انتشلت طواقم الدفاع المدني في غزة اليوم الثلاثاء جثامين 42 فلسطينيا من مناطق شرق محافظة خان يونس جنوبي القطاع عقب انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي منها بعد غزو بري استمر أكثر من أسبوع. وتوقع المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أن يرتفع العدد لوجود جثامين لا تزال تحت الأنقاض، مشيرا إلى أن الوضع ما زال صعبا جدا. واوضح أن الاحتلال “جرف مباني سكنية ومرافق خدماتية، وهي جريمة حرب واضحة ومكتملة الأركان نفذها بدعم من الإدارة الأميركية التي تزوده بالسلاح”. ووصف المكتب الإعلامي الحكومي الدمار الذي خلفه جيش الاحتلال في خان يونس بـ”الهائل”، مضيفا أنه “لحق بمئات الوحدات السكنية و35 كيلومترا من الشوارع، فضلا عن تجريف عدد من المقابر في المنطقة”. وحمّل المكتب الإعلامي إسرائيل وواشنطن المسؤولية عن “هذه الجريمة”، مطالبا المجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لوقف حربه على القطاع وسحب قواتها منه. كما أعلن جهاز الدفاع المدني أن طواقمه ما زالت تعمل على “انتشال باقي الشهداء بعد إغلاق الطرق وتدمير 90% من البنى التحتية”. وأشار إلى أنه “تلقى منذ بدء العملية البرية شرق خان يونس في 22 يوليو/تموز الجاري نحو 200 إشارة وبلاغ عن فقدان مواطنين”. وكان المكتب الإعلامي الحكومي قد قال في بيان سابق إن العدوان الإسرائيلي على شرق محافظة خان يونس -والذي استمر 8 أيام- أدى إلى سقوط أكثر من 255 شهيدا، في حين تخطى عدد المصابين 300 حتى الآن. وقال إن هناك أكثر من 31 مفقودا، وإن الاحتلال قصف 31 منزلا مأهولا فوق رؤوس ساكنيه، وطال القصف 320 منزلا ومبنى سكنيا، ما أدى إلى تدمير عشرات المنازل في جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية. وأكد أن الاحتلال استهدف ودمر القطاعات الحيوية شرق محافظة خان يونس، وأعاق عشرات عمليات التنسيق للوصول إلى عشرات المصابين والشهداء خلال العدوان. وأظهرت مقاطع مصورة مشاهد لتجريف قوات الاحتلال الإسرائيلي المقبرة الرئيسية في بني سهيلا بخان يونس، وتظهر المشاهد آثار الدمار الذي لحق بالمقبرة بعد انسحاب قوات الاحتلال الإسرائيلي منها. وبث ناشطون فلسطينيون مشاهد تظهر بدء النازحين قسرا من مناطق شرق خان يونس بالعودة إليها سيرا على الأقدام بعد انسحاب آليات الاحتلال الإسرائيلي منها. وفي وقت سابق اليوم الثلاثاء، أعلن جيش الاحتلال -في بيان- “استكمال الفرقة 98 الليلة الماضية نشاطاتها في منطقة خان يونس”. مجازر جديدة يأتي ذلك في وقت أفادت وزارة الصحة في القطاع بأن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب خلال الـ24 ساعة الماضية 3 مجازر في حق العائلات بقطاع غزة، وصل منها إلى المستشفيات 37 شهيدا و73 مصابا. وبذلك، يرتفع العدد الإجمالي لضحايا الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة إلى 39 ألفا و400 شهيد و90 ألفا و996 مصابا منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وقال مراسل الجزيرة إن 12 فلسطينيا استشهدوا وأصيب آخرون في قصف إسرائيلي استهدف فلسطينيين في مدخل مخيم النصيرات وسط قطاع غزة. ميدانيا، قصفت سرايا القدس بوابل من قذائف الهاون حشودا إسرائيلية بمحيط مسجد البراء في تل الهوى بمدينة غزة. وبدعم أميركي تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حربا مدمرة على غزة خلفت أكثر من 130 ألف شهيد وجريح فلسطيني -معظمهم أطفال ونساء- وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قاتلة. وفي استهانة بالمجتمع الدولي تواصل تل أبيب الحرب متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية ولتحسين الوضع الإنساني الكارثي في غزة.
المصدر : الجزيرة + الأناضول