موقع مصرنا الإخباري:
يوم الشهيد، هو اليوم الذى يتخذ رمزيته مع استشهاد الفريق أول عبدالمنعم رياض رئيس أركان القوات المسلحة الأسبق، على الجبهة وسط الجنود والضباط أثناء عملية بناء القوات المسلحة وحرب الاستنزاف، وبالتالى فإن الجنرال الذهبى تجسيد لعقيدة يتصدر فيها القائد الصفوف، وفى الخطوط الأمامية، وهى عقيدة الجيش المصرى الذى استعاد الزمام بعد يونيو، وواصل تنفيذ عمليات شكلت فى حد ذاتها إعجازا فى وقت قياسى، من حرب الاستنزاف أو «حرب اليوم السابع» حسب تسمية الكاتب الراحل الكبير محمود عوض، واستمر بناء القوات المسلحة منذ اللحظة الأولى وبعد رحيل الرئيس عبدالناصر، بدعم الشعب المصرى وصولا إلى العبور العظيم، بقرار الرئيس أنور السادات.
وعلى مدى العقود يواصل أبطال القوات المسلحة مهامهم، ضباط وصف ضباط وجنود، لم يتأخروا عن مواجهة التهديد وردع العدوان، وحتى فى مواجهة الإرهاب الذى فكك دولا وأربك أخرى، قدم الأبطال أرواحهم فى مواجهة الإرهاب، وهو أمر يختلف عن الحروب النظامية، لكونه يتم بخسة وغدر، ومع هذا فقد نجحت القوات المسلحة على مدى 9 سنوات فى هزيمة الإرهاب الذى أسقط دولا وهدد أخرى، ونشر الفوضى فى المنطقة، لكن الإرهاب انكسر فى مصر، وفشل وتحطم على صخرة القوات المسلحة والشرطة على مدى السنوات الماضية، صمدوا فى مواجهة التهديد ومن استشهد منهم رحل ورأسه مرفوعا، وتم إعلان مصر خالية من الإرهاب، وتحتقل الدولة فى سيناء بنهاية الإرهاب، بل وكان اندحار الإرهاب فى مصر مقدمة لانحساره فى العالم، بفضل تضحيات ضخمة وتكلفة مليارية، حيث أعلن الرئيس عبدالفتاح السيسى، أن القوات المسلحة كانت تنفق مليار دولار يوميا لمدة 84 شهرا فى مواجهة الإرهاب بجانب الشهداء والجرحى ممن دفعوا حياتهم وجزءا من أجسادهم حتى لا يرفع الإرهاب رايته مثلما فعل فى دول أخرى.
وفى كل لحظة نشاهد ونتابع مشاهد توثيقية لبطولات الشهداء الأسطورية، الذين سقطوا فى ميدان الشرف دون أن يتركوا سلاحهم، وقصص أبطال فقدوا قطعة من جسدهم أو أصابتهم جروح، وواصلوا البطولة فى الخدمة وخارجها.
العام الماضى فى يوم الشهيد رأينا النقيب أحمد نجيب من سلاح المشاة يتحدث عن تفاصيل إصابته خلال العمليات العسكرية ضد العناصر الإرهابية والتكفيرية فى شمال سيناء، حيث أصيب ببتر فوق الركبة، وقطع فى الأربطة.. ويقول: «ده خلى جوايا إصرار كبير، اقتحمت مجال الرياضة، وحصلت على المركز الرابع على العالم، وبدعوة أمى ودعمها ليا ودعم كل المصريين أقدر أجيب المركز الأول، ولو مش هتلف فى علم مصر شهيد، أقدر أرفع علم مصر فى جميع المحافل الدولية، ولن يقدر علينا الإرهاب»، بينما المقدم حسن مجدى من قوات الصاعقة، والذى تلقى طلقة فى صدره، قال: «أصبت بطلقة فى الصدر، وحسيت بنزيف شديد، ولم أستسلم، ومسكت سلاحى، وغيرت الخزنة، واستمررت فى القتال، وكان عندى إصرار أقابل ربى مقبل غير مدبر، بفضل ربنا واحترافية الزملاء، وبعد الشفاء قررت الاستمرار بالخدمة فى قوات الصاعقة، وطلبت العودة إلى سيناء، لأن جوانا عقيدة ثابتة، وعندنا استعداد لتلبية نداء الوطن، لأننا رجال من طراز فريد، رجالة بتخدم وطنها بشرف داخل وخارج ميدان المعركة، أرواحهم فداء للوطن، التاريخ والفخر والمجد للشهداء، لن نخذلهم أبدا».
بفضل الثمن الذى دفعه الشعب من أرواح أبنائه، وأجسادهم، يعيش المصريون الاستقرار، والأمان، ويواجهون التحديات صفا واحدا، ومثلما عبروا سنوات صعبة وهزموا الإرهاب يواصلون بناء مستقبلهم بإصرار، بروح الشهداء الذين صنعوا النصر، من أبطال القوات المسلحة والشرطة وأهالى سيناء، ومثلما يقول الرئيس السيسى «تمن كبير أوى اندفع علشان كلنا نعيش.. وأقل تمن ندفعه إننا نحافظ على اللى هما ضحوا من أجله.. شبابنا زينة شباب مصر من كل حتة.. من جيش وشرطة وقضاء.. والمواطنين العاديين».
المصدر: اليوم السابع