صوت الحقيقة تحت الاعتقال بقلم أحمد آدم 

موقع مصرنا الإخباري:

صوت الحقيقة تحت الاعتقال: سارة ويلكنسون ونضالها من أجل فلسطين 

 

في خطوة أثارت الكثير من الجدل، أقدم النظام البريطاني على اعتقال المراسلة والناشطة في حقوق الإنسان سارة ويلكنسون، المعروفة بدعمها الصريح للقضية الفلسطينية وعملها في منظمة MENA Uncensored، التي تسعى لنقل الحقيقة حول ما يجري في غزة والضفة الغربية إلى العالم.

سارة ويلكنسون ليست مجرد مراسلة؛ بل هي صوت حقوق الإنسان في منطقة الشرق الأوسط، حيث كرست جهودها لنقل معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال الإسرائيلي. عملها الشجاع في تغطية الأحداث من قلب المناطق المتوترة، وتوثيقها للانتهاكات التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، أكسبها احترام الكثيرين. لكنها في المقابل، أثارت غضب الحكومات التي تسعى لفرض رواياتها الخاصة على العالم.

الحكومة البريطانية، التي لطالما وُجهت إليها اتهامات بدعمها غير المشروط لإسرائيل، أقدمت على هذه الخطوة المثيرة للريبة بحجة أن سارة ويلكنسون تدعم الإرهاب. هذه الاتهامات التي تفتقر إلى أي أساس منطقي، تأتي في إطار محاولات واضحة لإسكات الأصوات التي تفضح الحقيقة، وتكشف عن الجرائم التي تُرتكب بحق الفلسطينيين.

لقد أصبح من المعتاد أن تتخذ الحكومات الغربية مثل هذه الإجراءات ضد النشطاء الذين يسلطون الضوء على القضايا الإنسانية في مناطق النزاع. استخدام تهمة “دعم الإرهاب” كذريعة للاعتقال هو تكتيك قديم يهدف إلى تشويه سمعة الأفراد، وإبعاد الانتباه عن الأفعال القمعية التي تمارسها بعض الدول بحق الشعوب المضطهدة.

هذا الاعتقال يعكس التناقض الصارخ في سياسات الحكومة البريطانية التي تدعي دعمها لحقوق الإنسان، بينما تقوم في الوقت ذاته بقمع أولئك الذين يدافعون عن هذه الحقوق. في واقع الأمر، ليس من الغريب أن تواجه سارة ويلكنسون هذا المصير، وهي التي لم تخشَ يوماً من نقل الحقائق المرة حول معاناة الفلسطينيين، حتى لو كلفها ذلك حريتها.

اعتقال سارة ويلكنسون يثير تساؤلات عديدة حول حرية الصحافة وحقوق الإنسان في الدول التي تدعي أنها رائدة في هذه المجالات. إذا كانت الحكومة البريطانية تدعم فعلاً حرية التعبير وحقوق الإنسان كما تزعم، فلماذا تعتقل من ينقل الحقيقة؟ ولماذا تُوجه تهم زائفة لمن يدافع عن حقوق الشعوب المظلومة؟

في الختام، يبقى السؤال الأكبر: إلى متى ستستمر الحكومات في استخدام تهم ملفقة لتبرير قمعها للأصوات الحرة؟ وهل سيظل العالم صامتًا أمام هذه الانتهاكات الواضحة لحقوق الإنسان وحرية الصحافة؟ إن اعتقال سارة ويلكنسون ليس مجرد هجوم على فرد، بل هو هجوم على الحقيقة وعلى كل من يسعى لنشرها في وجه الظلم.

أحمد آدم

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى