في مقاله بمجلة “فورين بوليسي”، أوضح أستاذ العلوم السياسية الأمريكي بجامعة هارفارد، أنه في الماضي كانت دولة الاحتلال الإسرائيلي حليفًا قويًّا يخدم مصالح في المنطقة. وأوضح أنه خلال الحرب الباردة، كانت إسرائيل داعمة قوية لسياسة الولایات المتحدة في الشرق الأوسط، وتمكنت من كبح النفوذ السوفيتي في المنطقة.
وتابع أن الأوضاع اليوم تغيرت بشكل كامل، وأصبح حلف إسرائيل للولايات المتحدة “يخلق مشاكل لواشنطن أكثر مما يحلها”، وذلك وفقًا ل “والت”، الذي أوضح أن دولة الاحتلال عاجزة اليوم عن مساعدة الولایات المتحدة في العراق على سبيل المثال، بل إن واشنطن كان عليها إرسال صواريخ باتريوت إلى إسرائيل خلال حرب الخليج الأولى لحمايتها من هجمات سكود العراقیة.
تكلفة العلاقة المميزة
أوضح والت أن تكاليف العلاقة المميزة لإسرائيل بالولایات المتحدة مستمرة في الارتفاع، لافتًا إلى أنه في الأغلب يبدأ الجميع بانتقاد الدعم الأمريكي لإسرائيل بأكثر من 3 مليارات دولار من المساعدات العسكرية والاقتصادية التي تقدمها واشنطن لدولة الاحتلال كل عام.
وبرغم من أن إسرائيل الآن دولة غنية يحتل دخل الفرد فيها المرتبة التاسعة عشرة في العالم، إلا أن المعونات الاقتصادية الأمریکیة لا تمثل عقبة كبرى، مثلما تمثل تكلفة تلك العلاقة على الناحية السياسية لواشنطن
فمنذ تولى الرئيس الأمريكي جو بايدن السلطة في يناير الماضي، يحاول محو صورة سابقه دونالد ترامب، وتصدير “قيم الولایات المتحدة الداعمة لحقوق الإنسان حول العالم، ولكن الدعم غير المشروط لدولة الاحتلال يخل كثيرًا بتلك الصورة، وفقًا ل “والت”.
وأضاف أنه خلال الأسبوع الماضي، فإن الدعم غير المشروط لإسرائيل يجعل من الصعب على الولایات المتحدة المطالبة ب”المكانة الأخلاقية العالية على المسرح العالمي”، خاصة عندما منعت إدارته لثلاث مرات إصدار قرارًا من مجلس الأمن الدولي بإدانة العدوان الإسرائيلي على غزة.
وأوضح أنه “عندما تقف الولایات المتحدة بمفردها وتستخدم حق النقض (الفيتو) ضد ثلاثة قرارات منفصلة لمجلس الأمن بشأن وقف إطلاق النار، تعيد التأكيد مرارًا وتكرارًا على حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وتفوض بإرسال أسلحة إضافية بقيمة 735 مليون دولار لإسرائيل، وتقدم للفلسطينيين خطابًا فارغًا فقط حول حقهم في العيش بحرية وأمن مع دعم حل الدولتين، فإن ادعائه بالتفوق الأخلاقي مكشوف باعتباره أجوفًا ومنافقًا”.
وأوضح أن الصین سارعت في انتقاد موقف الولایات المتحدة ، وسلط وزير الخارجية الصيني وانج يي الضوء على عجز الولایات المتحدة عن العمل كوسيط عادل من خلال عرض استضافة محادثات سلام إسرائيلية فلسطينية بدلاً من ذلك.
مغامرات واشنطن بالشرق الأوسط
كشف أستاذ العلوم السياسية بجامعة هارفارد في مقاله بالمجلة الأمریکیة، أن الدعم غير المشروط لإسرائيل من الولایات المتحدة، جعل واشنطن تواجه بشكل كبير خطر الإرهاب.
وأوضح أن الدعم الأمريكي الثابت لإسرائيل والمعاملة الوحشية من دولة الاحتلال للفلسطينيين كانت أحد الأسباب الرئيسية التي دفعت المجموعات الإرهابية إلى مهاجمة “العدو البعيد”.
وأضاف أن “العلاقة المميزة” للولايات المتحدة بإسرائيل ترتبط أيضًا بالمغامرات الأكبر للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، بما في ذلك قرار غزو العراق في عام 2003.
وأوضح أن قضاء الولایات المتحدة على خصم قوي لدولة الاحتلال في المنطقة مثل العراق، كانت خطوة مرحب بها في الأوساط الإسرائيلية.
وتابع أن “العلاقة الخاصة” والشعار المألوف بأن التزام الولایات المتحدة بإسرائيل “لا يتزعزع”، جعلت أيضًا من أن تكون مؤيدًا لإسرائيل اختبارًا أساسيًا للخدمة في الحكومة ومنعت عدد من الأمريكيين القادرين من المساهمة بمواهبهم وتفانيهم في الحياة العامة.