أكدت تقارير إعلامية أمريكية متواترة تنامي حالة القلق في الولايات المتحدة الأمريكية من الوجود الصيني الآخذ في التوسع في الإمارات وما تحيكه أبوظبي من مؤامرات إقليمية لكسب النفوذ.
وبهذا الصدد نقلت كشفت شبكة “سي أن أن” الأميركية، أن عمليات البناء في مشروع تطوير سري داخل ميناء شحن صيني بالقرب من أبوظبي في الإمارات قد توقفت بعد ضغوط أميركية مكثفة.
وبحسب الشبكة فإن ذلك لم يمنع مسؤولين آخرين من التأكيد على أن المخاوف الأمنية الأميركية من الوجود الصيني المتزايد في الإمارات ما تزال كبيرة.
وكان مشروع الميناء محل تركيز سلسلة من الجهود الدبلوماسية في الأشهر الأخيرة، من قبل كبار المسؤولين الأميركيين والمشرعين البارزين في الكونغرس، حيث تم اعتباره خطراً يهدد إمكانية إتمام صفقة بيع مقاتلات أميركية متطورة وذخائر متطورة أخرى إلى الإمارات.
واستمر المسؤولون الأميركيون بمراقبة بناء المشروع على مدار عام على الأقل، بحسب ما أوردت “سي أن أن”، ويعتقد الخبراء الأميركيون أن المشروع هو منشأة عسكرية داخل ميناء خليفة التجاري، الذي يبعد قرابة 50 ميلاً (80.5 كم) عن العاصمة الإماراتية، حيث تمتلك الولايات المتحدة آلاف الجنود المتمركزين في قاعدة جوية إماراتية على بعد 20 ميلاً (32 كم) خارج أبوظبي.
وذكرت الشبكة أنه على الرغم من أن الصين والإمارات، صورتا مشروع الميناء على أنه تجاري بحت؛ فقد لاحظت المخابرات الأميركية أن السفن التي تدخل الميناء على أنها سفن تجارية، تشبه النوع الذي يستخدمه الجيش الصيني عادة لجمع معلومات استخباراتية.
وبحسب “سي أن أن” فإن المسؤولين الأميركيين لا يزالون منقسمين حول مدى معرفة الإمارات بنوايا الصين.
من جهتها أفادت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية بأن الاستخبارات الأمريكية علمت في الربيع الماضي بأن الصين تبني سرا موقعا عسكريا مزعوما في ميناء إماراتي قرب أبوظبي.
وذكرت الصحيفة أن أعمال البناء في الموقع الصيني الذي يقع داخل ميناء خليفة في أبو ظبي توقفت بعد ضغوط أميركية شملت لقاء مع ولي عهد الإمارة محمد بن زايد.
ونقلت الصحيفة الأمريكية عن أشخاص مطلعين على الموضوع قولهم إن تقارير استخباراتية رصدت قبل نحو عام أنشطة صينية مشبوهة في ميناء خليفة شمالي أبوظبي، حيث تشغل مجموعة “كوسكو” الصينية للشحن البحري محطة كبيرة للحاويات.
وذكرت مصادر الصحيفة أن التقارير الأولية كانت مبهمة، غير أن لقطات فضائية سرية جديدة تم تصويرها بواسطة قمر صناعي في الربيع الماضي دفع المسؤولين الأمريكيين إلى الاستنتاج بأن الصين تبني في الميناء موقعا عسكريا.
واستدعت هذه التقارير الاستخباراتية، حسب الصحيفة، بالغ قلق إدارة الرئيس جو بايدن التي كثفت جهودها الدبلوماسية في مسعى لإقناع الإماراتيين بأن الموقع يحمل طابعا عسكريا ولا بد من وضع حد لبنائه.
وقال مسؤولون للصحيفة إن الرئيس بايدن أعرب شخصيا مرتين لولي عهد أبوظبي محمد بن زايد عن قلقه إزاء تواجد الصين المتزايد في الإمارات، في مايو ثم في أغسطس.
ووفقا للمسؤولين، حذر بايدن محمد بن زايد في أحد الحوارين من أن الأنشطة الصينية قد تؤثر سلبا على الشراكة بين الولايات المتحدة والإمارات، ورد ولي عهد أبوظبي على ذلك بالقول إنه “سمع بوضوح” هذا التحذير.
وحسب التقرير، تم إلغاء أعمال بناء الموقع الصيني المزعوم بعد سلسلة زيارات ولقاءات مع مسؤولين أمريكيين.
وبحسب مسؤولين أميركيين؛ فإن الوجود الصيني الآخذ في التوسع في الإمارات، من شأنه أن يعرض للخطر صفقة بيع طائرات F-35، وطائرات إم كيو-9 ريبر المسيرة، وذخائر متطورة أخرى بقيمة 23
مليار دولار، تطمح الإمارات للحصول عليها من واشنطن.