موقع مصرنا الإخباري:
الرئيس عبد الفتاح السيسى عندما أطلق المشروع القومى لتطوير 4500 قرية مصرية “حياة كريمة” وجه بمشاركة كافة وزارات ومؤسسات وهيئات الدولة فى المشروع الضخم الذى يكلف أكثر من نصف تريليون جنيه والارتقاء بالمستوى المعيشى لـ 58 مليون مواطن مصرى.
العمل فى المشروع القومى الكبير الذى سيقفز بمؤشرات التنمية ومستوى المعيشة فى مصر إلى مستوى متقدم لما يحققه من توفير البنية التحتية والخدمات الأساسية لسكان هذه القرى، تعمل فيه كافة الجهات المعنية بالتوازى وبدأت ثمار هذا المشروع العملاق يلمسها أهالينا فى بعض قرى مصر التى بدأ العمل فيها بالفعل بعد أن ظلت مهملة وفى طى النسيان وغائبة عن ذاكرة الحكومات المصرية المتعاقبة عشرات السنين حتى تدنى مستوى المعيشة فيها إلى حد غير مقبول ولا يليق بالحياة الآدمية.
الانتهاء من هذا المشروع خلال 3 سنوات أو حتى 5 سنوات يعد واحدا من المشروعات القومية الكبرى فى تاريخ مصر الحديث منذ أن تولى حكم مصر الوالى محمد على باشا عام 1805 وربما يسجل فى موسوعة جينيس كأكبر عملية تطوير فى الريف على مستوى العالم فى فترة زمنية قياسية.
مشروع حياة كريمة فرصة تاريخية لاستغلال وتوظيف كافة الإمكانات والموارد المهدرة والضائعة لقرى مصر وأهلها. وهناك أفكار كثيرة فى هذا الاتجاه اقترحها هنا لعلها تجد اهتماما وبحث ودراسة من الجهات المعنية.
قبل سنوات من زمن جائحة كورونا كنت فى زيارة صحفية إلى اسكتلندا بدعوة من هيئة السياحة البريطانية للترويج لقرى الشمال والمناطق الأثرية والسياحية الصغيرة التى تقع على طول الساحل وبين القرى بعضها البعض. معظم هذه الآثار التى زرتها لا يتجاوز عمرها 400 أو 500 عاما وهى عبارة عن حصون وقلاع أو قصور صغيرة قديمة تم ترميمها وتجهيزها بمرشدين سياحيين ومقاهى ومطاعم ودورات مياه نظيفة ومكان خاص لبيع أشياء تذكارية للزوار والسياح للمكان بما فيها الكتيبات التى تتضمن معلومات وبيانات عن المكان وتاريخه.
من بين إحدى هذه الأماكن المشهورة فى إحدى قرى اسكتلندا، مصنع للخمور يعد ثانى أقدم مصنع فى العالم يعود تاريخه إلى عام 1882 ويشبه طاحونة القمح القديمة بعجلاتها الحديدية الكبيرة فى قرانا المصرية القديمة، المدهش أن المكان يجتذب يوميا – كما قال لى المرشد السياحى المصاحب – حوالى 3 آلاف سائح، رغم المساحة الصغيرة للمكان.
قصدت أن أذكر هذه الزيارة لأعود مرة أخرى إلى فكرة مشابهة يمكن تنفيذها فى مشروع “حياة كريمة”. فليس هناك مكان فى العالم يضم آثار ومناطق تراثية قديمة مثل مصر بمدنها وقراها من الجنوب إلى الشمال.. فهناك مناطق أثرية فى كل مركز يضم عددا من القرى يمكن ترميمه ووضعه على خارطة السياحة الداخلية والخارجية أيضا وأحياء المنطقة حوله ببناء فنادق صغيرة تستوعب زيارات الليلة الواحدة مع المقاهى ومناطق بيع التذكارات السياحية الخاصة بالمكان.
الفكرة بسيطة ومتاحة في كل مكان في مصر وخاصة فى مشروع تطوير القرى فى الصعيد بقراها ومراكزها الزاخرة بالمناطق الآثرية التى لا نعلمها فى نجادة ومير وأبيدوس وأبو طشت وفى البحيرة كفر الشيخ يمكن استغلالها ضمن المشروع القومى بما يوفر أيضا عشرات ومئات فرص العمل لأبناء القرى وبالتالى تنمية موارد هذه القرى بما يسمى التنمية المستدامة.