موقع مصرنا الإخباري:
قرية مرجانة السياحية التي كانت مقصداً للسائحين العرب والأجانب إضافة لآلاف المصريين من السياحة الداخلية وكانت تدر دخلاً بالملايين، سواء من الحدائق أو الكافيهات والمطاعم أو المحال التجارية وعربات الحنطور والشاليهات وحمامات السباحة، طالتها يد الإهمال، وحولتها لأرض جرداء ومأوى للبوم والغربان وتجار ومتعاطي المخدرات واللصوص ومرعى للأغنام.
«بوابة أخبار اليوم» اقتربت من قرية مرجانة السياحية، للبحث عن أسباب هذه الخسارة الكبيرة التي بليت بها القرية، وفي البداية أشار محمد خليفة «صيدلي» وأحد سكان مدينة القناطر الخيرية إلى وجود سوء إدارة كبير في محافظة القليوبية على مدار ما يزيد عن 15 عاما تحولت فيها قرية مرجانة السياحية بالقناطر إلى خرابة وملجأً للصوص، بعد أن كانت معلمًا سياحيًا رئيسيًا لمحافظة القليوبية يقصده السائحون العرب والأجانب وأعداد كبيرة من المصريين يومياً ولا يعرف من صاحب قرار غلق قرية مرجانة وتحويلها إلى مكان تجمع للقمامة والكلاب الضالة، وتهالك الشاليهات والمحال التجارية وحمام السباحة وملاهي الأطفال واستمرار هذا الواقع المؤلم طيلة 15 عاما تولى خلالها ستة محافظين ولم يتخذ أحدهم قرارًا بإنقاذها.
تطوير حقيقي
ويضيف عبدالرحمن زكريا «طالب جامعي»: “نطالب بتطوير حقيقي على أرض الواقع لمنطقة مرجانة والتي تعاني حالة إهمال، شديد لما يزيد ن 15 عاماً” مشيراً إلى أن ما تم إعلانه منذ عامين، باستغلال القرية وحدائقها، وتطويرها لجذب السياحة، مجرد حبر على ورق، والواقع يشهد أن القرية مهجورة منذ عام 2005، بعد إقامة المستشار عدلي حسين المحافظ الأسبق للإقليم، دعوى لطرد المستأجرين، لتصبح المنطقة مهجورة، حيث تحولت إلى مرتع لتجارة المخدرات، والصفقات المشبوهة، واسطبلات الخيل، ومرعى للأغنام، ومقر لقطاع الطرق واللصوص.
إهمالها جريمة
ويتفق كرم محمود مدير الجمعية المصرية للتنمية البشرية والبيئية بالقناطر مع الآراء السابقة، مؤكداً أن قرية مرجانة بالقناطر الخيرية كانت في الماضي إحدى القلاع السياحية، لما لها من مميزات متعددة منها الإطلالة المباشرة على نهر النيل، إلى جانب تمتعها بالخضرة والطبيعة الخلابة والأشجار النادرة التي تحيط المكان من كل اتجاه، كما كان بها مجموعة كبيرة من النوادي وصالات الأفراح والمحال التجارية والشاليهات وكانت هذه القرية تسر الناظرين والسائحين وكان يعمل بها أكثر من ألفي عامل وتوفر فرص عمل دائمة للشباب، كما كان بها كثير من سائقي الحنطور وأصحاب الدراجات وأصحاب الملاهي وحدائق الزهور.
وأضاف منذ عشرون عاماً تقريباً أصبحت هذه القرية خاوية على عروشها اجدبت الأرض وماتت الأشجار وأصبحت مرتعاً خصباً لقطاع الطرق والخارجين على القانون وأصبحت مأوى لتجار المخدرات والمتعاطين ما أدى إلى القضاء على السياحة الداخلية والخارجية ووقف مصدر الرزق لأكثر من ألفي شخص وأسرهم، وتعاقب عليها عدة محافظين، ولم تر النور حتى الآن.
وتابع: “إننا نريد أن نطرح سؤالًا يحتاج إلى إجابة لمصلحة من تظل هذه القرية خرابة ومهملة ولا تجد من يسمع ولا يستجيب رغم ضياع ملايين الجنيهات على الدولة والمواطنين من تخريب قرية مرجانة ويضيف كرم هذا الوضع يشكل جريمة فى حق المجتمع وفى حق كل مواطن على أرض مركز ومدينة القناطر الخيرية نناشد الرئيس السيسى أن يتدخل لإنهاء تلك المأساة.
سوء إدارة لثروة قومية
ويشير سامي عبدالرازق وكيل إحدى مدارس محافظة القليوبية إلى أن قرية مرجانة السياحية تتراوح مساحتها ما بين 7:6 فدادين وتعتبر من أهم القرى السياحية وتستخدم في أعمال الاستثمار وتطل على النيل وعيون القناطر من جهة والكافيهات والكافتريات والكازينوهات من جهة أخرى.
يرجع تاريخ مرجانة إلى عهد محمد علي باشا والخديوي إسماعيل، فقد كانت عبارة عن أراضٍ تم استصلاحها للزراعة وزرع الخديوي إسماعيل العديد من نباتات الزينة بها، وفي عام 1963 قررت الحكومة تعميرها مرة أخرى وتحويلها إلى شاليهات القناطر؛ حيث أقامت 25 شاليها، وفي عام 1992 قررت الحكومة طرحها كمشروع استثماري يمكن تأجيره لأحد رجال الأعمال فاستأجرها رجل الأعمال «س.ح» وأنشأ قرية مرجانة وبنى الحي الشعبي وقاعات أفراح وذلك بعقد لمدة 25 سنة على أن ينتهي عام 2017، ولكن فسخ العقد معه قبل انتهاء المدة المحدد له بحوالي 7 سنوات فى عام 2010.
قبل ثورة يناير تحولت القرية من مكان سياحي واستثماري رائع إلى منطقة جرداء ومأوى للكلاب الضالة ومتعاطي المخدرات واللصوص ونتمنى تعميرها واستعادة شهرتها السياحية لأن في ذلك ايجابيات كثيرة أولها دعم موارد الدولة المالية وتشغيل آلاف من شباب المحافظة بقرية مرجانة والقضاء على السلبيات التى ظهرت بعد خراب المكان.
خطة تطوير
ويشير اللواء محمد سالم «رئيس مركز ومدينة القناطر الخيرية» إلى أن منطقة القناطر الخيرية دخلت خطة تطوير تشمل تطوير كل من منطقة جزيرة الشعير وقرية مرجانة وتشترك محافظة القليوبية ومجلس الوزراء ووزارة الإسكان في وضع تفاصيل مخطط التطوير وخلال أشهر قليلة ستبدأ الدولة على أرض الواقع خطة تطوير المنطقة.