قرارات وزير التعليم المصري: بين التضييق على اللاجئين وقبول الدعم الدولي
القرار الصادر عن وزير التعليم المصري بمنع الكيانات التعليمية الخاصة باللاجئين ومنع تدريس أي مناهج تعليمية غير المناهج المصرية على أرض مصر يستدعي انتقادًا لعدة أسباب:
أولاً، القرار يتناقض مع الالتزامات الإنسانية التي تتبناها مصر كعضو في المجتمع الدولي. اللاجئون هم من الفئات الأكثر ضعفًا في العالم، ويجب على أي دولة مضيفة أن تلتزم بتقديم الدعم اللازم لهم، بما في ذلك الحق في التعليم. التعليم حق أساسي معترف به دوليًا، ويشكل قرار منع اللاجئين من الوصول إلى التعليم المناسب عائقًا أمام تحقيق هذا الحق. من شأن هذا التضييق أن يعزز من الفجوات التعليمية والاجتماعية بين اللاجئين والمجتمع المصري، ويزيد من حالة التهميش التي يعيشها هؤلاء الأفراد.
ثانيًا، يتعارض القرار مع القيم الإنسانية الأساسية ويزيد من الضغط على اللاجئين الذين يعانون بالفعل من أوضاع معيشية صعبة. اتخاذ إجراءات مثل مطالبة المصريين بالتبليغ عن أي مدارس تخص اللاجئين يعزز من جو عدم الثقة والتمييز ضد هذه الفئة، مما يزيد من العزلة الاجتماعية ويضع اللاجئين في مواجهة مع المجتمع المضيف.
ثالثًا، التناقض بين التضييق على اللاجئين وقبول ملايين الدولارات من الدعم المالي الدولي يثير تساؤلات حول مدى استخدام تلك الأموال في تقديم الخدمات الإنسانية الموعودة، بما في ذلك التعليم. المجتمع الدولي يقدم دعمًا ماليًا كبيرًا لدول مثل مصر لتخفيف العبء الناتج عن استضافة اللاجئين، ولكن هذا القرار يطرح شكوكًا حول كيفية توجيه تلك الأموال.
بالتالي، يُعتبر هذا القرار خطوة تتناقض مع مبادئ الإنسانية وحقوق الإنسان، ويستدعي إعادة النظر فيه لتحقيق التوازن بين مصالح الدولة وواجباتها تجاه اللاجئين.
أحمد آدم