موقع مصرنا الإخباري:
من أغرب ما يراه الواحد منا فى هذه الحياة، أنها محكومة بقوانين دينية ووضعية، ولكن الإنسان، الذى وضعت من أجله القوانين، فى كثير من الأحيان يتعامل كأنه جاء لخرقها والقفز من على أسوارها، فأقل ملاحظة للأيام تكشف لنا أنها لا تخلو على مدى الساعة من ارتكاب كوارث منها جريمة القتل.
والقتل خراب بيوت بالمعنى الكامل، سواء أكان على المستوى الضيق الفردى الشجار أو الثأر أو على المستوى الأوسع الحروب وما يحدث فيها من إبادة وإزهاق أنفس.
يقول الله سبحانه وتعالى فى سورة المائدة “أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِى الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا” وهنا تستوقفنى جملة “فكأنما قتل الناس جميعا” وأفكر كيف حذر الله سبحانه وتعالى من هذه الجريمة النكراء، وجعل القاتل مرتكبا لجرم إبادة كاملة وشاملة لملايين الناس، ومع ذلك لا تتوقف هذه الجريمة.
عادة أتساءل ألا يقرأ الناس القرآن الكريم أو يسمعونه، حتما يفعلون ذلك لكنهم لا يفهمون ولا يقدرون على مقاومة أهوائهم وشهواتهم، ويبدو أن تركيبة الإنسان صعبة الفهم، خاصة أن الأسلوب الذى استخدمه القرآن فى التحذير لا يحتمل أية مهادنة.
أذكر فى الصعيد كيف كان القتل يصيب الناس بالخوف والترقب ويطلى البيوت بطبقة من الكآبة تلازمها، حينها كنت أقول حتما لقد أدرك الانسان ما فى الأمر من كارثة، لكننى أفيق من أفكارى المتفائلة على صرخة امرأة تشق اليوم نصفين معلنة سقوط قتيل جديد.
نعم، أعرف أن الجريمة الأولى على الأرض، كما ذكر القران الكريم، كانت القتل وليس أى قتل إنه قتل الأخ، وفى رأيى هذا ليس من بعده حزن ولا من ورائه هَمٌّ، وقد كان قتلا مصحوبا بالندم، فما بال هذا الندم لا يدوم؟
يحذرنا الله من القتل، يريد لنا الحياة، لكننا مسكونون بالرغبة فى الفناء، فناء أنفسنا والعالم.
بقلم
أحمد إبراهيم الشريف