القدس المحتلة- نفّذت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عمليات هدم واسعة غربي مدينة القدس المحتلة استهدفت منزلا ومتاجر في بلدة بِدّو، وأخذت قياسات منزل تمهيدا لهدمه، كما نفذت عمليات هدم ببلدة العيسوية شرقي المدينة.
فيما أصدرت محافظة القدس -أعلى تمثيل محلي رسمي فلسطيني للمدينة- تقريرا يرصد انتهاكات الاحتلال بالمدينة منذ بدء العدوان على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأبرزها تلك الانتهاكات المتعلقة بالمسجد الأقصى.
هدم منزل ومتاجر
وداهمت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وجرافاته بلدة بِدّو، ونفذ عمليات هدم واسعة استهدفت منزلا ومتاجر.
وأفاد مراسل الجزيرة نت في القدس بأن “قوات الاحتلال معززة بآليات هدمت منزلا يعود للمقدسي وائل أبو عيد بمساحة 250 مترا مربعا، وتسكنه عائلته المكونة من 5 أفراد”.
وفي حديثه للجزيرة نت قدّر أبو عيد خسائره بنحو مليون ونصف المليون شيكل (نحو 400 ألف دولار).
كما هدمت قوات الاحتلال 3 منشآت تجارية تستخدم كراجات لإصلاح وصيانة المركبات بمساحة إجمالية تُقدر بنحو 320 مترا مربعا.
ووفق محافظة القدس فإن الهدم طال أيضا بناية قيد الإنشاء وحديقة خاصة ومسبحا منزليا وجدارا استناديا لأرض زراعية في البلدة ذاتها.
من جهته، أفاد مركز معلومات وادي حلوة الحقوقي بالقدس بأن قوة كبيرة من جيش الاحتلال داهمت في بلدة رافات شمال غرب القدس، منزل الجريح هايل ضيف الله، المتهم بتنفيذ عملية دهس شرقي رام الله، وأخذت قياسات منزله تمهيدا لهدمه.
وفي بلدة العيسوية، قال المركز إن قوات الاحتلال هدمت غرفا زراعية وسلاسل وجرفت أسلاكا شائكة واقتلعت أشجارا، وجرّفت مواسير مياه تستفيد منها عائلات تسكن في الجهة الشرقية من البلدة التي عزلها الجدار خارج المدينة.
اعتداء على شاب
من جهة ثانية، قال المركز الحقوقي إن مستوطنين اعتدوا بعد منتصف الليلة الماضية على الشاب المقدسي داوود حمودة (20 عاما) بالضرب المبرح خلال وجوده في منطقة “بني براك” شمال تل أبيب.
وأشار إلى أن “مجموعة من المستوطنين اعترضت طريق حمودة بسيارة، ثم ترجلوا منها، ومنعوه من السير والتقدم، وأخرجوه من سيارته وقاموا بضربه مستخدمين العصي والصاعقات الكهربائية، إضافة إلى توجيه اللكمات والضربات المتتالية له، ثم فقد الوعي”.
وتابعت أن عائلة الشاب توجّهت إلى شرطة تل أبيب لمعرفة ما جرى، لكن لم يتم التعامل معها.
وفق المركز، فإن حمودة يعاني من “رضوض وجروح وخدوش في كافة أنحاء جسده، وكان بحالة صحية صعبة، نُقل إثرها إلى المستشفى في تل أبيب”.
شهداء ومعتقلون
وأفادت معطيات، نشرتها محافظة القدس اليوم، بأن الاحتلال الإسرائيلي قتل 68 فلسطينيا بالقدس واعتقل 1711، ونفّذ 307 عمليات هدم منذ 7 أكتوبر 2023.
وقالت المحافظة إن الشهداء من محافظة القدس أو استشهدوا على أرضها، ومن بينهم 28 طفلا تقل أعمارهم عن 18 عاما.
وأشارت إلى استشهاد 40 منهم بين 7 أكتوبر ونهاية 2023، والباقي منذ مطلع العام الجاري.
وتابعت أن “سلطات الاحتلال ما زالت تحتجز جثامين 43 شهيدا مقدسيا حتى تاريخ 8 سبتمبر/أيلول من العام 2024، في الثلاجات ومقابر الأرقام”.
وبخصوص الإصابات، ذكرت أن استعمال الاحتلال القوة المفرطة ضد المقدسيين أدى إلى 234 إصابة “نتيجة إطلاق الرصاص الحيّ والمعدني المغلف بالمطاط والضرب المبرح، بالإضافة إلى حالات الاختناق بالغاز”.
انتهاكات بالأقصى
على صعيد الانتهاكات بحق المسجد الأقصى، ذكرت المحافظة أن 46 ألفا و293 مستوطنا اقتحموا المسجد منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، وأشارت إلى تأدية المقتحمين “صلوات وطقوسا تلمودية، وارتداء الأزياء التنكرية” خلال الاقتحام.
إعلان
وأكدت مواصلة “حصار المسجد الأقصى وتقييد دخول المصلّين المسلمين إليه، مشيرة إلى تمركز قوات الاحتلال طوال الوقت على أبوابه، ووضع سواتر حديدية وتوقف الوافدين إليه، والتضييق على المصلين أيام الجمعة”.
وأشارت إلى فرض قيود على أعداد المشاركين المسموح في الجنازات وحصرهم بـ10 أشخاص كحد أقصى.
وعن حالات الاعتقال المرصودة وعددها 1711، ذكرت أن بينها 137 حالة اعتقال لأطفال و96 سيدة، مشيرة إلى 99 قرارا بالحبس المنزلي منذ 7 أكتوبر.
وقالت محافظة القدس إن سلطات الاحتلال تتخذ من قرارات الإبعاد التي تصدرها وسيلة لقمع التواجد الفلسطيني في المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة وباب العامود وغيرها من الأحياء المستهدفة “إذ أصدرت 103 قرارات بالإبعاد” منذ 7 أكتوبر، إضافة إلى 11 قرارا بالمنع من السفر.
ولفتت محافظة القدس إلى تزايد اعتداءات المستعمرين والمتطرفين اليهود على الفلسطينيين بشكل عام، وعلى أهالي محافظة القدس بشكل خاص، حيث رصدت 138 اعتداءً منذ 7 أكتوبر، منها 20 اعتداءً بالإيذاء الجسدي.
المصدر : الجزيرة
