أدانت قيادات وأعضاء في البرلمان بغرفتيه (مجلس النواب ومجلس الشيوخ) التصعيد الحالي في قطاع غزة، والممارسات غير الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني، وخطورة وتداعيات ذلك على أمن واستقرار المنطقة بأسرها، مؤكدين أن مصر بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية، وأن الأمن القومي المصري خط أحمر، وأن الأيام تثبت يوما بعد يوم أن الرئيس السيسي هو الأقدر على قيادة الدولة خاصة في هذه المرحلة التي تموج بتغيرات شديدة تسعى خلالها قوى الشر لمحاربة مصر. وقالت النائبة فيبي فوزي وكيل مجلس الشيوخ – في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن ما يجري على أرض غزة من عدوان وحشي لا يكاد يكون له نظير في تاريخ الحروب الحديثة، إذ يمارس جيش ذو آلة حربية وترسانة مدججة بأحدث الأسلحة وأكثرها بشاعة، عدوانه على شعب أعزل. وأشادت فيبي فوزي بتأكيد الرئيس عبد الفتاح السيسي على ضرورة الانصياع للحق والاستماع لصوت العقل، وإشارته الدائمة إلى الحل العادل والشامل للقضية الفلسطينية باعتباره المسار الأوحد لمواجهة العنف في المنطقة وإقرار السلام والاستقرار، إلى جانب حرصه على التشديد على أمن مصر القومي باعتباره خطا أحمر لا يجوز السماح أو التهاون بشأنه، وهو الأمر الذي أوضحه الرئيس السيسي في أكثر من مناسبة. وأضافت أننا “نؤمن تماما بالحق الفلسطيني وبعدالة القضية ونبذل عن طيب خاطر الغالي والنفيس انتصارا للأشقاء في فلسطين، وإننا في الوقت نفسه نقف صفا واحدا خلف قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي في حتمية الدفاع عن كل ذرة من تراب الوطن وعدم المساس بأمن مصر”. وشددت فيبي فوزي على فساد الطرح الإسرائيلي بإيجاد وطن بديل للأشقاء الفلسطينيين في سيناء، بعد طردهم من أراضيهم، معتبرة أن هذا الطرح كان أحد أهم الأسباب التي ثار الشعب من أجلها في وجه جماعة الإخوان الإرهابية الخائنة. وأوضحت وكيل مجلس الشيوخ أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس وكافة فصائل المقاومة تعارض بشدة هذا الطرح الفاسد الذي يعيد إنتاج النكبة الفلسطينية، ويخلق ملايين اللاجئين كما يهدي أرض فلسطين المقدسة هبة مجانية. وأشارت إلى أن “طوفان الأقصى” الذي تفجر في وجه إسرائيل نجم عن عشرات السنوات من تدنيس المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واستباحة ما يعده الشعب العربي والشعوب الإسلامية واحدا من أقدس الأماكن، وأن الحكومة الإسرائيلية الحالية أساءت إلى نفسها وإلى العرب والمسلمين بما اجترأت عليه من انتهاكات مستمرة وممنهجة للأقصى. وناشدت فيبي فوزي العالم الحر أن يعي جيدا أبعاد القضية الفلسطينية وأن يدرك أن المقاومة الفلسطينية المشروعة هي أبعد ما يكون عن تصنيف الإرهاب، مناشدة أيضا الأصوات المسوعة في الإعلام الدولي أن تتقصى حقيقة معاناة الشعب الفلسطيني وأن تنقل الصورة بعدل وحيادية وألا تنصاع وراء الدعاية التي تحول الضحية إلى جان وتحاول أن تصنع من التاريخ الإسرائيلي في الظلم والعدوان والانتهاك تاريخا من المظلومية. من جانبه، حذر الدكتور خالد قنديل عضو مجلس الشيوخ نائب رئيس حزب الوفد من اتساع دائرة العنف والقتال لتشمل جبهات جديدة تهدد المنطقة بأسرها، موضحا أن ريئس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي ذاق بالفعل الهزيمة المريرة في مواجهة غزة المحاصرة وغير المجهزة. وأكد عضو مجلس الشيوخ أن هذا المنعطف الحالي لا يبشر بالخير على الإطلاق بالنسبة لواشنطن، المتورطة في مخاض دوامة سياسية في مستنقع الوضع الأوكراني المعقد، والتورط في حريق متصاعد مع الصين، مشددا على أنه لا ينبغي لمصالحهم الاستراتيجية أو حساباتهم الجيوسياسية الشروع في جبهة جديدة، متشابكة في بوتقة صراع طويل الأمد لا يمكن التنبؤ به داخل منطقة مليئة بحقول الألغام، حيث مصالح ونفوذ دولا عديدة وتحالفات متنوعة وقوى مختلفة بالإضافة إلي الفصائل المسلحة في فلسطين. وتساءل قنديل: رغم كل ما سبق، هل ستعطي واشنطن الضوء الأخضر لعملية تنطوي على احتمال تصعيد واسع النطاق؟ أم سيمارسون ضغطا ملموسا على نتنياهو قبل إشعال حريق لا تزال خاتمته لغزا؟ هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة. كما أكد النائب طارق رضوان رئيس لجنة حقوق الإنسان بمجلس النواب –في تصريح خاص لـ أ ش أ- أن الموقف المصري تجاه القضية الفلسطينية ثابت، وأن مصر كانت حاضرة بقوة منذ اندلاع الأزمة، معتبرا أن الأزمة جاءت نتاج استفزازات متواصلة من جيش الاحتلال الإسرائيلي. وشدد رضوان على أن الأمن القومي المصري “خط أحمر”، وأن القيادة المصرية والجيش المصري مدركين تماما لكافة التحديات، والجيش على قدر كاف من إحكام السيطرة على الحدود والعمق في سيناء وتأمينها. وأشاد رضوان بالجهود التي تبذلها مصر حاليا لتوصيل المساعدات ومواد الإغاثة بكافة أشكالها، لافتا في الوقت نفسه إلى أهمية عرض القضية الفلسطينية بصورتها الكاملة على البرلمان الأوروبي والاتحاد البرلماني الدولي والكونجرس الأمريكي، ومحاولة محو ازدواجية المعايير في التعامل مع هذه القضية. وقال أحمد العوضي رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس النواب إن القضية الفلسطينية هي محور الصراع في منطقة الشرق الأوسط، وإن مصر تبذل جهودا كبيرة لحل هذه القضية. وأضاف العوضي أن محاولات دفع الفلسطينيين للنزوح إلى سيناء يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وأن القياة السياسية تحافظ على الأمن القومي المصري ولن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية على حساب أطراف ودول أخرى وأن الأمن القومي المصري خط أحمر. من جانبه، قال الدكتور محمد عطية الفيومي رئيس لجنة الإسكان والمرافق بمجلس النواب – في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط – إن ما يحدث في غزة “جريمة إبادة مكتملة الأركان ضد البشرية”، وإن تشجيع الغرب لمثل هذه الممارسات الإسرائيلية من قتل وذبح وهدم على نطاق واسع يأتي في إطار المعايير المزدوجة المرفوضة. وأضاف الفيومي أن موقف الرئيس عبد الفتاح السيسي منذ بداية الأزمة هو موقف رجل حريص على بلده ووطنه وعلى الأمن القومي، وأن الأيام تثبت يوما بعد يوم أنه الأقدر على قيادة الدولة خاصة في هذه المرحلة التي تموج بتغيرات شديدة تسعى خلالها قوى الشر لمحاربة مصر، وأن الرئيس السيسي هو الأقدر على محاربة ومواجهة هذه القوى. وشدد الفيومي على ضرورة الوقوف جميعا مع الرئيس السيسي لحماية الأمن القومي المصري، وفي مواجهة خطة إسرائيلية قديمة بتهجير الفلسطينيين إلى سيناء وهي خطة مرفوضة تماما وغير مقبولة، داعيا إلى تكاتف كل قوى الشعب لإجهاض هذه المحاولات والمخططات التي تستهدف سلامة الأراضي المصرية. بدوره، أدان النائب فؤاد أباظة رئيس لجنة الشئون العربية بمجلس النواب التصعيد الخطير في قطاع غزة، مشيرا إلى تحذير مصر من المخاطر الوخيمة للتصعيد الجاري، وأهمية ممارسة أقصى درجات ضبط النفس. ولفت أباظة إلى دور مصر المحوري من خلال الاتصالات المكثفة على كافة المستويات لتجنيب المنطقة المزيد من التوتر والتصعيد وعدم الاستقرار، مشددا على أن أمن مصر القومي خط أحمر. واستنكر النائب عادل عبد الفضيل رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، محذرا في الوقت نفسه من اتساع دوامة العنف في المنطقة. ونوه رئيس لجنة القوى العاملة في مجلس النواب بالرسائل التي أرسلها الرئيس عبد الفتاح السيسي وأكد خلالها أنه لا تهاون أو تفريط في أمن مصر القومي تحت أي ظرف، وأن “أمن مصر القومي مسؤوليته الأولى”. وأشار النائب علاء عابد رئيس لجنة النقل والمواصلات بمجلس النواب نائب رئيس البرلمان العربي، إلى أن موقف الدوة المصرية ثابت وداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، منوها بتوجيهات الرئيس السيسي بإرسال قوافل مساعدات غذائية وطبية وعلاجية لقطاع غزة. وأكد عابد أن إعداد التحالف الوطني للعمل الأهلي ومؤسسة حياة كريمة قوافل مساعدات، وتخصيص حسابات في البنوك المصرية لجمع التبرعات لتقديم كل أوجه الدعم الممكنة للوقوف بجانبه تعكس الموقف المصري الشعبي والرسمي الثابت الداعم للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.
المصدر بوابة الأهرام