فوضى وسرقة بالمليارات.. اتهامات الفساد والهدر تلاحق الجيش الإسرائيلي

موقع مصرنا الإخباري:

فوضى وسرقة بالمليارات.. اتهامات الفساد والهدر تلاحق الجيش الإسرائيلي

 

في قلب المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، تتكشف فصول من الإهمال الإداري والفساد المالي، حيث يُهدر المال العام في مشاريع غير مُجدية، وتُدار الميزانيات بلا رقابة تُذكر.

الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك، المعروف بانتقاداته اللاذعة، يسلط الضوء على هذه التجاوزات، مُحذرًا من تداعياتها على الأمن الإسرائيلي، مشيرًا إلى وجود فوضى تعم وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، وفق صحيفة “معاريف” الإسرائيلية.

غياب الرقابة وتفكك الإدارة

يشير “بريك” إلى أن ميزانية الدفاع الإسرائيلية، التي بلغت في السنوات الأخيرة نحو 70 مليار شيكل سنويًا، تُدار دون إشراف خارجي فعّال. فبعد تحويل الميزانية إلى وزارة الدفاع والجيش، لا توجد آلية رقابة من وزارة المالية أو أي جهة أخرى لضمان استخدامها وفق الإجراءات الملزمة.

هذا الغياب للرقابة، وفق “بريك”، أدى إلى هدر مليارات الشواكل على مر السنين؛ بسبب سوء السلوك وانعدام التنسيق بين هيئة الأركان العامة والقيادات، وبين وزارة الدفاع والجيش.

أمثلة صارخة على الهدر

تأتي قضية الفنادق ضمن خريطة الفساد، إذ تم العثور على أكثر من 130 ضابطًا كبيرًا يتصرفون بشكل غير لائق تجاه مديري الفنادق التي يقيمون فيها، مما أدى إلى تكبد دافعي الضرائب مبالغ طائلة من المال، وقد تم إخفاء هذه القضية عن أعين الرأي العام، وفق “معاريف”.

كذلك إدارة الحدود، إذ تقوم وزارة الدفاع الإسرائيلية منذ سنوات ببناء سياج حول حدود إسرائيل بمليارات الشواكل. وتوصل تحقيق وزارة الدفاع والتدقيق الذي أجراه مراقب الدفاع إلى نتائج خطيرة للغاية، حيث أدلى نحو مائة شاهد بشهاداتهم بشأن الفساد، واستخدام الأموال خلافًا للغرض الأصلي منها، والتحيز في العطاءات، وتفضيل المطلعين بغض النظر عن مؤهلاتهم. وقد تم إخفاء التحقيق والتدقيق والتقرير عن أعين الجمهور.

ويشير “بريك” إلى برنامج “سلسلة الجداول” الذي تم استثمار مليارات الشواكل فيه، وهو الذي كان يهدف إلى تحديث المعدات القتالية للجنود وإعادة تأهيل مخازن الطوارئ، إلا أن تقرير مراقب الدولة أشار إلى أن الوضع عاد إلى ما كان عليه بسبب عدم تخصيص أموال للصيانة المستمرة للمستودعات والمعدات بعد انتهاء البرنامج، مما كلف دافعي الضرائب مليارات الدولارات.

الجنرال الإسرائيلي المتقاعد إسحاق بريك
مشاريع غير مُجدية

استثمر الجيش الإسرائيلي في السنوات الأخيرة مليارات الشواكل في منظومات تكنولوجية جديدة، مثل منظومة “تسياد” (الجيش البري الرقمي)، التي استُثمر فيها نحو 20 مليار شيكل، إلا أن تقليص القوة البشرية تسبب في غياب من يُعلّم القوات كيفية استخدامها، ما أدى إلى إهدار هذا الاستثمار. كما تم استثمار حوالي 400 مليون شيكل في أجهزة مهاديف متقدمة، لكن لم يتم شراء الروابط اللازمة لتركيبها على البنادق، مما جعلها غير قابلة للاستخدام.

يشير “بريك” إلى أن الجيش الإسرائيلي غير جاهز للحروب المستقبلية، حيث لم يتم تحديث المفهوم الأمني لإسرائيل ليناسب التهديدات الحالية والمستقبلية. كما أن الجهوزية العملياتية للجيش والجبهة الداخلية في ضعف مستمر، والجيش البري في الاحتياط لم يتدرب وخسر كفاءته. وأدى تقليص عديد من جيش الاحتياط مع غياب أنشطة التدريب إلى عملية انحلال وعدم قدرة على أداء وظيفي مناسب للجيش في الحرب القادمة المتعددة الساحات.

فساد العطاءات وتفضيل المقربين

وزعم”بريك” إن هناك صفقات تم توقيعها بين الجيش ووزارة الدفاع وبين شركات مدنية تفوز بالعطاءات لتطوير سلاح جديد، حيث إن الشركات المدنية يمثلها أمام الجيش ووزارة الدفاع ضباط كبار تسرحوا من الجيش وتم توظيفهم في هذه الشركات كـ”فاتحين للأبواب”.

بين حين وآخر، يوجد بين هؤلاء الضباط من يستخدمون الضغط على مرؤوسيهم أثناء خدمتهم العسكرية من أجل أن تفوز الشركة التي يمثلونها بالعطاء. هذه العملية تحدث فيها أمور يجب عدم القيام بها، وهي تضر بمصداقية العطاءات، وتكلف الجيش ووزارة الدفاع الإسرائيلية أكثر مما كان يمكن تحقيقه، حتى أنها تكون بجودة غير مناسبة.

سرقة بالمليارات

يؤكد “بريك” على ضرورة إدخال آلية إشراف ورقابة خارجية على ميزانية وزارة الدفاع والجيش الإسرائيلي، التي تصل إلى أكثر من 70 مليار شيكل سنويًا. ويشير إلى أنه لا يجوز أن يستمر سوء السلوك في وزارة الدفاع والجيش وانعدام الرقابة والإشراف، ويوصي وزير المالية بإدخال آلية إشراف ورقابة خارجية على ميزانية وزارة الدفاع والجيش في قانون الترتيبات.

وحسب “بريك”، يتبين أنه في كثير من الحالات، عدم التزام الشركات المدنية بالجداول الزمنية بسبب عدم وجود رقابة ومراقبة كافية. مشيرًا إلى أنه على سبيل المثال، فإن هناك مشروعًا تم توقيع عقد بموجبه لتطويره خلال أربع سنوات بتكلفة 400 مليون شيكل، لكنه استمر لمدة 8 سنوات بتكلفة 800 مليون شيكل.

كما كشف أنه منذ سنوات تتم سرقة كميات هائلة من الذخائر والأسلحة والمعدات من معسكرات جيش الدفاع الإسرائيلي غير المحروسة، مشيرًا إلى أن ذلك يحدث بمليارات الدولارات التي تذهب سدى.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى