موقع مصرنا الإخباري:
نشرت وزارة الصحة في غزة إحصائية قاتمة يوم الأحد، كشفت أن عدد القتلى الفلسطينيين بسبب الحرب الإسرائيلية على غزة تجاوز 25 ألف شخص، وأن ما يقدر بنحو 70 في المائة من الضحايا هم من النساء والأطفال.
ومع استمرار سرد السرد المفجع عن غزة، فإن العدد المتزايد من الضحايا يلقي بظلال داكنة على المنطقة المضطربة. الهواء مثقل بالحزن، مرددًا صدى كفاح مجتمع يواجه الحقائق القاسية للصراع الشامل. في هذا السيناريو المأساوي، يصبح الأبرياء مشاركين غير مقصودين، عالقين في رقصة العنف المدمرة.
وشهدت فترة الـ 24 ساعة الأخيرة ارتفاعًا في عدد الضحايا، حيث فقد 178 فلسطينيًا أرواحهم وأصيب 293 آخرين، مما يؤكد الأزمة الإنسانية المستمرة في القطاع المحاصر.
وبينما وصف الأمين العام للأمم المتحدة حجم عمليات قتل المدنيين في قطاع غزة بأنه “مفجع وغير مقبول على الإطلاق”، توقع إعلان وزارة الصحة في غزة ارتفاع عدد الضحايا والجرحى لأن “العشرات ما زالوا تحت الأنقاض”.
وكانت المنازل التي كانت في السابق ملاذات، تنهار الآن تحت وطأة الأعمال الإجرامية الإسرائيلية، مما يترك العائلات محطمة ومكلومه. وفي أوائل يناير/كانون الثاني، أفاد المكتب الإعلامي في غزة أن إسرائيل أسقطت أكثر من 65 ألف طن من القنابل على القطاع. ويظهر تحليل بيانات الأقمار الصناعية التي استشهدت بها وكالة أسوشيتد برس أن حوالي 33 بالمائة من المباني في قطاع غزة بأكمله قد تم تدميرها.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن 1.9 مليون شخص، أي ما يقرب من 85% من السكان، قد نزحوا داخليا، في حين يواجه أكثر من 90% انعدام الأمن الغذائي الحاد.
ويقول مسؤولو الأمم المتحدة إن واحداً من كل أربعة أشخاص في غزة يتضورون جوعا، حيث لم يتمكن أي شخص من دخول الكمية المطلوبة من المساعدات إلى القطاع منذ بداية الحرب.
وقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) في منشور على منصة التواصل الاجتماعي X، إن “العملية الإنسانية أصبحت واحدة من أكثر العمليات تعقيدا وتحديا في العالم”.
إن مستوى الموت والدمار والتشريد الناجم عن الحرب أصبح بالفعل غير مسبوق في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني المستمر منذ عقود. ومع ذلك، يستمر القصف الإسرائيلي المستمر لقطاع غزة المحاصر دون أي علامة على التراجع، وسط كارثة إنسانية متنامية وتهديد يلوح في الأفق بامتداد إقليمي.
وقد حذرت الأمم المتحدة مرارا وتكرارا من أن ملاجئها، التي كانت تعاني بالفعل قبل الحرب، غير قادرة على التعامل مع التدفق الهائل للفلسطينيين النازحين.
وفي مواجهة هذه المأساة الإنسانية، هناك نداء مقنع للتعاطف والرحمة والالتزام الحازم بإنهاء المعاناة. كل ضحية تمثل أكثر من مجرد إحصائية؛ إنه تذكير مؤثر بالتكلفة البشرية الباهظة التي يفرضها الصراع.
وفي كلمته أمام قمة عالمية في العاصمة الأوغندية كمبالا، أدان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الهجوم الإسرائيلي المستمر منذ ثلاثة أشهر.
وقال في كلمته “هذا أمر مفجع وغير مقبول على الإطلاق. الشرق الأوسط هو برميل بارود وعلينا أن نبذل كل ما في وسعنا لمنع الصراع من الاشتعال في جميع أنحاء المنطقة”.
وبينما تبدو الحكومة الإسرائيلية بعيدة كل البعد عن تحقيق أهدافها المتمثلة في سحق حركة حماس وتحرير أكثر من 100 رهينة، تعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمواصلة الهجوم حتى تحقق إسرائيل “النصر الكامل”. ومع ذلك، حتى بعض كبار المسؤولين الإسرائيليين بدأوا يعترفون بأن هذه الأهداف قد تكون متنافية.
وقال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي، قائد الجيش السابق غادي آيزنكوت، الأسبوع الماضي إن السبيل الوحيد لتحرير الرهائن المتبقين هو وقف إطلاق النار. وفي انتقاد صريح لنتنياهو، قال إن الادعاءات التي تقول عكس ذلك تصل إلى حد “الأوهام”.
وبينما تستمر “أوهام” نتنياهو في حصد المزيد والمزيد من الأرواح البريئة، يراقب العالم بقلق وهو واقع في شرك ما يبدو وكأنه دائرة لا نهاية لها من العنف. لقد أصبحت الحاجة إلى التوصل إلى حل أكثر إلحاحاً، إلا أن الطريق إلى السلام يظل غامضاً بسبب أوهام النظام المروج للحرب وداعميه المباشرين مثل الولايات المتحدة، التي تعمل في الغالب على تغذية وتمويل الحرب. ويواجه المجتمع الدولي تعقيدات منطقة تعاني من المظالم التاريخية، مما يجعل البحث عن حل دائم رحلة صعبة.