في عيد ميلادها… المرأة المصرية ….كفاح منقطع النظير…

موقع مصرنا الإخباري:

في عيد المرأة المصري من كل عام، نستعيد الحديث عن نماذج “الستات الشقيانة”، التي تقهر الظروف الصعبة التي تمر بها، منهن من تعول أسرتها بعد وفاة زوجها أو مرضه، تصممن على تربية الأبناء تربية حسنة، وتعليمهم تعليم جامعي وحتى ما بعد الجامعي، حتى لو كان ذلك ثمنه من حياتها وتعبها وانتقالها من محافظة لأخرى، والعمل بمهن شاقة، إنها المرأة المصرية التي تثبت دائمًا أنها «ست بـ100 راجل»، وهي المرأة الحديدية القادرة على فعل المستحيل من أجل أسرتها وأبنائها.

وفي عيدها المصري، ترصد «الأخبار المسائي» بعض النماذج، في رسالة حب واحترام وتقدير لها للمرأة المصرية الشقيانة.

ملكة الفلافل بالسبتية

أم أمل، قررت أن تكون أقوى من الظروف، وقفت وقفة بـ100 راجل، أم لثلاثة بنات، وابنتها الكبرى أم عمر التي توفي زوجها من 10 سنوات تقريبًا، ومعها عمر ووليد، كما تساعد أم أمل في العمل، ابنتها الوسطى شيماء خريجة كلية الحقوق وتستكمل دراستها العليا حاليًا، وتعمل معها، وابنتها الصغرى مريم في الفرقة الثالثة كلية الإعلام، ومن أوائل دفعتها، بعد إصابة الأب بجلطة في المخ قررت التغلب على الظروف، والقيام بعمل أكلات شعبية بمنطقة السبتية، أصبحت معروفة بالمنطقة منذ 8 سنوات «بدء عملها».

 

«كان لازم ننزل ونشتغل أنا وبناتى عشان نقدر نعيش، بعد مرض زوجى بجلطة فى المخ، ووفاة زوج ابنتى الكبرى، وترك طفلين فى رقبتنا عمر ووليد، فى الصفين السادس والرابع الابتدائى، وتعليم بناتى، كان لازم يكون فى مصدر رزق لينا»، هكذا قالت أم أمل.

 

وأضافت قائلة: «أنا واقفة في التوفيقية من 8 سنوات، بدأت ببيع بطاطس وجبنة وبيض، وبعد كده الناس طلبت مني أعمل طعمية، مكنتش بعرف أعملها، وربنا ساعدني واتعلمت وبقت الناس بتجيلي من الدنيا كلها عشان تاكل من عندي طعمية».

وتابعت: «يومي بيبدأ الساعة 3 بعد منتصف الليل، أروح احضَّر قدرة الفول، وأجهز السلطة، والبطاطس أخدها تشويحه، وابدأ أبيع على 5.30، ويجيلي الناس وهي رايحة شغلها تاخد سندوتشات»، كانت تلك كلمات أم البنات التي تحلم بعمرة لبيت الله الحرام.

«أنا معنديش عربية فول، ولاد المنطقة كل واحد ادانى ترابيزة اشتغل عليها، وهى دى عربيتي، إحنا معروفين فى السبتية، مجرد ماتقول أم أمل بتاعة الطعمية ألف مين يدلك»، وأكدت أنها تعمل مع ابنتيها الكبرى والوسطى، ومعهن عمر حفيدها.

بائعة الكريب.. «إيديها تتلف في حرير»

“أم كريم”، بائعة الكريب في شارع مجلس الأمة بمنطقة شبرا الخيمة، أم لست أبناء، قررت النزول للعمل فى مشروعها الخاص، ترفض عمل بناتها لحفاظها على العادات والتقاليد، يساعدها أحيانا ابنها الأصغر، في وقت فراغه، تخرَّج أبنائها وبناتها من التعليم، إحداهن خريجة تجارة إنجليزي، والأخرى تخصص برمجة، تقوم يوميًا بتجهيز معداتها التي تستخدمها في عمل الكريب، ويبدأ يومها من الساعة الثالثة عصرًا وحتى منتصف الليل.

وتقول أم كريم: «اخترت مشروع الكريب لأنه سهل، وقدرت أتقن عمله، وبقى ليا زبونى فى المنطقة وخارجها كمان، حبيت أعمل أكل من ايدى وأقدمه للناس، ويكون مشروع ليا ولولادى، ببقى مبسوطة وأنا بشتغل واطلع أحلى كريب من ايدى، وعندى ديلفرى، بشتغل لوحدى وبرفض عمل بناتى، عشان مش هينفع يقفوا فى الشارع، وابنى الصغير بيساعدنى لو معندوش مذاكرة»، مضيفة: «أعمل منذ 5 سنوات فى هذا المشروع وسعيدة جدًا به».

