موقع مصرنا الإخباري:
أيام قليلة تفصلنا عن رمضان، شهر الرحمة والمغفرة والمحبة والخير، حيث يتبارى الجميع في اخراج الصداقات ومساعدة البسطاء، ورسم البسمة على الوجوه، وغناء غير القادرين عن السؤال.
عظيم أن يساعد الأشخاص بعضهم البعض، ويمد القادر يد العون لغيره، وأن يكون هناك نوع من التكافل والود والرحمة بين الناس، لكن من الأهمية بمكان أن نجتهد في شكل اخراج الصدقة، ونتحين الفرص لإخراجها بشكل يحقق الغاية المرجوة منها دون أذى لمتلقيها.
للآسف، عدد ليس بقليل، يحرص على التباهي بالصداقات، فيقتل حياء البسطاء، عندما يُصر على تصوير الصدقات، وارغام البسطاء على التقاط الصور والفيديوهات أثناء استلامهم للمساعدات، فلا يخلو المشهد من سيلفي، وانتشار الصور على صفحات الجمعيات الخيرية، للتباهي والتفاخر، دون الالتفات أنهم يتاجرون بمشاعر هؤلاء البسطاء.
بعض البسطاء ممن يحصلون على “كراتين غذائية” كمساعدة من الجمعيات، يضطر لشراء أكياس بلاستيكية، وإخراج السلع من الكراتين ووضعها في أكياس، حتى لا يحرج وهو داخل منزله، فقد تسببت هذه الجمعيات له في عناء نفسي كبير.
إذا كان الهدف من الصدقات أن نتقرب بها من المولى عز وجل، الذي أدبنا أدباً آخر، فقال تعالى: “وَلا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ تُنفِقُونَ وَلَسْتُمْ بِآخِذِيهِ إِلَّا أَنْ تُغْمِضُوا فِيهِ”، فلماذا نجعل البسطاء يعانون الأمرين وهم يحصلون على هذه الصدقات؟؟!!
قبل أن تسعدوا البسطاء بكراتين رمضان، اسعدوهم نفسيًا، حافظوا على كرامتهم وحيائهم، واحترموا رغبتهم في الحصول على الصدقة بهدوء دون ضجيج، حتى يتحقق الهدف المرجو، وتحصلوا على الأجر الكبير.
بقلم محمود عبدالراضي