صحيفة لوموند الفرنسية : التعبئة المؤيدة للفلسطينيين تتكثف في الولايات المتحدة

موقع مصرنا الإخباري:

قالت صحيفة لوموند الفرنسية إن المبادرات المنددة بتواطؤ إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن في القتل المستمر في غزة تتضاعف، وأصبحت جزءا من المناقشات المتعلقة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، مشيرة إلى تزايد المظاهرات أمام المباني العامة ومنازل المنتخبين، والتصويت على قرار لصالح وقف إطلاق النار في عشرات المدن. وانطلقت الصحيفة -في تقرير بقلم كورين لينيس مراسلتها في سان فرانسيسكو- من بلدة أوجاي الصغيرة قرب لوس أنجلوس، حيث يقطن 7500 نسمة، لأنها أصبحت المركز الإعلامي للتعبئة المؤيدة للفلسطينيين في ولاية كاليفورنيا، بعد أن اقتحمت مجموعة صغيرة من النشطاء المحليين قاعة المجلس البلدي بقيادة بستاني المناظر الطبيعية سايروس ماير (29 عاما). واقتحم الشاب، الذي كان يرتدي الكوفية وقماشا مغطى بالحبر الأحمر، يوم 13 فبراير/شباط الجاري قاعة المجلس البلدي، حيث كان المسؤولون المنتخبون مجتمعين، وصرخ “النجدة! أوقفوا إطلاق النار! أوقفوا النار!”، قبل أن ينهار على الأرض وكأنه يتلقى ضربة قاتلة. ثم أمسك أعضاء المجموعة بالميكروفون وقرؤوا أسماء الأطفال الفلسطينيين الذين قتلوا في القصف الإسرائيلي، وبثت امرأة تسجيلات على هاتفها الخلوي لصراخ الضحايا، وقالت “لماذا لا يفعل أي شخص أي شيء؟”. ويأتي نشطاء أوجاي، في كل اجتماع للمجلس البلدي، للمطالبة بدراسة قرار دعم سكان غزة، ويقول ماير -وهو ابن لأم يهودية أشكنازية وأب إيراني- إن “هذا هو الإجراء الواقعي الذي يمكننا اتخاذه، نحاول الضغط على السلطات المحلية للمطالبة بوقف إطلاق النار”، مشيرا إلى أن الفقر و”وحشية الشرطة” جعلاه “يدرك الظلم” منذ الطفولة. وبالإضافة إلى مجلس المدينة، استهدفت المجموعة الفندق الفاخر الذي يجذب مشاهير هوليود، والذي تملكه عائلة كراون الثرية في شيكاغو، وهي أحد المساهمين الرئيسيين في شركة جنرال ديناميكس المصنعة للمعدات العسكرية التي تستخدم إسرائيل قنابلها، وبالتالي “تجمع البلدية ضرائب من هذا الفندق الذي يستفيد صاحبه من الإبادة الجماعية للفلسطينيين”، حسب انتقاد ماير. وفي نهاية المطاف، كانت التعبئة “ناجحة”، حسب الناشط الشاب، إذ تبنى مجلس المدينة دعوة وقف إطلاق النار بأغلبية 3 أصوات مقابل صوت واحد، وبررت العمدة بيتسي ستيكس هذا القرار قائلة إنه “للحد من المعاناة قدر الإمكان”. المظاهرات تتزايد وليست أوجاي سوى مثال واحد من بين آلاف الأمثلة الأخرى، إذ لم تتوقف التعبئة المؤيدة للفلسطينيين في الولايات المتحدة بعد مرور 4 أشهر على بدء الحرب. بل تتكاثر المظاهرات أمام المباني العامة، كمباني الكابيتول في الولايات والمطارات، بل وحتى أمام منازل المسؤولين والمنتخبين، مثل منازل وزير الدفاع لويد أوستن، ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الديمقراطية السابقة التي تقدمت بشكوى، وأمام مقرات شركات النفط مثل شيفرون التي تدير حقل غاز قبالة سواحل إسرائيل. ومنذ الخريف -كما تقول المراسلة- تبنت أكثر من 70 مدينة، ومن بينها شيكاغو وسياتل وسانت لويس وماديسون ومينيابوليس وأوكلاند وأتلانتا، قرارات تدعو إلى وقف إطلاق النار، غالبا بعد مناقشات شاقة وإحجام المسؤولين المنتخبين الذين يفضلون تجنب الاضطرار إلى اتخاذ موقف بشأن الصراع الذي يقسم سكان مدينتهم بشدة. وفي شيكاغو، أكبر مدينة دعت إلى وقف إطلاق النار، كرر نص قرار البلدية شروط قرار الأمم المتحدة الذي استخدمت الولايات المتحدة حق النقض (الفيتو) ضده ديسمبر/كانون الأول الماضي، وقال المستشار الديمقراطي دانييل لا سباتا “هل أعتقد أن تصويتنا اليوم يؤثر بشكل مباشر على السياسة الدولية؟ لا، أنا لا أعيش على الأوهام. لكننا نصوت لمساعدة الناس على الشعور بأنهم مسموعون في عالم الصمت”. وفي مدينة إلينوي، التي تضم أكبر جالية فلسطينية في البلاد وعددا كبيرا من السكان اليهود، أعلن الحاكم جيه بي بريتزكر المقرب من جو بايدن أنه يشعر بخيبة أمل، بعد أن أدلى عمدة المدينة براندون جونسون، بالصوت الحاسم للاختيار بين المعسكرين، 23 صوتا مقابل 23، ليتظاهر المئات من طلاب المدارس الثانوية في الشوارع ضد القصف في غزة في اليوم التالي. “جُو الإبادة الجماعية” وأشارت المراسلة إلى أن أغلب القرارات تم تبنيها في ولايات ديمقراطية أو متأرجحة، وقد دعت ممثلة ميشيغان رشيدة طليب، المسؤولة المنتخبة الوحيدة من أصل فلسطيني في الكونغرس الفدرالي، الديمقراطيين إلى إظهار خيبة أملهم من سياسات بايدن من خلال التصويت على خيار “غير ملتزم” بدلا من خيار الرئيس المنتهية ولايته. وقد حظيت الحملة، التي أطلق عليها اسم “استمع إلى ميشيغان”، بدعم المخرج مايكل مور، وهو من مواطني الولاية في تصويت رمزي إلى حد كبير، لأن بايدن ليس لديه خصم حقيقي في الانتخابات التمهيدية، ولكن هذا التصويت يظهر سخط جزء من المعسكر الديمقراطي على شاغل البيت الأبيض. ونبهت المراسلة إلى أن بايدن الذي يطلق عليه الناشطون “جُو الإبادة الجماعية”، يرافقه الآن في كل رحلة من رحلاته موكب من المتظاهرين، يرفعون لافتات تدين تواطؤ الولايات المتحدة في عمليات القتل في غزة، كما يواجه على تطبيق تيك توك حيث فتح للتو حسابا -مخالفا تحذيرات إدارته- سيلا من التعليقات المروعة من سياساته. ويوم الأحد 25 فبراير/شباط الجاري، أضرم آرون بوشنل (25 عاما)، وهو جندي من القوات الجوية لا يريد أن يكون متواطئا في الإبادة الجماعية، النار في نفسه أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن، وسقط وهو يصرخ “فلسطين حرة” قبل أن يموت متأثرا بحروقه.

المصدر : لوموند

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

آخر العناوين

عناوين أخرى