موقع مصرنا الإخباري:
تحظى “هواية صيد الصقور” باهتما كبيرا من قبل عائلات الطحاوية بمحافظة الشرقية حيث توارثها الأجيال جيلاً بعد جيل، ويحرص أبناء العائلة والعائلات الأخرى على السير على خطى الآباء والأجداد فيما يتعلق بتربيتها واقتنائها.
ومنذ زمن بعيد كان يعتمد الأجداد في محافظة الشرقية على الصقور والطيور الجارحة في صيد الأرانب وطيور الحبارى والحمام والحيوانات وذلك لتوفير الطعام أو حتى بيع ما يتم اصطياده من الحيوانات كمصدر رزق ودخل لهؤلاء.
هواية صيد الصقور
“تشتهر” عائلات الطحاوية بجزيرة سعود والمدن الأخرى التابعة لمركز الحسينية بمحافظة الشرقية بصيد الصقور النادرة في العالم، وعالم الصقور له سحر وأسرار، ويمارس الكثير من أبناء الجزيرة هواية صيد الصقور.
«بوابة أخبار اليوم» انتقلت إلى جزيرة سعود، والتقت الحاج سعد سعود مريوط أشهر مدرب وصائد صقور بمحافظة الشرقية فيقول إن جزيرة سعود من أقدم القرى التي تهوى صيد الصقور في العالم وهذه هواية الآباء والأجداد من قبل وتوارثناها منهم، مشيرا إلى أن جزيرة “سعود” كان يتوافد عليها الكثير من الأمراء والملوك لمزاولة تلك الهواية، وأخذ الصقور من هذا البلد، وعلى رأسهم الراحل الشيخ” زايد بن سلطان آل نهيان ” حاكم الإمارات ونجله “محمد” كانا يرسلا مندوبا خاص لهما لأخذ الصقور من جزيرة سعود، حيث كان هناك نشاط واسع للسياحة الصحراوية في مصر وللأسف توقفت تلك الهواية واندثرت في منتصف التسعينات بعد أن توقف حضور الهواة من الخليجيين لممارسة هواية الصيد داخل مصر.
اقتراح للسياحة
واقترح الحاج سعود أن يُسمح بدخول السياح الخليجيين ومعهم الصقور ومزاولة هواية الصيد في مصر مع فرض رسم على كل طير يدخل عبر الموانئ المصرية مما يؤدي ذلك إلى تنشيط السياحة المصرية، كما أقترح أن يتم استخراج تصاريح لهواة الصيد من المصريين في الفترة من 1 سبتمبر حتى 30 نوفمبر مع فرض رسوم على كل تصريح تحدده الدولة على المصريين.
الحر والشاهين بأسعار خيالية
وعن أنواع الصقور، قال إنهما ينقسمان إلى نوعين الصقر الحر والشاهين، والأخير هو الأغلى سعرا إذ يتم المزايدة عليه في مزادات علنية بدول الخليج قد يصل سعره من 50 ألف دولار وحتى 300 ألف دولار .
طريقة تمنع الانقراض
وأشار إلى أن عملية صيد الصقور بالشباك الحية لا يؤدي إلى انقراضها إطلاقا لأنه لا يتم اصطيادها بالأعيرة النارية، مشيرا إلى أن الصقر بعد أن يتم صيده يتم تدريبه على أعمال القنص أي يصطاد الفريسة كالحمام والحبارة وغيرها، وجميع هذه الطيور يتم إطلاقها في الهواء الطلق بعد إنهاء رحلة الصيد، للعودة لموطنها الأصلي لتتكاثر من جديد.
هواية صيد الصقور
وأوضح الحاج سعود أن الصقور منذ عملية صيدها يتم رعايتها طبيا وغذائيا، لافتا إلى أن هناك مواسم لعملية الصيد تبدأ من بداية شهر سبتمبر وتنتهي فى نهاية نوفمبر، وتستغرق مدة الرحلة 40 يوما، نعيش في الصحراء ونجهز معنا كافة المتطلبات اللازمة لرحلة الصيد.
وعن كيفية الصيد، قال نشبك الصقور عن طريق إغرائها بطير حمام ونضع على جسمها شيئا يشبه القميص وفوق هذا القميص نعقد دوائر صغيرة من خيط يشبه سنارة السمك، وهذه الدوائر تكون مربوطة بخيط آخر يكون بدايته معنا، بعد ذلك نطلق “الفريسة” وبمجرد رؤية الصقر لها يأتي لينقض بمخالبه على الحمامة فتشبك مخالبه بالحلقات فنبدأ في شد الخيط حتى تغلق الحلقات على مخالبه ونسحبه إلى الأرض.
وأكمل: «صيد الصقور يتطلب الصبر والرضا بقضاء الله، لأن كثيرا ما نقضي فترة طويلة في عملية الصيد دون أن نشبك صقر واحد، ونعامل الصقر باحترام، لأن الصقر عفيف النفس، ونظيف إلى أقصى درجة وحساس جدا فلو كُسرت منه ريشة في الأسر يظل حزينا ومكتئبا».
تربية مكلفة
وعن جودة الطير، قال: إن الصقر الجيد يُعرف من الريشة والكف والمنقار، وتربية الصقر مكلفة حيث يأكل يوميا بما يعادل 25 جنيها و شهريا 750 جنيه، يتغذى على الحمام والسمان أو اللحم الطازج، ومعظم صائدي الصقور في جزيرة سعود، يأخذون من صيد الصقور هواية وليس تجارة، والتجارة الأساسية في دول الخليج.
الترويض
وأوضح أنه من أجل ترويض الصقر بسرعة لابد من تجويعة حتى يجبره على تقبل الأوامر والقدرة على الطاعة إضافة إلى حمل الطير في فترة التدريب وقد يمضي المربي ساعات كثيرة وهو يحرك الصقر على يده ويكلمه وينزع الغطاء عن عينيه، وكل ذلك يحدث في المجلس حتى يعتاد حركة الناس ويطمئن إليهم.
هواية صيد الصقور
وتختلف طريقة الصيد بالنسبة للصقور التي تطير في مستوى مرتفع عن غيرها حيث يحلق الصقر على ارتفاع كبير في الهواء في انتظار فريسته فإذا رآها انطلق وراءها وانقضَّ عليها بسرعة مذهلة تكاد تصل إلى 275 كيلومتراً في الساعة.
في حين يحط الصقر الذي يطير على مستوى منخفض على جذع شجرة ويتفحص المنطقة المحيطة به بدقة، وما إن يلمح فريسته حتى ينزلق بجناحيه بين الأشجار ثم ينقض عليها وهي في غفلة عنه.