موقع مصرنا الإخباري:
تعيش جماهير النادى الأهلي حالة من الفرحة الممزوجة بالقلق تزامناً مع مشاركة الفريق فى كأس العالم للأندية، باعتباره بطل القارة الأفريقية، فى ليلة من ليالي العالمية مع أفضل أندية العالم، وحدث تنتظره جماهير العالم، بأمنيات وطموحات لظهور المارد الأحمر بشكل يليق بتاريخه وإنجازاته المشرفة بين الكبار، أما القلق فيتمثل فى القرعة التى أوقعته فى مواجهة قوية أمام الدحيل، صاحب الأرض، وحال الفوز عليه يصطدم المارد الأحمر بمواجهة نارية أمام بايرن ميونخ بطل أوروبا، وهو ما يثير قلق الجماهير خوفاً من الخسارة الثقيلة _ لا قدر الله _ وما يترتب عليه من هاشتاجات الشماتة ووصلات الردح من البعض على صفحات السوشيال ميديا.
فرحة أمجاد الأهلى وصولاته وجولاته فى أول مشاركة بمونديال اليابان تسيطر على عقولنا جميعاً، نتذكر فرحة أول أهداف الأهلى فى المونديال بأقدام عماد متعب أمام سيدنى الأسترالى عام 2005، وكيف خطف جيل بركات وتريكة وفلافيو العقول والقلوب حينما أبدع وتألق فى العام التالى وحقق برونزية العالم، وعلى الرغم من مشاركات الأهلى بعدها فى المحفل العالمى تبقى نسخة 2006 خالدة فى أذهان الجماهير والتى تطمح فى استعادة تلك الأمجاد، وبدأت تستعيد تلك الذكريات بدءاً من لحظة التتويج ببطولة أفريقيا، وباتت تطرح التساؤلات وتعقد المقارنات وقلوبها مشبعة بالطموح وعقولها لا تفكر إلا فى الفرحة بغض النظر عن أى شيء آخر.
إذا كنت من جماهير الأهلى فيجب أن تتحلى بالثقة الكاملة فى فريقك وجهازه الفنى ولاعبيه، وأنهم على قدر المسئولية، وأنهم يعون جيداً أن تلك البطولة ليست تكريماً، ولا بد أن يظهروا شخصية الأهلى التى طالما أرعبت الخصوم وتغلبت على الصعاب، لأنهم يحملون طموحات جماهيرهم المنتشرة فى ربوع الأرض، وربما شاهدنا ذلك الاستقبال الحافل للبعثة لدى وصولها فضلاً عن الملايين الذين ينتظرون بشغف دعم وتشجيع الفريق وكلهم أمل أن يقدم الفريق مستوى يليق بحجم وتاريخ النادى الأهلى وطموحات جماهيره.
أما إذا كنت مشجعاً لأحد المنافسين، فالأهلى غنى بشعبيته وجماهيره العريضة فى كل أنحاء العالم، لا يعنيه الآخرون، دعمهم أو حتى شماتتهم، ويكفيه فخراً التتويج بأكبر بطولة قارية ومشاركته فى المحفل العالمى الذى يتابعه العالم، لذا فرحة جماهيره بالمشاركة فى المونديال مع أبطال العالم تغنيه عن أى شيء آخر وتشغله عن الالتفات لأى حملات تحفيل من أرباب السوشيال ميديا.
أما مقارنة موسيمانى بجوزيه فى المطلق فتبدو ظالمة وليست فى محلها، خاصة بعد النجاحات التى حققها الداهية البرتغالى وصولاته وجولاته مع الفريق فى كأس العالم للأندية وكيف أبهر العالم، بالإضافة إلى سجل إنجازاته وبطولاته الذى يفوق ألقاب أندية تدعى أنها أندية بطولات، فضلاً عن اختلاف الظروف والطموحات وجيل اللاعبين أيضاً، ولكن يبقى العامل النفسى مشتركاً بين المدربين، حيث يجيد كل منهما التقرب للاعبين وإخراج أقصى ما لديهم، وكيف أعاد روح الفانلة الحمراء للفريق منذ لحظة قدوم موسيمانى للأهلى وترجم ذلك فى نهائى أفريقيا وحسمه بالقاضية.
لا تشغلوا أنفسكم بعقد مقارنات أو أداء أو نتائج الفريق، يكفينا فرحة المشاركة فى المونديال مع أفضل أندية العالم، وهذا فخر كبير لا تشعر به إلا الجماهير أصحاب البطولات التى اعتادت على فرحة التتويج وتحقيق الألقاب.
كلنا ثقة أن موسيمانى على قدر الحدث ويعى جيداً حجم الإنجاز الذى ينتظره لكتابة اسمه ضمن قائمة العظماء داخل جدران القلعة الحمراء، لذا يجب ترتيب أوراقه جيداً واختيار أفضلها، والتركيز فى مباراة الدحيل وعدم الانشغال بمواجهة البايرن، وقبل هذا وذاك الاستمتاع بكرة القدم فى هذا المحفل العالمى وتقديم أداء يليق باسم وتاريخ بطل أفريقيا.
الجيل الحالى بالأهلى يعى تماماً أن أمامهم فرصة عظيمة لكتابة تاريخ مشرف بكأس العالم للأندية، لأن حلم المشاركة فى هذا الحدث العالمى بدأ بالتتويج ببطولة أفريقيا، وهناك فرصة لاستكماله بإضافة إنجاز جديد لهم وللنادى الأهلى لكتابة تاريخ جديد فى المشاركة السادسة لنادى القرن بمونديال الأندية.
رسالتى إلى لاعبى الأهلى.. أنتم على موعد مع التاريخ مع أفضل أندية العالم أبطال القارات، فى ليلة من ليالى العالمية تستوجب أن تكونوا على قدر المسئولية، مثلما عهدناكم دائماً، أما جمهوركم فسيظل داعماً لكم خطوة بخطوة فى كل زمان ومكان، لأن الأهلى سيظل دائماً “جمهوره ده حماه”.