موقع مصرنا الإخباري:
يتم تسليط الضوء بشكل أكبر على المحنة المأساوية والمعاناة التي لا يمكن تصورها للشعب الفلسطيني في قطاع غزة مع بداية شهر رمضان المبارك.
في كل عام يستعد سكان غزة لشهر الصيام بالاحتفالات والزينة والأضواء والفوانيس في الشوارع والأسواق والمساجد.
لكن هذا العام مختلف تماما. يشعر الفلسطينيون في الأراضي المحاصرة بمزاج كئيب لأن شبح حرب الإبادة الجماعية والمجاعة التي تشنها إسرائيل قد طغى على الشهر الفضيل الذي عادة ما يكون احتفاليا.
وقتلت إسرائيل أكثر من 31 ألف فلسطيني في غزة منذ شنت الحرب على القطاع في السابع من أكتوبر/تشرين الأول.
كما فرضت إسرائيل حصاراً كاملاً على غزة بعد وقت قصير من بدء الهجوم. وقد فرض النظام قيوداً صارمة على دخول الغذاء والماء والأدوية وغيرها من الإمدادات.
كما أطلقت القوات الإسرائيلية النار على أشخاص كانوا ينتظرون تسليم الأغذية من عدد محدود من الشاحنات التي سمح لها بدخول غزة، مما أدى إلى مقتلهم.
وكما قال خبراء الأمم المتحدة، فإن إسرائيل تقوم عمدا بتجويع الفلسطينيين في غزة.
ويعاني سكان غزة من نقص حاد، ولا تملك الأسر سوى القليل من الطعام أو الماء للإفطار في شهر رمضان.
وقد فر معظم سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة إلى مدينة رفح الواقعة في أقصى الجنوب بموجب أوامر الجيش الإسرائيلي في أعقاب الهجمات المتواصلة التي يشنها النظام في جميع أنحاء القطاع.
لكن الغارات الجوية الإسرائيلية تواصل حصد المزيد من الأرواح في المدينة. ويعيش العديد من النازحين في رفح في ملاجئ مؤقتة أو خيام في ظروف مزرية، مع صعوبة الحصول على مياه الشرب الآمنة أو الغذاء.
والوضع الإنساني أسوأ في شمال غزة حيث تنتشر المجاعة. ويقول مسؤولو الصحة الفلسطينيون إن أكثر من عشرين شخصا لقوا حتفهم بسبب سوء التغذية والجفاف والجوع هناك.
ولم تقم إسرائيل بعرقلة المساعدات الإنسانية فحسب، بل قامت أيضًا بقصف المستشفيات ومخيمات اللاجئين خلال الأشهر الماضية.
وزير التراث الإسرائيلي عميحاي إلياهو، الذي طرح فكرة إسقاط قنبلة نووية على قطاع غزة، دعا مؤخراً إلى “محو” شهر رمضان.
ومما لا شك فيه أن تعليقاته ترقى إلى مستوى العنصرية المتفشية ضد الفلسطينيين وتجريدهم من إنسانيتهم بشكل منهجي.
ومن غير المستغرب أن يقف حلفاء إسرائيل الغربيون، بما في ذلك الولايات المتحدة، إلى جانب النظام.
ومع ذلك، وتحت ضغط داخلي، بدأت الولايات المتحدة في إسقاط المساعدات جواً إلى غزة وأعلنت عن خطة الأسبوع الماضي لبناء ميناء في غزة لنقل المساعدات عن طريق البحر.
لكن جماعات الإغاثة وصفت هذه التحركات الأمريكية بأنها حيلة دعائية تهدف إلى تخفيف الضغط المتزايد على دعم واشنطن للهجوم الوحشي الإسرائيلي على غزة.
وفي مواجهة تقاعس الولايات المتحدة عن وقف الحرب الإسرائيلية، يفقد المزيد من الناس في قطاع غزة حياتهم نتيجة للضربات والمجاعة.
في هذه الأثناء، لا تزال المخاوف بشأن هجوم بري إسرائيلي على رفح في دائرة الضوء.
وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالمضي قدما في غزو المدينة.
وحذرت منظمات الإغاثة من أن الهجوم البري على رفح قد يؤدي إلى سقوط ضحايا على نطاق واسع بين المدنيين.
وحذرت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك من وقوع “كارثة إنسانية” إذا شنت إسرائيل هجوما بريا على رفح.
كما حذر الرئيس جو بايدن من أن الغزو الإسرائيلي للمدينة سيكون “خطه الأحمر”.
هذه التحذيرات ليست أكثر من مجرد خطاب سياسي، لأنه لا واشنطن ولا برلين مستعدتان لربط شروط بالدعم العسكري لتل أبيب.
إن الزعماء الغربيين لا يصدرون ملاحظات انتقادية للحرب الإسرائيلية على غزة إلا للتغطية على امتثالهم للفظائع التي يرتكبها النظام.
وبينما تواصل إسرائيل جرائمها الفظيعة في غزة، لجأ النظام أيضاً إلى العنف المفرط في الضفة الغربية.
اعتدى جنود الاحتلال الإسرائيلي على المصلين الفلسطينيين بالهراوات لمنعهم من دخول المسجد الأقصى لأداء صلاة الجمعة في مدينة القدس المحتلة.
خلال شهر رمضان، تتصاعد التوترات بشكل متكرر حول المسجد الأقصى، وهو ثالث أقدس موقع في الإسلام.
إن الحرب الوحشية التي تخوضها إسرائيل في غزة، إلى جانب حملتها القمعية في الضفة الغربية، سوف تثير الغضب الذي قد يبلغ ذروته في الانتفاضة الثالثة؛ أو انتفاضة فلسطينية ضد احتلال النظام.
وبالتالي، فإن الانتفاضة الجديدة يمكن أن تؤدي إلى انتشار الحرب الإسرائيلية على غزة إلى منطقة غرب آسيا بأكملها.
مما لا شك فيه أن الولايات المتحدة، التي وقفت إلى جانب جرائم إسرائيل الفظيعة، ستكون مسؤولة عن العواقب الكارثية للتصعيد الخطير والانتفاضة في المنطقة.