كانت البداية عام 2011، حينما خطت مها جميل أولى فُرش الألوان على جُدران مدينتها بأسوان. كانت تتحيّن الشابة بعد منتصف الليل لتبدأ في إفراغ موهبتها وتختتم الجدارية بكتابة اسمها باللغة الإنجليزية، في الصباح يستيقظ أهل البلد على لوحة فنيّة تروي التراث “وقتها كانوا بيقرأوا الاسم مهدي أو مُهاد، لأن مكنش في بنات وقتها بتطلع ترسم.. كانوا فاكريني ولد”.
في السنة الأولى خلال دراستها في كلية فنون جميلة بجامعة الأقصر، انجذبت مها إلى الرسم على المساحات الكبيرة “ومكنتش عارفة إزاي ممكن أعمل ده، اتناقشت مع صديقي علي عبدالفتاح من سوهاج، وفكرنا إننا نشتغل على الحيطان في الشوارع”. بدأ الثنائي في التواصل مع الجهات المعنية بمحافظة أسوان وشرعا في التنفيذ، بعد ذلك تمددت رسوماتهما لتشمل سوهاج ومحافظات أخرى.
في شارع البوسطة على كونيش أسوان خرجت رسومات الثنائي إلى النور “كنا حابين نشوف مجتمع أسوان هيتفاعل إزاي مع الموضوع والحمد لله الموضوع نجح”. على إثر التجربة تكون فريق أكبر، خلال فترة الإجازة من الكلية كانت تتجمع مها برفقتهم ويجوبون مناطق شتى للرسم على الجدران سواء للتوعية بقضية ما أو من أجل إحياء التراث “روحنا القصير وسفاجا والغردقة وإسكندرية والأقصر وسوهاج، ومراكز مختلفة تابعة لمحافظة أسوان”.
3 سنوات فقط اجتمع الفريق سويًا للعمل في المحافظات والرسم على الجداريات ثم تفرّق الجمع، غير أن مها ماضية في مُهمتها بالرسم على الأماكن المختلفة في أسوان، تتعاون مع مبادرات مختلفة لإحياء الفلكلور “والأهم إني اشتغل عشان أنشر البهجة في أماكن بسيطة ويبقى من حق أي حد إن بيته يبقى شكله جميل”.