موقع مصرنا الإخباري:
استطاع 15 فدائيا من أعضاء منظمة سيناء العربية، فى حرب أكتوبر 1973 المشاركة فى الدفاع عن محافظة السويس فى مواجهة الاحتلال، واستشهد منهم وتوفى 14 من الأبطال، وكان آخر المتوفين منذ 20 يوما البطل أحمد العطيفي، ولم يتبق منهم على قيد الحياة سوى البطل الفدائى الملقب بـ”صقر السويس” عبدالمنعم قناوى.
عبد المنعم قناوى.. الملقب بـ”صقر السويس”، أحد أبطال محافظة السويس قبل حرب 73، استطاع إنقاذ مقر قيادة الجيش الثالث من كارثة كانت تهدد بتدميره، وظل إلى يومنا هذا يناضل من أجل الحياة، ويعمل حاليا سائق لسيارة ميكروباص، يقوم من خلالها بتوصيل طلاب السويس يوميا إلى مدارسهم، ودائما ما يحكى لهم عن بطولات آبائهم وأجدادهم الذين نجحوا فى تحرير بلادهم.
البطل عبد المنعم قناوى، من مواليد السويس فى 21 فبراير 1945، وهو أحد فرسان منظمة سيناء العربية، التى شكلها مجموعة من الفدائيين، لمعاونة القوات المسلحة فى حربها ضد اليهود عقب النكسة، وكان لسنوات طويلة بطلاً فى الدراجات والرماية وخاصة طوال سنوات الدراسة، وحصل على العديد من البطولات.
ويقول عبد المنعم قناوى، إنه بعد إنشاء منظمة سيناء العربية تم اختيار المتطوعين بها بعناية، والتى ظل التدريب فيها متواصلاً على العمليات الفدائية حتى تمت تصفية المتقدمين من 150 شخصاً إلى 40 فدائياً نتيجة التدريب الشاق، حيث قاموا بتنفيذ عمليات نهارية على أهداف متحركة أولها تلك سنة 1969 أثناء حرب الاستنزاف، ورفع وقتها العلم المصرى لأول مرة فوق سيناء.
ويروى قناوى أصعب المواقف التى مر بها أثناء العمليات الفدائية التى شارك بها ومنها عملية اختطاف مدير المخابرات الإسرائيلية حينما كان متجها إلى “أبو رديس” والحصار الذى عانوا منه لمدة 36 ساعة وصعود عبد الناصر لرؤيتهم وتشجيعهم من الجانب الآخر.
وعن قصة إنقاذ مقر الجيش الثالث، يقول قناوى إنها بدأت مع المقدم فتحى عباس قائد المخابرات العسكرية، الذى طلب من البطل محمود عواد، قائد مجموعة منظمة سيناء، أن يرشح له أحد أفراد المجموعة للقيام بمهمة فدائية سرية خاصة داخل سيناء بدون سلاح وتم اختيارى، فالمهمة كانت استطلاع تحركات العدو بدقة.
ويشير قناوى إلى أنه على الفور حمل الأدوات اللازمة للمهمة وهى آلة التصوير وجهاز اللاسلكى، الذى كان يستخدمه لبث الرسائل بعد سماع النداء المتفق عليه من إذاعة صوت العرب عقب كل نشرة.
ويؤكد قناوى، أنه تم إنقاذ مقر قيادة الجيش الميدانى من كارثة كانت تهدد بتدميره بعد حادث ثغرة الدفرسوار، حيث كان بصحبة دليل أعرابى يساعده فى جمع معلومات عن مدينة السويس وداخل دروب جبل عتاقة، وتمكنوا من اكتشاف موقع إسرائيلى سرى يوجد به أربعة جنود يرصدون مقر الجيش الثالث، وعليه قام بتصوير الموقع وقدم الأفلام للقيادة فى مقر الجيش الثالث وبمجرد دخوله قابل اللواء المرحوم عبد المنعم واصل، فقرر على الفور نقل مقر قيادة الجيش الثالث إلى موقع آخر وبالفعل قام الإسرائيليون بشن هجوم كثيف على الموقع بعد مغادرته وبفضل الله تم إنقاذ القيادة من كارثة محققة.
ويذكرنا قناوى بكلمات الزعيم جمال عبد الناصر عندما توجه إلى السويس فى يوليو 1966 قائلا: “ما من بلد ارتبط اسمه بالتاريخ المصرى مثل السويس، وتلتها بعدها بسنوات كلمات الرئيس السادات، مؤكداً أن السويس لم تدافع عن نفسها فقط بل عن كل مدينة مصرية.