موقع مصرنا الإخباري:
اجتمع زعماء ومسؤولون رفيعو المستوى من مختلف البلدان في مصر لحضور قمة القاهرة للسلام يوم السبت بهدف معلن هو تهدئة الصراع الحالي بين إسرائيل والفلسطينيين ومنع امتداده المحتمل إلى منطقة غرب آسيا.
وكان من بين الحضور ممثلون عن الأردن وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والمملكة المتحدة والولايات المتحدة وقطر وجنوب أفريقيا، بالإضافة إلى مسؤولين من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي.
وعلى رأس جدول أعمال القمة وضع خطة لمعالجة الأزمة الإنسانية في غزة وإحياء مفاوضات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
القادة العرب يدينون الجرائم الإسرائيلية ضد سكان غزة
أدان العاهل الأردني الملك عبد الله حملة القصف الإسرائيلية على غزة ووصفها بأنها “جريمة حرب” ودعا إلى محاسبة المسؤولين عنها.
“حياة جميع المدنيين مهمة. إن حملة القصف المتواصلة الجارية في غزة، في الوقت الذي نتحدث فيه، قاسية وغير معقولة على كافة المستويات. إنه عقاب جماعي للشعب المحاصر والعاجز. وهو انتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي. إنها جريمة حرب. وفي أي مكان آخر، فإن مهاجمة البنية التحتية المدنية والتجويع المتعمد لجميع السكان من الغذاء والماء والكهرباء والضروريات الأساسية سيكون أمرًا مُدانًا. وأكد الملك أن المحاسبة ستطبق ولكن ليس في غزة.
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الذي تعرض لضغوط من إسرائيل والولايات المتحدة لقبول سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة كلاجئين، عارض علنًا مثل هذه الخطط.
وأعرب يوم الأربعاء عن موقفه الثابت ضد أي نقل قسري للفلسطينيين إلى سيناء، مؤكدا أن الشعب المصري سيعارض بشدة مثل هذا الإجراء. وحذر كذلك من أن مثل هذه الخطوة من شأنها أن تحول شبه جزيرة سيناء إلى منصة انطلاق لهجمات ضد إسرائيل.
كما دعا السيسي الزعماء العرب إلى وضع “خارطة طريق” لإنهاء “الكارثة الإنسانية” في قطاع غزة المحاصر. كما أعرب عن أمله في أن يتمكن العرب من المساعدة في تسهيل محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين. وشدد على أن حل الدولتين سيكون في نهاية المطاف الحل لإنهاء الأعمال العدائية بين إسرائيل وفلسطين.
كما شارك في القمة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وطالب بإنشاء ممرات إنسانية، مؤكدا أن الفلسطينيين لن يتركوا منازلهم. وأضاف: “سنبقى على أرضنا”.
ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، الذي حضر القمة أيضًا، إلى وقف عاجل لإطلاق النار، مسلطًا الضوء على ثلاث خطوات حاسمة لتخفيف الأزمة. وتشمل الخطوات توفير مساعدات إنسانية فورية وغير مقيدة للمدنيين المحاصرين في غزة، والإفراج غير المشروط عن جميع الرهائن في غزة، واتخاذ تدابير فورية ومخصصة لمنع تصاعد العنف، والذي وفقا لغوتيريش آخذ في الارتفاع.
القمة خيم عليها غياب معظم الممثلين المعنيين
وأثارت القمة مخاوف بسبب غياب ممثلين عن إسرائيل وحماس، فضلا عن كبار المسؤولين الأمريكيين. كما لم يشارك في القمة أي ممثل عن سوريا ولبنان، اللتين تتقاسمان الحدود مع الأراضي المحتلة، وإيران التي تعتبر أحد اللاعبين الأساسيين في المنطقة.
وهو ما يطرح تساؤلات حول مدى فعالية القمة في تحقيق نتائج ملموسة دون إشراك الأطراف المتصارعة. ويرى البعض أن القمة محاولة من جانب الدول العربية لمعالجة الانتقادات في الداخل، خاصة فيما يتعلق باتهامات التقاعس عن الرد على الجرائم الإسرائيلية. وشهدت عدة دول عربية احتجاجات حاشدة دعما لفلسطين في الأيام الأخيرة، بما في ذلك مصر والأردن.
بدأ الصراع المستمر بين إسرائيل والفلسطينيين في 7 أكتوبر/تشرين الأول عندما نفذت حركة المقاومة حماس هجوماً مفاجئاً على الأراضي المحتلة عن طريق البر والبحر والجو. ويبلغ عدد الضحايا الإسرائيليين أكثر من 1400، مع أسر حوالي 200.
لقد ردت إسرائيل على العملية الفلسطينية المعروفة باسم عاصفة الأقصى بما اعتبره الكثيرون رد فعل غير متناسب. وهناك مخاوف من أن تصرفات إسرائيل في غزة تشير إلى الرغبة في ارتكاب إبادة جماعية واسعة النطاق، حيث استهدف النظام عمدا المدارس والمستشفيات والكنائس والمساجد وغيرها من المواقع المدنية. وتفاخرت إسرائيل علنًا بأفعالها على وسائل التواصل الاجتماعي، وأطلقت حملة دعائية ضخمة ضد الفلسطينيين إلى جانب قصفها المستمر لغزة. لقد تم وضع قطاع غزة تحت “حصار كامل”، حيث تنشر إسرائيل معلومات مضللة عن الفلسطينيين وتقلل من أهمية جرائمها. ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل تتمتع بدعم منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الغربية.
بعض التقارير والفيديوهات التي تم التقاطها وتُظهر الضربات الإسرائيلية أن النظام يستخدم أيضًا قنابل الفسفور الأبيض ضد غزة، ويرتكب جريمة حرب أخرى ضد الفلسطينيين الفقراء في المنطقة التي تم تصنيفها على أنها أكبر “سجن في الهواء الطلق” في العالم خلال السنوات الـ 17 الماضية. وقد أدت الهجمات الإسرائيلية حتى الآن إلى مقتل ما يقرب من 4500 فلسطيني وإصابة آلاف آخرين. وحتى الآن، تم تهجير مئات الآلاف، حيث طُلب من أكثر من 1.3 مليون شخص في شمال غزة إخلاء منازلهم. وحتى أولئك الذين يغادرون منازلهم ليسوا في مأمن من استهداف الطائرات المقاتلة الإسرائيلية. وبما أن أكثر من نصف سكان غزة هم من الأطفال، فإن الضحايا الفلسطينيين حتى الآن هم بشكل رئيسي من الأطفال والنساء أيضًا.
ويبدو أن النظام أيضاً يستعد لشن هجوم بري داخل غزة، وهو ما يخشى كثيرون أن يؤدي إلى إراقة دماء أكبر للمدنيين الذين يعيشون في واحدة من أكثر المناطق اكتظاظاً بالسكان في العالم.
قمة القاهرة
فلسطين
إسرائيل
غزة