موقع مصرنا الإخباري:
لا يستغرق سوى دقائق لإنجاز لوحة فنية فريدة يبدع فى تصميمها بعد النظر إلى صورة الشخص المراد رسمه أو المنظر الطبيعى ليثبت أن الإعاقة الحقيقية هى غياب الحافز والإرادة، وأن الموهبة لا تتوقف عند أى نوع من الإعاقة حتى لو كانت سمعية وحركية، وبحب وشغف يقبل الطالب على الأعمال الفنية التى عشقها منذ الصغر وأثقل موهبته فيها بعد الالتحاق بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادى ليحقق من خلال الدراسة ما يتمناه وينمى تلك الموهبة.
تتنوع الشخصيات والرسومات التى يحب الطالب أن يرسمها ويقضى الساعات فى إنجازها حبًا لتلك الشخصيات ولا ينسى الطالب أن يحتفظ بصورة لنفسه رسمها بالقلم الرصاص وترافقه فى الإحتفالات والمعارض أو التصوير، ولا يكترث لما يدور من ضجيج حوله حيث يركز على هدفه وما يقوم به من رسومات تنال إستحسان وإعجاب المحيطين به.
ويرافق الطالب فى المناسبات التى يذهب إليها أو اللقاءات أحد مترجمى الإشارة من المدرسين فى الكلية أو زملائه الذين تعلموا لغة الإشارة لمساعدة ذوى الإعاقة السمعية بالكلية، وذلك لتكوين حلقة تواصل مع الآخرين وفهم ما يشير إليه الطالب أو ما يحتاجه المحيطين منه.
قال حسين فهمي، 23 عاما، طالب بكلية التربية النوعية بجامعة جنوب الوادي، من كلاحين أبنود بقفط، من ذوى الإعاقة السمعية ،إن أسرته ساعدته فى تنمية موهبته التى عشقها منذ الصغر فى المرحلة الابتدائية وما قبلها، حيث كان لا يتعدى عمره الـ 6 سنوات وبدأ فى تعلم الرسم، وحصل فى الصف الثالث الثانوى على مجموع 73 % واستطاع تحقيق حلمه وهو الالتحاق بكلية التربية الفنية لمزاولة ما يحبه من أعمال فنيه مثل الرسم والنحت وغيرها من الأنشطة التى تتواجد بالكلية ويستطيع من خلالها تنمية موهبته وإثقالها.
وأوضح حسين، أنه يجيد الرسم بالألوان والخشب وكذلك أعمال الأركت والحديد والمشغولات الخشبية التى تحتاج إلى الحفر ويجيد رسم العديد من الشخصيات منها الشيخ محمد الشعراوي، والرئيس عبد الفتاح السيسي، والرئيس محمد أنور السادات، ومناظر طبيعية أتم رسمها، لافتًا إلى أن المدرسين فى السابق قاموا بمساعدته لتعلم الرسم وتنمية الموهبة وكذلك ساعدته الكلية والمجال الفنى على تعلم الكثير من الأعمال الفنية المختلفة مثل الأركت الذى يحتاج إلى مهارة ودقة فى التعامل، حيث يستغرق العمل الواحد أيام لإنجازه.
“بحدد الوجه وأقوم بالرسم”، بهذه الكلمات يبين الطالب طريقة رسمه للشخصيات، حيث يستعين بصورة الشخص على الموبايل ويقوم بتجهيز الأدوات من أقلام وأوراق ويبدأ فى تحديد الوجه ورسم العين والأنف والفم، ومن ثم تلوين اللوحة ولا يستغرق ذلك سوى دقائق لإنجاز الشكل النهائى لشخصيات البورتريه.
وأشار الطالب حسين فهمي، إلى أنه يريد من المجتمع أن يساعد الصم والبكم بإنشاء كلية خاصة بالصم لتطوير موهبتهم، وكذلك زيادة نسبة الـ 5% الخاصة بعمل ذوى الإعاقة إلى 10 % لزيادة فرص العمل وإتاحة فرص عمل مناسبة لخريجى الكليات والمعاهد، وأنه على استعداد لمساعدة الطلاب الموهوبين فى الرسم والذين يحتاجون إلى تدريب ودعم فى الكلية وخارجها.
نقلاً عن اليوم السابع