هاجم الوزير في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بيني غانتس، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، وذلك بعد تصريحه ضد رئيسَي “الشاباك” و”أمان”، رونين بار وأهارون حاليفا. ورداً على قول نتنياهو إنّ رئيسَي “الشاباك” و”أمان” قدّرا أنّ “حماس مرتدعة”، ولم يُنذراه في أي مرحلة من نيّاتها شنّ الحرب، بينما “الوضع كان عكس ذلك”، أكّد غانتس أن “على نتنياهو التراجع عن تصريحه، والتوقف عن الانشغال بهذه القضية”. وأضاف غانتس، في تغريدةٍ عبر موقع “أكس”، أنّه “يجب على القيادة أن تُظهر المسؤولية، وتقرر القيام بالأمور الصحيحة، وتعزيز القوات بطريقة تمكّنها من تحقيق ما نطلبه إليها، في حالة الحرب”. وهاجم زعيمُ المعارضة يائير لابيد، أيضاً، رئيسَ حكومة الاحتلال، قائلاً إنّه “تجاوز الخط الأحمر في تصريحاته”، مؤكّداً أنّ “عليه الاعتذار عن كلامه”. وأضاف لابيد أنّ نتنياهو “يُلقي اللوم على جنود الجيش وقادتهم، بدلاً من دعمهم، بينما هم يقاتلون في الجبهات”، مشدداً على أنّ “محاولات التنصل من المسؤولية، وإلقاء اللوم على المؤسسة الأمنية، تُضعف الجيش الإسرائيلي في أثناء القتال”. وردّ عضو “كابينت الحرب” غادي آيزنكوت على تصريحات نتنياهو، داعياً إيّاه إلى “التوقف فوراً عن انتقاد الأجهزة الأمنية والعسكرية، الواقعة تحت مسؤولياته، والوقوف إلى جانبها، من دون أي شروط”. نتنياهو يسحب كلامه وفي السياق، ذكر الإعلام الإسرائيلي أنّه “في ذروة الحرب، نشر نتنياهو بياناً في الليل، في منصّة أكس، ضد رئيسَي أمان والشاباك، بعد رفضه تحمل المسؤولية”. وقال موقع “واي نت” الإسرائيلي إنّ “رئيس الحكومة أنكر الليلة الماضية، للمرة الثانية، المزاعم القائلة إنّ رئيسَي أمان والشاباك أرسلا إليه وثائق، في الأشهر التي سبقت الحرب، كُتب فيها أنّ احتمال اندلاع حرب يتزايد”. ووصف نتنياهو هذه المزاعم بأنّها “كاذبة”، بعد سؤال واضح من إذاعة “الجيش” بشأن موضوع تلقّي الوثائق، ناشراً جوابه في وقتٍ لاحق عبر منصة “أكس”. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ الناطق باسم “الجيش” الإسرائيلي “رفض الإجابة عن سؤال بشأن اتهامات نتنياهو لرئيسَي الشاباك وأمان بشأن إخفاق السابع من تشرين الأول/أكتوبر”، وأجاب فقط بأنّ “التركيز الآن هو على الحرب”. وبعد عاصفة الانتقادات والهجمات هذه، والتي اندلعت بسبب تصريحاته، سحب نتنياهو تغريدته من منصة “أكس”، معلناً اعتذاره بالقول: “أخطأت في الكلام الذي قلته في أعقاب المؤتمر الصحافي. ما كان ينبغي لي أن أقوله، وأنا أعتذر عن ذلك”. عارُ نتنياهو وعقب ذلك، قال المتحدث السابق باسم “الجيش” لـ “القناة الـ12″، آفي بنياهو، إنّ “نتنياهو يستطيع محو التغريدة، لكنّه لا يستطيع أن يمحو العار، وشعور الطعن بالسكين هذه الليلة، في ظُهور القادة والمقاتلين”. وأضاف بنياهو أنّ ذلك “مؤلم ومحبط ومخجل، ومثير للغضب”، مشيراً إلى أنّ “غانتس ولابيد وأشكنازي هم تحديداً من طلبوا إليه أن يسحب التغريدة، بينما