من الأهمية بمكان، ونحن نكتب ونتابع أخبار “كورونا”، نُصدر للناس الأخبار الإيجابية، ونمنح الجميع طاقة أمل وتفاؤل بأن القادم أفضل، وأن الوباء في طريقه للانتهاء دون رجعة عما قريب بإذن، لتعود حياتنا بشكلها الطبيعي.
المفرح في الأمر، ما أعلنته مديرية الصحة بسوهاج بعدم تسجل أي حالات إصابة جديدة بفيروس كورونا بجميع المستشفيات، حيث سجلت مستشفيات المحافظة لأول مرة “صفر” إصابات خلال الــ24 ساعة الماضية.
الأكثر بهجة، أن وكيل وزارة الصحة بسوهاج، أكدت استقرار الوضع الوبائي بالمحافظة تماما وعودة المستشفيات للعمل وتقديم الخدمات الطبية، وانتظام العمل بالعيادات والأقسام المختلفة، مناشدة المواطنين بعدم التخلي عن تطبيق الإجراءات الاحترازية والاستمرار في تطبيق قواعد مكافحة العدوى والتباعد الاجتماعي في الأماكن المزدحمة.
هذا التقدم الملموس، والنجاح الكبير في السيطرة على الوضع الوبائي بسوهاج لم يأت اعتباطيًا، وإنما سبقته جهود ضخمة، سواء حكومية أو شعبية، برعاية اللواء طارق الفقي محافظ سوهاج، فيما تبذل الدكتورة كريمة حامد وكيل وزارة الصحة بسوهاج جهودًا كبيرة في التصدي للجائحة، من خلال جولاتها المكوكية على المستشفيات، والتأكيد على توفر الأدوية وتقديم النصائح الطبية والوقائية للمواطنين باستمرار، فضلًا عن الدور الكبير الذي تلعبه المستشفى الجامعي بقيادة الدكتور حمدي سعد في سوهاج، وهو الأمر الذي توج بتسجيل الرقم “صفر” في الإصابة بكورونا.
الأمر لم يختلف كثيرًا لدى المواطنين، الذين قدموا نموذجًا راقيًا وواعيًا في التعامل مع الجائحة، حيث كانت الإجراءات الاحترازية حاضرة وموجودة في المحافظة، وإذا تجولت في قرى ونجوع سوهاج تشاهد المواطنين وهم يتحركون بالكمامات، فيما التزمت المحال والمقاهي والمتاجر بقرارات الحكومة، وظهرت المطهرات في كافة أماكن التجمعات.
“الوعي” كان عنوان المشهد في سوهاج، وتقدير “الخطر” والتعامل بحذر كان ملموسًا بين المواطنين، الذين عانوا الأمرين من الفيروس خلال الأشهر الماضية، حيث غيب الموت الأحباب والأصدقاء، ليكون الالتزام حاضرًا وموجودًا حفاظًا على النفس والأقارب والأصدقاء، لينحصر الفيروس ويتلاشى وصولًا للرقم “صفر”.
بقلم محمود عبدالراضي