وأكدت قائلة: «الحمد لله بقى ليا مكاني في وسط منطقتي، وقدرت أربى ولادى أحسن تربية، شغل الست مش عيب، أنا بفتخر بشغلى، وزوجى بيشجعنى، وبيخاف عليا لما بتعب، وايدينا فى ايد بعض الدنيا بتمشى».

بائعة السمك .. الرزق يحب الخفّية

“أم مدحت”، بائعة السمك، تجلس أمام بضاعتها في شارع جسر البحر مغمضة العينين من الإرهاق، لديها 5 أولاد، 3 بنات قامت بتزويجهن، وولدين، تسكن في منطقة المقطم بمساكن الزلزال، تبيع السمك من أكثر من 30 سنة، حتى تستطيع تربية أبنائها الخمسة، بل أنها أيضا تعول 3 أبناء آخرين، هم أبناء شقيقها من ذوي الهمم، والذي توفت زوجته، وأصبحت هي المسؤولة عن أبنائه.

 

«أنا بجيب السمك بتاعي من تاجر في منطقة الثلاجة كل يوم، وبشتغل في أنواع معينة من السمك مختلفة عن البائعات حولي (عشان كل واحد ميجيش على رزق حد)، وبقعد في السوق من 9 صباحًا لحد المغرب، مفيش يوم من غير شغل، عشان اللى فى رقبتى كتير، مقدرش استريح يوم، ومش بلحق أنام»، كلمات قالتها أم مدحت.

وأضافت قائلة: «أنا مش مسؤولة عن ولادى بس، بقيت مسؤولة عن ولاد أخويا من ذوى الهمم، بعد وفاة زوجته، 3 أولاد من سن 11 إلى 17 سنة، وربنا يقدرنى على تربيتهم». «عشت لتربية ولادى، وهفضل اشتغل لحد آخر يوم فى عمرى، وبربيهم أحسن تربية، ونفسى أشوفهم أحسن الناس».

بائعة الخضار .. «أكل العيش مفهوش هزار»

“أم إبراهيم”، السيدة الخمسينية البشوشة، الابتسامة لا تفارق وجهها، رغم الظروف الصعبة، ويومها الشاق، لكنها تستقبل زبائنها بالابتسامة، تجلس أمام «مشنات» الخضار، تبيع الجزر والفاصوليا والبسلة والفلفل والحرنكش، تأتى يوميا من شبين القناطر للقاهرة وتعود فى نهاية اليوم.

وتقول «بجيب الخضار بتاعى من الفلاحين، واركب عربية نصف نقل، ببدأ يومى الساعة الثانية منتصف الليل، اجمع بضاعتى، واتحرك للقاهرة، وأصل لسوق الخضارالقديم فى روض الفرج الساعة 5 صباحا، رحلة شاقة عليا كل يوم، بس أكل العيش مفيهوش هزار، و»مشنات» الخضار ولاد الحلال فى المحلات حولى بيشلوها ليا، عشان مسافرش بها كل يوم»، وأضافت قائلة: «عندى 6اطفال، 3بنات و3 أولاد، مسئولة عنهم، بعد وفاة زوجى، وكان مريض صدر، فكنت أنا المسئولة عن أسرتى، أكل العيش محتاج السعى، أنا سنى كبير وعندى خشونة بس مقدرش اقعد فى البيت من غير شغل».

أم محمد.. مثال للصبر والرضا

“أم محمد” السيدة الستينية، تجلس أمام بضاعتها، تقوم بتجهيز البسلة للزبائن، وتردد دائمًا كلمة «ربنا كريم ومش بينسى حد، والحمد لله احنا مستورين».

«أنا بسافر كل يوم من بنها للقاهرة، أخد حاجتى وأروح أبيعها لأصحاب نصيبها، بقالى سنين بشتغل، وبساعد ولادى بعد ماتعرض ابنى لمشاكل فى شغله، وبقى عليه دين 300 ألف جنيه، ولازم يتسدد، قررت أنى أنزل واشتغل وأساعدهم فى تسديد الدين، وباقى لنا سنة ونخلصه، وارتاح من مشوار السفر كل يوم»، هكذا قالت أم محمد، والتى أكدت على أنها سعيدة بعملها وبحب الناس لها.

وأضافت قائلة: «أنا بجيب بضاعة طازجة من البلد، مش بجيب أي حاجة، مش مهم عندي الكمية اللي ببيعها، لكن بهتم بجودة بضاعتى، وبتعامل مع ناس محترمة عرفوني وبيجولي مخصوص عشان يشتروا مني، وأحيانا يتصلوا عليا عشان يحجزوا من عندى الجبنة ويوصونى على الزبدة البلدي».

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى