ليلة في المطار العسكري

موقع مصرنا الإخباري:
قبل عدة ساعات من مجئ الطائرة العسكرية المصرية التى تقل على متنها أبناء الجالية المصرية والبعثة الأزهرية وبعض مسئولى السفارة المصرية العائدين من أفغانستان، نظمت إدارة الشئون المعنوية زيارة إعلامية ميدانية لاستقبال العائدين من أبناء الجالية المصرية لأرض الوطن، الذين صدر لهم توجيه من الرئيس عبد الفتاح السيسى، رئيس الجمهورية، القائد الأعلى للقوات المسلحة بتقديم كافة أوجه الرعاية وتقديم التيسيرات لعودة الجالية المصرية إلى أرض الوطن، حيث أقلعت طائرة نقل عسكرية مصرية أعادتهم للوطن، وكان التنظيم كعادة ادارة الشئون المعنوية على أعلى مستوى من التجهيزات والاستعدادات، وبينما كنا نستعد لاستقبال العائدين، كان هناك ملايين المصريون الذين يتابعون الشاشات والسوشيال ميديا، حتى يطمئنوا على إخوانهم المصريين، خاصة فى ظل المشاهد التى انتشرت عن مطار كابول وما تم فيه من مآسى وقت اجلاء رعايا دول كبرى.

كانت الأعين متجهة للطائرة العسكرية وهى تحط على أرض المطار، وفور نزول المواطنين المصريين، شدني ملاحظة رئيسية أنهم مطمئنين ويحملون ثقة كبيرة فى وجوههم وحديثهم معنا، وتلك الثقة ليست مصطنعة أو ارهاق ناتج عن طول السفر، لكنها مستقرة فى خطابهم، ومنبعها الثقة فى الدولة المصرية ذاتها فى أنها لن تتركهم فريسة لأى فصيل يخرج عن السياق فى دولته، وكانت التوجيهات المباشرة بضرورة عودة أى مصرى من أفغانستان طالما وصل علمه للسفارة المصرية هناك، ثم الشيئ الآخر كان سؤالي لأبناء البعثة الأزهرية، هل من تعلم على أيديكم من الأفغان قادر على الفرز والمواجهة والتنوير، وهل بعثة الأزهر التى تعمل فى كابول منذ 2009 تقريبا، أسست فكرا وسطيا إسلاميا قادر على مواجهة الأفكار الظلامية، وكانت الاجابة “بالتأكيد نعم” ، فكل من تخرج على أيدى علماء الأزهر الشريف، قادر على نشر الفكر الوسطى التنويرى، كما أن بعض من مشايخ الأزهر فى كابول، كانوا يشاركون فى البرامج الحوارية بالتلفزيون فى أفغانستان، وكلها وسائل ستساعد أهالى أفغانستان على مواجهة ما هم قادمون عليه، وبالرغم أن الدولة الأفغانية سقطت تقريبا فى مدة لا تجاوز إسبوعين من انسحاب القوات الأمريكية، إلا أن الأفغان ما زال لديهم فرصة لوضع جديد يتماشى مع فكرة الدولة والمؤسسات، لو استطاعوا فرض ذلك على السلطة الجديدة.

بقلم
زكي القاضي

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى