موقع مصرنا الإخباري:
عملية التطوير والتحديث فى جهاز الشرطة المصرية، لم تكن فى جميع الظروف التقليدية الطبيعية موجودة فى المخطط، أو كان فى الحسبان أن يتم ما تم، ولو بعد 100 سنة، لذلك فالتمسك والتشبث فى كل مكتسبات تمت داخل جهاز الشرطة المصرية، واجبا وطنيا فى المقام الأول، لأن مسئولية جهاز الشرطة المصرية مسئولية كبيرة، لأنها فى كثير من أطراف الجمهورية يعتبرها المواطنين بأنها الحكومة، وأن فرد الداخلية الذى يمر فى قريتهم هو صورة الدولة، لذلك ومع التأكيد بأن هناك تطويرا وتحديثا شاملا تم داخل معظم قطاعات وزارة الداخلية، ويثبت ذلك ما تم حتى فى العروض الاستعراضية اليوم فى حفل تخرج الطلاب الجدد فى أكاديمية الشرطة، فالعروض ضمت كثير من التدريبات التى لم تكن تجرى من قبل، بالإضافة لمشاركة العنصر النسائى باعتبار أننا نعيش فى العصر الذهبى للمرأة المصرية، والصاعدة بقوة فى كافة مجالات وقطاعات الدولة، ومع كل ذلك التطوير والتحديث على مستوى المنشآت والمعدات ووسائل التدريب والتعليم، يبقى الضابط الجديد هو الأصل فى كل شيئ سيتم بعد ذلك، وهو العنصر الرئيسى فى جودة الأمن وتطبيقه.
وبما أن حفل التخرج اليوم يعلن بدء عمل آلاف من ضباط الشرطة المصرية فى مختلف المحافظات، لذلك كانت رسالة الرئيس السيسى واضحة للغاية فى ضرورة احترام المواطنين واعتبار الضباط الجدد أنفسهم قدوة يجب أن يحتذى بهم، لأن يمثلون صورة من صور الدولة الوطنية فى الجمهورية الجديدة، وعليهم فى سبيل ذلك أن يتسلحوا بالعلم والإخلاص أولا وأخيرا، فالمعايير العلمية الواضحة التى درسوها هى التى تجعلهم يطبقون عدالة الأمن وجودته، وحينها سيزداد مساحات الرضاء الشعبى وهو الهدف الرئيسى والأساسى لكل ما نقوم به من تطوير وتحديث، والطالب فى كلية الشرطة الذى تخرج اليوم عليه مسئولية كبيرة، تلك المسئولية ليست منقوصة أو من جانب واحد فقط، بمعنى أنه مؤسسة قائمة فى ذاتها لا يحاصره أحدا فى مسار معين، ولا يتخذ من صور ذهنية سابقة محركا له، ولا تجعله أكلشيهات موروثة أيضا غير حاسم فى تطبيق القانون وقوته، لذا عليه أن يتخذ من الجمهورية الجديدة وأهدافها المحرك الرئيسى له، ومن دراسته التى بذل جهدا فيها مضنيا على مدار أربع سنوات وسيلة لكل تصرفاته، حينها يمكنه تطبيق المعادلة الحقيقية بين شخصيته وشخصية المؤسسة التى يمثلها، وكذلك احترامه للقوانين وانعكاساتها وروح القانون متى تطلب الأمر ذلك.
بقلم
زكي القاضي