثة، أن الفلسطينيين “لا يهمون”.

وبروح تفكير موتي جولاني، يقول ألوف بن إن نتنياهو اختار الذهاب إلى الحرب في يوليو 2023 عندما تجاهل تحذيرات قياداته الدفاعية، تمامًا كما فعلت جولدا مائير قبله.

وأشار بن إلى مقال لجولاني بعنوان “الحروب لا تندلع من تلقاء نفسها”، كتب فيه المؤرخ الإسرائيلي أنه بعد صدمة حرب 1973، غيّر المجتمع الإسرائيلي مساره وحاول التخلص من “ثقافة القوة”.

وختم ألوف بن مقاله، موضحًا أن جولاني لم يعش ليكتب تاريخ حرب 7 أكتوبر، عندما أدمنت إسرائيل من جديد على الهجوم كعلاج لكل أزمة، ومارست قوة عسكرية غير مسبوقة.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى