قافلة عالمية يقودها دبلوماسيون.. نداء تاريخي لكسر الحصار عن غزة
انضمت أكثر من 700 منظمة ومؤسسة إنسانية وحقوقية عالمية إلى نداء عالمي يُطالب الدول بالانضمام إلى قافلة إنسانية تقودها بعثات دبلوماسية رسمية، لمرافقة الشاحنات المتكدسة على معبر رفح والدخول بها إلى غزة، لكسر الحصار والمجاعة المفروضة من قبل الاحتلال الإسرائيلي.
ولم يدخل قطاع غزة منذ ما يزيد على شهرين (80 يومًا) أي طعام أو مياه شرب أو أدوية، بسبب الحصار الإسرائيلي الذي فرضه نتنياهو، على الرغم من اصطفاف آلاف الشاحنات لأسابيع على الحدود تنتظر الدخول.
المجاعة المصطنعة
وأصدر المجتمع المدني حول العالم، نداءً وصفوه بالعاجل والموحد، وطالبوا المجتمع الدولي بالتحرك بحزم وفورًا ومن واقع المسؤولية الأخلاقية والقانونية الكاملة، لوقف المجاعة المصطنعة في قطاع غزة.
ويعيش أكثر من مليوني فلسطيني بغزة في مجاعة حقيقية، منذ 2 مارس الماضي، بحسب البيان المنشور، مؤكدين أن التجويع المتعمد للسكان المدنيين يُعد أسلوبًا من أساليب الحرب الذي تستخدمه إسرائيل للضغط على حماس.
أطول حصار
وتشهد غزة حاليًا أطول حصار شامل بعدما منعت إسرائيل جميع الإمدادات الإنسانية والمساعدات المنقذة للحياة، ودمرت قبلها الأراضي الزراعية وحظرت الصيد في المياه وأغلقت المخابز والمطابخ المجتمعية بعدما نفد الطعام.
وأكد البيان أن الأطفال في غزة يذهبون إلى النوم جائعين، إذ لا يتلقى 92% من الأطفال دون سن الثانية والأمهات المرضعات التغذية الكافية، كما نفدت دماء المستشفيات، ولم يتبق للمصابين بالحروق والكسور سوى الماء لإنقاذهم.
خطر حقيقي
واستنفدت “الأونروا” وبرنامج الغذاء العالمي احتياطياتها، في الوقت الذي تتحرك فيه إسرائيل لتفكيك نظام توزيع المساعدات الحالي الذي تديره الأمم المتحدة، ما دفع القطاع إلى الدخول في مرحلة متقدمة من المجاعة.
ووفقًا لتصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل، يعاني جميع سكان غزة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، إذ يواجه نصف مليون شخص المجاعة، مشيرين إلى أن هناك خطرًا حقيقيًا حاليًا في أن تتحقق المجاعة، بل وتحدث الوفيات الناجمة عن الجوع بالفعل، متوقعين أن ترتفع بشكل حاد إذا استمرت تلك الظروف.
الوضع الكارثي
كل ذلك يجعل من الضروري، وفقًا لهم، أن يتم اتخاذ قرار فوري، خاصة أن الوضع الكارثي الحالي في القطاع يحدث، بينما تنتظر أكثر من 3000 شاحنة مساعدات و116 ألف طن متري من الغذاء دخول غزة، في ظل عرقلة إسرائيلية واضحة.
ويتم ذلك من قبل إسرائيل، في تحدٍّ صارخ للمبادئ الأساسية للقانون الدولي، التي أكدتها القرارات القانونية الملزمة، بما في ذلك التدابير المؤقتة الصادرة عن محكمة العدل الدولية في قضية جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وهي قرارات لا تزال تتجاهل وتتجاهل حتى بعد مرور أكثر من عام.
بعثات دبلوماسية
ودعا الموقعون على البيان إلى تنظيم وإرسال قافلة إنسانية دبلوماسية إلى غزة عبر معبر رفح على الفور، وحثوا الدول على الانضمام إلى القافلة الإنسانية بإرسال بعثات دبلوماسية رسمية، على أعلى مستوى ممكن، لمرافقة شاحنات المساعدات المتكدسة على معبر رفح ودخول غزة معها.
وطالبوا الدول برفض استخدام المساعدات كسلاح، ورفض آليات التوزيع الإسرائيلية المخطط لها، التي تُضفي طابعًا عسكريًا على جهود الإغاثة وتتجاوز وكالات الأمم المتحدة والجهات الفاعلة الإنسانية.
ودعوا المجتمع المدني العالمي، بما في ذلك المنظمات غير الحكومية، والنقابات العمالية، والجماعات الطلابية، والأحزاب السياسية، وشبكات التضامن، إلى التعبئة الفورية، للضغط على الحكومات لدعم القافلة وتوفير الدعم المادي والسياسي والعام.
أنهوا الحصار.. افتحوا المعابر
وتُمثل القافلة الإنسانية الدبلوماسية، من وجهة نظرهم، خطوةً تاريخيةً لكسر الحصار، وإنهاء المجاعة، وتأكيد رفض العالم لاستخدام الجوع كسلاح حرب، محذرين من أن التقاعس سيؤدي حتمًا إلى موت جماعي جوعًا، وتمكين المزيد من الانتهاكات الجسيمة، وتقويض النظام القانوني الدولي.
وفي السياق ذاته؛ حثوا وسائل الإعلام الدولية على مرافقة القافلة لتكون شهودًا على المجاعة وتوثيقها، وكشف الحصار الذي تفرضه إسرائيل على غزة ويتسبب في تجويعها، واختتموا البيان بجملة “دعوا غزة تحيا.. أنهوا المجاعة.. أنهوا الحصار.. افتحوا المعابر”.