لم يفعل ذلك أي من وزرائه ووزيراته”. من جانبه، أكّد رئيس “أمان” السابق، عاموس مالكا، أنّ “لا احترام لرئيس الحكومة، بل هناك إدانة كبيرة لما كتبه، فمحوه ليس مهماً أبداً”. وأضاف مالكا أنّه “إذا كان نتنياهو يستعد للجنة التحقيق، فليحررنا وليذهب ويستعد للجنة التحقيق”، مشيراً إلى أنّ “الثلاثة الآخرين في كابينت الحرب يمكنهم أن يُديروا الحرب من دون هذه الاعتبارات الغريبة، التي ترافق نتنياهو”. وأعرب عن عدم ثقته بتفكير نتنياهو في هذه الحرب، بسبب ما يحدث منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر، “عبر ماكينة السم والتغريدات وتوجيه الاتهامات وجمع الأدلة”. بدوره، قال الإعلامي والمستشار السابق لوزير الأمن، لـ “القناة الـ 12″، باراك ساري، إنّه “لا يهم إن مَحا نتنياهو التغريدة أو لا، لكن ذلك يشير إلى الأجواء خلف الكواليس، والتي بدأت بالتصريحات الخارجة من مكتبه، والتي تقول إنّه يفكر في اليوم التالي لانتهاء الحرب، وفي لجنة التحقيق التي ستُشكل، أي إنّه يُعِدّ الصياغات لذلك”. وأوضح ساري أنّ “نتنياهو شخص خبير جداً في الإعلام، وهو يعقد المؤتمرات الصحافية منذ سن الـ20 من عمره. فعندما تحدّث خلال المؤتمر الصحافي عن تحمل المسؤولية، فإنه قرأ هذا من دفتر مُعَدّ مسبّقاً ومن عبارات صاغها محامون، كي يكون دقيقاً، من دون أن يخطئ فيها”. أزمة ثقة وتُظهر هذه الموجة من الانتقادات والخلافات بين المستويين العسكري والسياسي أزمة الثقة العميقة بين نتنياهو و”الجيش” الإسرائيلي. هذا الأمر تحدّثت عنه صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية، في وقتٍ سابق، مشيرةً إلى أنّ “نتنياهو غاضب على مسؤولي الجيش الإسرائيلي، المتهَمين في رأيه بكل ما حدث، إذ يتعامل بضِيق صدر مع آراء ألوية الجيش وتقديراتها، ولا يسارع إلى تبنّي خططها”. كذلك، فإنّ العلاقة بينه وبين وزير الأمن، يوآف غالانت، تُصعّب العمل المشترك، بينما الخشية من العاصفة تتغلغل إلى قيادة “الجيش”. وقال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إنّ حذف نتنياهو تغريدته التي كرّر فيها عدم تلّقيه تحذيرات من الاستخبارات أو من “الشاباك” بخصوص عملية طوفان الأقصى، بسبب ردود غاضبة، “يكشف مستوى الصدمة والصفعة القوّية التي تلقاها أركان قادة الكيان وحكومته الفاشية”. وأضاف أنّ ما حدث “يعمّق حالة التأكّل والصراع الداخلي، ويفضح مجدّداً حالة التصدع والارتباك التي تنتاب حكومتهم وكيانهم الهش”. يُذكَر، في هذا السياق، أنّ محلّل الشؤون العسكرية في صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، عاموس هرئِل، كشف، في وقتٍ سابق، تلقّي المستوى السياسي في الكيان الإسرائيلي تحذيرات من المستوى الأمني بشأن شكوك تتعلق بتحركات في الجبهة الجنوبية، قبل ليلة من عملية “طوفان الأقصى”، إلاّ أنّه جرى تجاهل هذه الإشارات، وعُدَّت “ضعيفة”. وأكّد التقرير أنّ عملية “حماس” كانت بسبب “فشل استخباري وعدم استعداد كافٍ من الجيش الإسرائيلي”.
المصدر الميادين